في ملحمة فنية وطنية تذكرنا بـ«رأفت الهجان»، و«دموع في عيون وقحة»، قدم المخرج وائل عبد الله، في مسلسله «الزيبق»، قصة من واقع ملفات المخابرات المصرية، تكشف عن عملية زرع عميل مصري في مركز الاتصالات الخاص بجهاز «الموساد» الإسرائيلي، في صفعة هي الأقوى منذ 20 عاما.
«الزيبق» من بطولة كريم عبد العزيز وشريف منير، سيناريو وإخراج وائل عبدالله، وحوار وليد يوسف، وهو مأخوذ من قصة حقيقية عن عملية مخابراتية بدأت نهاية التسعينات، واستمرت حتى السنوات الأولى من الألفية الجديدة، وهي حقبة مليئة بالغموض من جهة العمل المخابراتي المصري، انفرد المسلسل باقتحامها لأول مرة.
ويسرد «الزيبق» كيف تمكنت المخابرات المصرية من زرع عميل لها داخل مركز الاتصالات الخاص بجهاز «الموساد» الإسرائيلي لعدة سنوات، وذلك على مدار حلقات المسلسل المقرر عرضه على جزئين.
تدور الأحداث في 60 حلقة على جزئين، يحكي الجزء الأول، الذي يتم عرضه خلال رمضان الجاري، عن مقدمة تلك العملية التي يأتي معظم تفاصيلها بالجزء الثاني.
العملية تحمل اسم «الزيبق»، وتختص بزرع عميل مصري «فني كاميرات» داخل مركز اتصالات جهاز المخابرات الاسرائيلي «الموساد»، لكشف شبكات التجسس وعملاء إسرائيل في مصر والشرق الأوسط.
وتحكي الحلقات كيف نجح ضابط المخابرات «خالد صبري»، في وضع العميل وخبير كاميرات المراقبة «عمر طه» في طريق أحد عملاء «الموساد» باليونان، لتقع عملية الموساد أولجا «كارمن لبس» في الفخ، وتحاول تجنيده، لزرع كاميرات تجسس لصالح الجهاز في أماكن حيوية بالقاهرة.
وينجح «عمر» في اجتياز كافة الاختبارات السرية التي يضعه فيها «الموساد»، وينتهى الجزء الأول بترقية «أولجا» إلى منصب قيادي بالمخابرات الإسرائيلية، وتنتهى الحلقات بسفر «عمر طه» إلى إسرائيل من أجل تدريبه.
أما عبقرية السيناريو، فتتضح في أن المتابع، وحتى المشهد الأخير من الجزء الأول، لا يعرف طبيعة العملية التي سيقوم بها «عمر» في إسرائيل، بينما تتضح ملامح العملية في الجزء الثاني، وهي زرعه داخل مركز اتصالات «الموساد».
وبعد تحقيق عملية «الزيبق» نجاحًا غير مسبوقًا، على مدار 10 سنوات تمكن فيها «عمر طه» بمعاونة الضابط «خالد صبري» من خلق «ثغرة معلوماتية» داخل مركز اتصالات «الموساد»، المنطقة الأكثر سرية وخطرًا.
وتنتهى عملية «الزيبق» بموت بطلها «عمر طه»، بعد أن يكتشفه «الموساد»، فينفذ عملية تنتهي باستشهاده، على الرغم من تنبه القيادة بالقاهرة للأمر وإعدادها خطة لتهريبه عن طريق لبنان، إلا إنه وبشجاعة بطولية، يفضل القيام بمهمته إلى النهاية.
ويعد العمل إهداءً لروح العميل المصري الشهيد، والذي قرر جهاز المخابرات العامة المصرية الإعلان عن تفاصيل العملية كلها تكريمًا لبطولته.
وعلمت «الدستور» أن هناك توجهًا لدى صناع المسلسل لتغيير النهاية، لكن حتى الآن لم يستقروا على نهاية محددة للعمل، حيث لم يبدأ تصوير مشاهد الجزء الثاني إلى الآن.
وكان من المقرر تقديم المسلسل في 90 حلقة تعرض خارج رمضان، ثم تغير الرأي إلى أن يكون 90 حلقة على جزئين، حتى تقرر في النهاية تكثيف المشاهد ليكون 60 حلقة على جزئين.
وتم تصوير الجزء الأول ما بين مصر واليونان فقط، كما تم تصوير بعض المشاهد بمبنى جهاز المخابرات العامة المصرية بحدائق القبة، أما الجزء الثاني فمن المقرر تصوير مشاهده ما بين سوريا والسودان ومصر واليونان.