سبعة أيام قضتها مدينة الخديوي، في مشاهد مرعبة، ما بين اختفاء فتاتين في ظروف غامضة، وفرض السيطرة الأمنية للبحث عنهما، لاسيما تخوف الأهالي من خروج أبنائهم لشراء "سحور رمضان" بل والتزام المنازل خوفا من عصابة "اللهو الخفي" الكاذبة.
وفي مدينة "جنوب القاهرة" حيث آخر محطات مترو أنفاق القاهرة الكبرى، لتجد الخوف يكسو ملامح أهلها، ما بين أم تعبر الشارع ممسكة بيد ابنتها تخوفا من اختطافها، وأب لا يقوي علي السير من متاعب "الصيام" محتضنا ابنه أعلى صدره خوفا من ضياعه.
بطولة الشرطة، تجسدت في روح المقدم "وائل عرفان" الذي قاد ميكروباص المباحث بنفسه طوال مدة البحث عن الفتيات، حتي انكشفت الحقيقة أمامه، بأن الفتاتين هربتا من بيوتهما بسبب المشكلات العائلية، وأنه لا وجود لتلك العصابة الوهمية التي أخافت المواطنين بسبب شائعات شيطان "الفيس بوك".
هاجر 17 سنة .. أولى الفتيات التي تبلغ لقسم شرطة حلوان باختطافها، ومن خلال البحث تبين أن الفتاة علي خلافات مالية مع والدها، وقامت علي إثرها بمغادرة المنزل والاختباء لدي إحدي صديقاتها بالمدينة، عقب تفاقم المشكلات بينها وبين والدها.
عودة هاجر إلى منزلها، وضعت خيوطا جديدة لكشف الأساطير الكاذبة، التي نشبت من مخيلات وخوف المواطنين، لا سيما أن المباحث قد كشفت نصف اللغز وتبقي النصف الآخر، وهو اختفاء شيماء.
وكانت الصدفة، التي قادت المباحث لكشف لغز اختفاء شيماء، حين أظهر أحد برامج السوشيال ميديا أن آخر ظهور لهاتف "شيماء" كان قبل بلاغ أهليتها بأقل من ساعة، وهو ما ينفي شبهة الاختطاف، حيث تم توسيع دائرة البحث لدي أصدقائها وبالمستشفيات لعل وعسي أن يكون حادث سير.
توصلت المباحث إلى مكان شيماء، بمنطقة الهرم، حيث تم إعادتها إلى مدينة حلوان، وقامت شيماء بنفي أسطورة اختطافها قائلة: "الضغط النفسي والعصبي، جعلني أغادر المنزل، قمت بالتوجه إلى إحدى صديقاتي التي تربطنا علاقة منذ 10 سنوات بيننا، بمنطقة الهرم، وأخبرتها بأنني حضرت لتغير حالتي النفسية، علي أن أعود قريبا للمنزل".