هاجم قطيع من الكلاب الضالة، طفلا في العاشرة من عمره، مساء أمس الثلاثاء، أثناء وجوده داخل نادى عرب غنيم، بمنطقة حلوان، مما أدى لإصابته بجراح خطيرة بأنحاء متفرقة بجسده، بينما اكتفى الحاضرون بالمشاهدة دون التدخل خوفا على أنفسهم من عقر الكلاب، الطفل الذي انتهكت جسده أنياب الكلاب، ظل يستغيث دون مجيب، وزاد من بشاعة الحادث إهمالُ المستشفيات التي رفضت التدخل لإنقاذ الطفل من براثن الموت، حيث أغلق مستشفى قصر العيني وحلوان العام أبوابها أمام الطفل وعائلته، التي تخشى على نجلها الهلاك لعدم تعاطيه العلاج.
عقارب الساعة كانت تقترب من العاشرة مساءً، وصوت صلاة التراويح يرج المكان، الطفل سعيد عبده بهلول، يلهو داخل نادى عرب غنيم، يضحك مع أقرانه، معتقدا أن الحياة ستظل تبتسم له، دون أن يدري أن هناك من يتربص له، لحظات وبدأت الكلاب تلتف حول الطفل، تنظر في عينيه البريئتين، بينما يخترق الخوف قلبه، وترتعش أوصاله، لحظات وكشرت الكلاب الغاضبة عن أنيابها، وبدأت تغرسها في لحم الطفل، تنهش كل شبر في جسده الضعيف، الذي تحول إلى ما يشبه الذبيحة.
لم يتحمل الطفل الأذى الذي لحق به، وبدأ جسده الضعيف في الانهيار، ولم تنفعه صراخاته واستغاثاته بالمتفرجين الذين وقفوا يشاهدون الحادث دون حراك، تركوه لقمة سائغة للكلاب المسعورة، التي انتهزت الفرصة ولم تفتها وأكملت حلقة الموت التي بدأتها.. وحينما انتهت من الطفل، تركت جسده المدمم، وبدأ الأهالي يقتربون من الطفل في حذر، وأخيرا حضرت عائلته، لتجده يصارع الحياة والموت.
حاولت الأسرة إنقاذ ما يمكن إنقاذه، هرولت به إلى العديد من المستشفيات، والتى رفضت استقباله، وأوضح والد الطفل أنه قام باصطحاب طفله إلى مستشفى حلوان العام، والذى رفض الحالة، وكذا مستشفي قصر العيني، والذي رفض أيضا الحالة، ثم إلى مستشفى المنيرة والذي استقبلته لمدة ساعات قليلة، ثم أخبرهم أنه لن يستطيع استكمال علاج الطفل، نظرا لخطورة الحالة.
وأوضح والد الطفل أنه أخذ نجله للمنزل مرة أخرى وأن حالته في استياء، وأنه يعيش حاليا على المحاليل والعلاج، مما يجعله حزينا على ما حدث لابنه وسط غياب تام وتعنت من المسئولين والأجهزة التنفيذية والرقابية من الدولة فى حماية الأطفال.