قالت صحيفة العرب اللندنية، إن دول جوار ليبيا العربية بما فيها مصر أعلنت عقب اجتماع عُقد في الجزائر، رفضها لأيّ تدخل أو خيار عسكري في ليبيا وشددت على التزامها بالتوصل إلى حل سياسي للنزاع، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية الجزائرية.
وأوضحت الوكالة أن وزراء خارجية الدول الثلاث أقروا إثر اجتماع في العاصمة “إعلان الجزائر” من أجل تسوية شاملة في ليبيا.
وشدد الوزراء الثلاثة في البيان على “الامتناع عن استعمال العنف أو أيّ إجراءات من شأنها أن تؤدي إلى تصعيد يحُول دون مواصلة مسار التسوية السياسية في ليبيا ويؤثر مباشرة على استمرار معاناة الشعب الليبي.
وأشارت الصحيفة إلى أن الموقف المصري المؤيد للبيان أثار استغراب المتابعين خاصة في ظل عدم الإعلان عن قرار مصري بإيقاف الضربات الجوية التي تنفذها على معاقل المتطرفين في ليبيا.
وتنفذ مصر ضربات على معاقل المتطرفين في ليبيا منذ نهاية مايو الماضي، وذلك عقب استهداف مسلحين لحافلة تقل أقباطا في طريقهم إلى دير في محافظة المنيا، بصعيد مصر، أسفر عن مقتل 29 شخصا وإصابة 24 آخرين. وهو الهجوم الذي أعلن تنظيم “الدولة الإسلامية” مسؤوليته عنه.
وبدأت مصر ضرباتها في ليبيا باستهداف ما يسمّى بـ”مجلس شورى مجاهدي درنة” في مدينة درنة الواقعة شرق ليبيا، لتوسع في ما بعد ضرباتها لتشمل منطقة الجفرة التي كانت تسيطر عليها “القوة الثالثة” الموالية لحكومة الوفاق والمتحالفة مع متطرفي ما يسمى بـ”سرايا الدفاع عن بنغازي”.
وقال المتحدث باسم الجيش المصري، العقيد تامر الرفاعي، الأسبوع الماضي إنه لم يتم إعلان توقف العمليات العسكرية لبلاده ضد ما أسماها بـ“مواقع تدريب الإرهابيين” في ليبيا.
ويرى اللواء نبيل فؤاد مساعد وزير الدفاع المصري الأسبق، إن الاتفاق الثلاثي لدول الجوار الليبي، حول رفض التدخل العسكري في ليبيا موجّه بالأساس إلى حلف “الناتو”، لافتًا إلى أن الاتفاق يعني قطع الطريق على “الناتو” قبل تعاظم دعوات تدخله.
وحول الضربات المصرية في ليبيا، قال فؤاد لـ“العرب”، إنها “متقطعة ومرتبطة بظرف استثنائي"، وأن القاهرة ملتزمة بما اتفقت عليه مع تونس والجزائر، بأن يكون الحل السياسي هو السبيل الوحيد للتسوية في الأزمة الليبية.
واستدرك قائلا “لكن الموافقة المصرية سوف تكون مشروطة، لأنها سوف تعيد توجيه الضربات في حال تعرضها لتهديدات إرهابية من ناحية ليبيا، وهذا لن يكون تدخلا عسكريًا، بقدر ما هو دفاع شرعي عن النفس”.
وقال وزير الشؤون الخارجية الجزائري عبدالقادر مساهل الثلاثاء، إن مشاوراته مع نظيره المصري سامح شكري شددت على أهمية مرافقة الليبيين في حل أزمة بلادهم بأنفسهم ودون أي تدخل أجنبي، وهو ما اعتبر تلميحا للضربات المصرية في ليبيا.
لكن المتحدث باسم الخارجية المصرية أحمد أبوزيد قال “إن هناك تفهما كاملا للدوافع والأسباب التي دفعت مصر لتنفيذ ضربات على معاقل الإرهاب في ليبيا وأن هناك تضامنا كاملا مع مصر في مكافحة الإرهاب وشعورا عاما بأن هذا الخطر يهدد الجميع”.
وأضاف أن “وزراء خارجية الدول الثلاث شددوا على ضرورة تكثيف التعاون من أجل ضبط الحدود الليبية باعتبارها خطرا طالما بقي الوضع كما هو عليه في ليبيا”.