اليوم 24 مايو تمر الذكرى الـ 45 لوفاة نجم الكوميديا في مصر الفنان #إسماعيل_ياسين الذي رحل عن دنيانا في مثل هذا اليوم عن عمر يناهز 600 عاما.
"سمعة" كما كان يطلق عليه أقرب أصدقائه من الفنانين تزوج 3 مرات، ولم ينجب سوى ابن وحيد هو المخرج ياسين إسماعيل ياسين الذي توفي هو الآخر في العام 2008.
كانت رحلة إسماعيل ياسين مع الفن حافلة بالعطاء والمواقف الصعبة والتحديات الكبيرة والنجاحات والإخفاقات.
ولد إسماعيل ياسين في 15 سبتمبر من العام 1912 في ميدان الكسارة بمنطقة الغريب بالسويس شرق #مصر لأسرة ثرية معروفة بتجارة الذهب. وتوفيت والدته وهو صغير فتزوج الوالد من سيدة أخرى كانت سبباً في تراكم الديون عليه والزج به في السجن. وكان إسماعيل يعاني من ذلك، لذا حاول البحث عن عمل ليبعد عن #السويس وبطش زوجة والده.
في كتابه رجال صنعوا السويس يقول المؤرخ حسين العشي، إن إسماعيل ياسين ترك السويس وعمره 17 عاماً ليبدأ رحلة حياة صعبة حيث عمل في فرقة للرقص بشارع محمد علي ثم في كازينو #بديعة_مصابني، وكانت من رائدات المسرح الاستعراضي.
غناء المونولوجات
بدأ في غناء المونولوجات التي كان يكتبها صديقه أبو السعود الأبياري. امتدت هذه الحياة الصعبة عشر سنوات كاملة قبل أن يجد أول فرصة للتمثيل السينمائي عام 1939 في فيلم فؤاد الجزايرلي "خلف الحبايب" ويصبح إسماعيل ياسين قنبلة سينمائية تفجر الضحكات وتنشر البسمات لمدة عشرين سنة متواصلة قدم خلالها 500 فيلم، وهو رقم لم يصل إليه أي ممثل في العالم في تاريخ #السينما_المصرية.
أسس ياسين فرقته المسرحية الخاصة به والتي حملت اسمه بالتعاون مع رفيق عمره أبو السعود الأبياري، وقدم في الفترة ما بين عامي 1954 و 1966 نحو 60 عملاً مسرحياً.
في منتصف الستينيات لم يعد الجمهور متقبلا لكوميديا إسماعيل ياسين الذي بدأ في تكرار نفسه وقفشاته، خاصة مع دخول نجوم جدد في الكوميديا مثل #عبد_المنعم_مدبولي و #فؤاد_المهندس إضافة إلى ثلاثي أضواء المسرح سمير غانم و جورج سيدهم والضيف أحمد، ونتج عن ذلك انصراف المنتجين والمخرجين عنه، ما اضطره للسفر إلى لبنان للعمل هناك في بعض الأدوار القصيرة، وعاد منها ليشارك في أدوار صغيرة، آخرها مشهد صغير في فيلم مع الفنان #نور_الشريف، لكنه لم يكمله فقد اختطفه الموت قبل تصويره.
حياة بائسة
على الرغم من كل المجد الذي عاشه الفنان الراحل في فترة الخمسينيات والنجاح الباهر الذي جعله نجم الشباك بلا منازع، فإن إسماعيل ياسين عاش – كما يقول المؤرخ السويسي - حياة بائسة أواخر أيام حياته بعد انحسار الأضواء عنه وفقده كل موارد دخله لدرجة أنه كان لا يستطيع دفع إيجار الشقة التي انتقل إليها بعد قيام الضرائب ببيع عمارته التي بناها من عرقه وجهده.
تعرض إسماعيل ياسين للعديد من الأزمات المادية قبل أن يعلن إفلاسه ويذهب إلى لبنان وحيدا ليعمل هناك بالمونولوج، وعاد من جديد إلى مصر بعد أن أرهقه مرض ''''''''''''''''النقرس''''''''''''''''.
مستشفى الأمراض العقلية
في أوائل الخمسينيات، تعرض الفنان الراحل لموقف صعب بعد أن أصدر الملك فاروق قراراً بإدخاله مستشفى الأمراض العقلية.
وفي التفاصيل، أن الفنان الراحل كان يؤدي منولوجا أمام الملك فاروق، وقال مرة كان في واحد مجنون زي حضرتك"، فثار الملك ورد غاضباً "أنت بتقول إيه يا مجنون؟" فحاول إسماعيل أن يخرج من الموقف بالتظاهر بالإغماء وسقط مغشيا عليه بالفعل لينجو من غضب الملك.
أرسل الملك فاروق طبيبه الخاص لفحص إسماعيل، وفهم الطبيب ما حدث، فكتب تقريراً للملك أكد فيه أن الفنان الكوميدي تعرض لحالة عصبية سيئة دفعته ليقول ذلك، وأن هذه الحالة جعلته يفقد وعيه مؤقتا.
ويبدو أن تقرير الطبيب وإن كان يحاول إنقاذ اسماعيل إلا أنه تسبب في زجه في مستشفى الأمراض العقلية، حيث أمر الملك بعلاجه في المستشفى، ومكث فيه بالفعل لمدة 10 أيام.
"طرفة" أم كلثوم
إسماعيل ياسين له موقف آخر شهير وكوميدي مع كوكب الشرق أم كلثوم، التي قابلته صدفة داخل إحدى الصيدليات في مدينة #الإسكندرية، حيث كان يقف بجوار الميزان كي يزن نفسه وسألته عن وزنه فقال 78 كلغ فقط، فقالت له أم كلثوم مداعبة وهل الوزن يدخل ضمنه حجم فمك أم لا؟ (حيث اشتهر ياسين بفمه الكبير). فما كان من الفنان الراحل إلا أن قابل سخرية "الست" بسخرية مماثلة، وطالبها بأن تزن نفسها هي الأخرى قائلا لها "أكيد الوزن هيبقي من غير صوتك لأن صوتك كبير وقوي".
وعن النهاية المأساوية للأسطورة إسماعيل ياسين يقول العشي: "كانت نهاية مأساوية فقد شهدت ليلة وفاته شجارا معتادا بينه وبين ابنه الوحيد ياسين، لكنه كان عنيفا بدرجة أكبر ولم يتحمل قلب الفنان الراحل أن تمتد إليه يد أقرب الناس إليه، فتوقف عن الخفقان في تلك الليلة التي باتها وحيدا مكلوما ولم يطلع عليه فجر 24 مايو 1972 إلا وقد فارق الدنيا التي أضحكها كثيراً.