تحت عنوان "ملحن ومندوب إعلانات" كتب فريد الأطرش في مجلة الكواكب عام 1953 مقالا عن بدايته الفنية قال فيه:
أنا من مواليد بلدة السويدا عاصمة الدروز عام 1916 وكان والدى يعمل ضابطا بالجيش والتحقت بمدرسة سان جوزيف ببيروت، ولما جاءت الثورة هربت مع أسرتي إلى مصر عام 1924.. وكنا فقراء معدمين، فألحقتنى أمي بمدرسة الفرير المجانية بالخرنفش، وعشت فيها مع أقرانى أعانى الفقر، وحين اكتشفت أن لى صوتا جميلا فكرت أن أكسب قوتي من عرق جبينى خاصة وأنى تعلمت العزف على العود من أمى منذ صغرى.
انضممت إلى فرقة الأناشيد بالمدرسة وكنت أغنى التراتيل ومنها إلى أغانى عبد الوهاب وحفظت معظم أغانيه، وفكرت بعدها أن أعمل ملحنا ومطربا في الصالات وعرضت نفسى على مارى منصور وعملت بصالتها مقابل ثمانية جنيهات في الشهر.. بدأت التلحين، لكنى كنت جبانا لا أجرؤ على الاعتراف بأننى ملحن، وكنت أجرب ألحاني مع شقيقتى أسمهان وكنت أطرب لها لكني كنت في شك أن الطرب ليس من اللحن لكن من صوت أختى الساحر.
دخلت السوق الفنى ملحنا متواضعا، ثم اشتغلت عوادا في تخت إبراهيم حمودة مقابل أربعين قرشا في الليلة، وتوالت الأيام ودخلت ميدانا جديدا فالتحقت بمحال بلاتشى مندوبا للإعلانات خاصة في الأوكازيونات مقابل أربعين قرشا في اليوم لتدبير بعض نفقات المعيشة وذلك حتى حصلت على الابتدائية.
في ذلك الوقت كان الموسيقار مدحت عاصم يبحث عن أصوات جديدة أيام الإذاعة الأولى وكنت أعرفه فاستدعانى لأعزف عود منفردا في الإذاعة مقابل مائة وخمسين قرشا في ثلث ساعة.
وذات مساء وبعد أن انتهيت من العزف قلت لمدحت عاصم أريد أن أغني، فقال لى احمد ربنا أنك بتعزف عود، وأمام إلحاحي قال سأعرض اسمك على اللجنة وكان فيها محمد فتحى ومدحت عاصم ومصطفى رضا وغنيت أغنية لعبد الوهاب، فقالوا لى أين القطع التي ستغنيها، ولم يكن لدى قطع خاصة بي.
لكنى حاولت حتى غنيت في الإذاعة مقابل أربعة جنيهات عن كل وصلة كنت أدفع فوقها من جيبى للفرقة. 
وعملت في الغناء والتلحين والعزف على العود وجاءت موسيقاي متنوعة بين تركي وسوري ودرزي ومصري وكان الأوبريت هو الفتح الجديد الذي أضفته إلى عالم الغناء في فيلم انتصار الشباب ثم أعقبها في حبيب العمر.