«الأعمال المنتظرة» قد لا تكون مفهوما متداولا بكثرة في الدراما الخليجية المعاصرة، إلا في بعض الحالات الاستثنائية التي تحمل إشارات دالة وقاطعة على أنها ستشكل علامة فارقة في تاريخ الدراما المحلية بل والخليجية، وهنا يأتي الحديث عن مسلسل «اليوم الأسود» الذي سيعرض مع بداية شهر رمضان المبارك ليكون على قائمة الأعمال المرتقبة في عام 2017، فالمسلسل يمكن أن نصفه، اذا جاز التعبير، بـ «النجم»، ولمَ لا وهو يضم مجموعة أسماء نخبوية بازغة في صناعة الدراما الخليجية والعربية على حد سواء، وبرغم ضيق الوقت وتسارع عقارب الساعة لتدق ناقوس انطلاق صافرة البداية الدرامية الرمضانية، .. وفيما يلي التفاصيل:
البداية، كانت مع الكاتب فهد العليوة الذي عبر عن سعادته بالتفاعل الإيجابي من الجمهور مع «اليوم الأسود» قبل عرضه، ولكنه أردف موضحا: لا استطيع توقع الناس، فهناك الكثير من ردود الفعل التي لامستها من خلال تفاعل الجمهور و«فانز» النجوم المشاركين في المسلسل، وهم بلا أدنى شك نجوم صف اول، ولا اريد ان اعتمد على ردود فعل الجمهور في مواقع التواصل الاجتماعي قبل عرض العمل، وهذه الحالة أمرّ بها في كل عام قبل بداية عرض المسلسل، ولكن النتيجة تحدد مع الحلقة العاشرة من المسلسلات عموما، حيث يظهر تفاعل المشاهدين معها.
وعن كيفية حفاظه على هذه الكوكبة من النجوم لمدة عام وسط ظروف تأجيل عرض المسلسل، قال العليوة: الحمد لله، انني محظوظ من الله سبحانه وتعالى من ناحية، ومن ناحية اخرى لتربية أهلي لي، فانا محظوظ في علاقاتي الشخصية مع الناس، وعندما يعطني شخص كلمة يفي ويلتزم بها، وفي الوسط الفني يوجد أشخاص يعتمد عليهم وكلمتهم واحدة، وهناك نجوم في «اليوم الأسود» كان لهم موقف كبير معي العام الماضي وتمسكوا بكلمتهم معي، ولا يمكن أن أنسى هذه الوقفة لهم، ومن ناحيتي كنت متمسكا بهم لأبعد مدى لأنني اؤمن بأن احد عناصر نجاح العمل هو نجومه، وعندما اشرع في كتابة المسلسل ابدأ باختيار الممثلين والحديث معهم عن شخصيات التي اريدهم ان يقدموها لأدخلهم في تفاصيل الشخصية وآخذ منهم وأضيف على روح الدور.
وأردف فهد: اعتقد انه من الأمور النادرة جدا ان يتأجل عمل لمدة عام ويبقى محافظا على 95% من نجومه، ولم يعتذر فنانون عنه الا لظروف قاهرة جدا، في حين ان هناك اعمالا تجد صعوبة بالغة في تصوير جزء ثان من مسلسل بنفس نجومه تقريبا.
واكد العليوة ان الطريقة التي اتبعها في كتابة مسلسل «اليوم الأسود» جديدة عليه، وأوضح: الطريقة اتبعها للمرة الأولى في الكتابة الدرامية، وهي طريقة متعارف عليها عند العديد من الكتاب الآخرين، ومسلسل «اليوم الأسود» اقدمت فيه على مجموعة امور للمرة الأولى بالنسبة لي غير طريقة الكتابة، ومنها توليفة النجوم المشاركين فيه، فبعضهم أتعاون معهم للمرة الأولى، كما أنني أتعاون لأول مرة مع المخرج احمد المقلة.
وأكمل: التعامل مع المخرج الكبير احمد المقلة جميل جدا، وهو يعتبر قامة وقيمة كبيرة لا يختلف عليها احد، فمسيرته حافلة بالكثير من النقلات النوعية في الدراما البحرينية والخليجية، وبغض النظر عن الجانب العملي فهو من أرقى الشخصيات الإنسانية التي تعاملت معها على كل الأصعدة، كما انه شخصية مثقفة، ومن الأسماء التي اثرت في مخزوني الثقافي والفني شخصيا، وتعاوننا معا وأن يقترن اسمي باسمه كان احد احلامي وطموحاتي الفنية التي تحققت، وليس هذا فحسب، بل وان يكون لي السبق في ان يكون أول عمل يقدمه في الكويت هو «اليوم الأسود»، فهذا امر كبير.
من ناحيته، قال المخرج احمد المقلة: الكويت بالنسبة لي محطة مهمة، وكانت هناك مجموعة من الفرص والعروض لأقدم عملا هنا ولكنها لم تكتمل لأسباب بسبب ترتيب المواعيد، وكان رهاني دائما انني اريد تقديم مسلسل في الكويت اكون ضامنا لتميزه من خلال النص، وهذا الأمر تحقق من خلال «اليوم الأسود» للكاتب فهد العليوة، حيث وجدت فيه ما اطمح له ويحقق لي الحضور الذي أريده.
أما عن أسباب تمسكه بالنص وعدم قبوله خروج الممثلين عنه، فقال: بعض الممثلين عموما يشتكون من الالتزام بالنص، لكنني أؤمن ان الكاتب لا يكتب الحوار من فراغ ويراجع نفسه ألف مرة، ولأننا بتنا نفتقد اليوم بروفات الطاولة، ارى ان الاجتهاد ممنوع في اللوكيشن، والاجتهاد يكون في ايصال المعنى وليس مضمون المعنى، لأنه قد يؤدي الى ضياع المعنى من الحوار.
وفي النهاية كمخرج اتفقت على مضمون النص والجملة الحوارية، وإذا جاء الممثل وأبعدني عن المعنى سأوقفه واطلب منه الالتزام بالنص، وهذا يبعدنا عن الارتجال من ناحية، ومن ناحية اخرى يجعلنا نقدم عملا مكتملا وألا يكون الحوار النقطة الأضعف فيه.
وحول التفاصيل الفنية للمسلسل، قال المقلة: اخترت مدير التصوير علاء الحوسيني، واتفقنا على ان نعتمد على طريقة الصورة من اللوكيشن للشاشة من دون رتوش بقدر الإمكان، واعتمدنا على مصادر الضوء الطبيعية لتكون الصورة طبيعية، لأنني اردت ان ابسط العمل بقدر الإمكان، لتقديم «وجبة دسمة» من خلال عرض مبسط، وحلول سهلة، لافتا الى انهم سيحاولون الانتهاء من تصوير العمل قبل رمضان او قد يحتاجون الى يوم او اثنين على اكثر تقدير.
أما النجمة الهام الفضالة، فقالت: ألعب شخصية «اميرة»، وحالها حال كل أبطال العمل الذين يمر عليهم «يوم أسود»، وسنرى كيف سيتعاملون مع هذا اليوم، فمنهم من سيكون هذا اليوم لهم بمنزلة طاقة فرج وأمل، وغيرهم يمر عليهم بصورة عكسية.
وأكدت الفضالة انها تمسكت بمسلسل «اليوم الأسود» رغم تأجيله من العام الماضي، وأردفت: الدور الذي اقدمه مفصّل علي، مع العلم ان ثلاثة ارباع الأعمال التي صورت عرضت علي لكنها لم تعجبني.
وقالت النجمة شجون الهاجري: ألعب دور فتاة تمر بأكثر من نقلة في شخصيتها، والمسلسل هنا يتحدث عن فلسفة البشر التي تحدث بين الأيام والصدف التي يمرون بها، ونحن فريق عمل رائع، وكان يفترض ان نقدم المسلسل العام الماضي، ولكن يمكن «خيرة» اننا سنقدمه هذا العام، ورغم تأجيله الا انني لا استطيع ان اقول له لا.
من جانبه، قال النجم محمود بوشهري: ألعب شخصية «فيصل» وهو شاب طموح ورومانسي، ويقوم بالمستحيل ليصل الى حبيبته، الى جانب وقوفه الى جانب أسرته، «يعني بطل بالنهاية».
وأكد بوشهري انه تمسك بالمشاركة في «اليوم الأسود» لاقتناعه التام به وبالدور الذي يقدمه فيه، وان تواجده في المسلسل كان قائما من العام الماضي وتأجيل تصويره العام الماضي لم يمنعه من استكمال المشاركة فيه عندما عاد للتنفيذ هذا العام، وقال: أرى ان التعامل مع الكاتب فهد العليوة «مغري» لكل فنان شارك اعماله السابقة او سيتعامل معه مستقبلا، لما لكتابته من مصداقية تلامس المشاهد وهذا ما يجعلها جزءاً من ذاكرة الجمهور ولا تنتهي بمجرد انتهاء عرضها.
وعبرت الفنانة نهلة سلامة عن سعادتها بأن تكون اولى مشاركتها في الدراما الخليجية من خلال مسلسل «اليوم الأسود»، وعن اسباب موافقتها على العمل، قالت: البداية كانت عندما تحدث معي المنتج وعرض على المشاركة في العمل، وبعدما قرأت النص اعجبتني الفكرة، كما ان «اليوم الأسود» قائم على البطولة الجماعية وهذه التركيبة من الأعمال تستهويني، والفيصل بالنهاية للمشاركة في العمل هو الدور والتوقيت، وألعب شخصية مدرسة مصرية تعيش في الكويت، ولها حياتها الخاصة ولديها اصدقاء مقربون منهم الفنانة الهام الفضالة وهذا القرب يجعلهم يتعاونون في حل مشاكل بعضهم البعض.
وأضافت سلامة: لا يوجد اختلاف في اجواء التصوير في اي مكان، فثوابت العمل الفني واحدة، ولم اشعر بغربة اثناء تصويري للمسلسل، ونحن كوطن عربي مشاكلنا الانسانية واحدة.
بدورها، قالت الفنانة نور غندور: اجسد شخصية «داليا» وهي جديدة بالنسبة إليّ، حيث اقدمها للمرة الأولى، وهي فتاة تنتمي لطبقة ثرية او كما يقال «ابنة عز وفلوس» ولكن فجأة تتغير نظرتها للحياة عندما تقع في الحب، وفي نفس الوقت تتمتع بخفة ظل، وهذه المرة الاولى التي اقدم فيها هذا الخليط، فعادة ما تكون اجواء الشخصيات التي اقدمها تميل اكثر الى دراما الدموع، ف«داليا» عندها ذكاء فطري وفي نفس الوقت ملتزمة بالعادات والتقاليد، والجمهور سيحب الشخصية.
وتابعت: اريد ان اشكر الكاتب فهد العليوة على هذه الثقة، فالدور مهم وكبير، ولا اريد ان يفهم من كلامي انني لست على قدره، ولكن اريد ان اشكره انه اخرجني من قالب الفتاة المغلوبة على امرها.
وعن تجربتها الثانية مع العليوة، ردت غندور: فهد العليوة ليس من الكتاب الذين من الممكن ان نضيف على كتابتهم فهو حريص للغاية على كافة التفاصيل الكبيرة والصغيرة، ولكن من الممكن ان اضيف من ناحية الاداء او الحوار، وما اضفته في «اليوم الأسود» كان خفة الدم وهذا بالطبع كان بالاتفاق والترتيب مع الكاتب فهد العبوة.
أما عن تعاونها الأول مع المخرج احمد المقلة، فقالت: سعيدة بأنني تعاملت معه للمرة الاولى، وتوقعنا في البداية ان العمل سيكون صعبا معه، خاصة أن أغلب عناصر «اليوم الأسود» من الشباب، ولكن عندما بدأنا التصوير وجدنا انه يستمع لآراء الآخرين ويتناقش معنا فيما نقدمه، فهو شديد الحرص على ان نلتزم بالحوار وألا تتغير صياغة الكاتب، كما ان روحه رائعة بالعمل، فهو شديد الهدوء في اللوكيشن «وصوته لا يطلع» وصبور وخلوق.
إلهام الفضالة: أنتظر حسن البلام حالي حال الجمهور
أكدت النجمة الهام الفضالة انها تعيش حالة من الانتظار والترقب مثل الجمهور للدور الذي سيقدمه النجم حسن البلام، خاصة ان اغلب المشاهد التي جمعتهما كان يغلب عليها طابع كوميدي بسيط، مؤكدة ان خروجه عن اطار الكوميديا الذي سطع فيها لفترات طويلة، ستلقى بظلالها على مسيرته وخطواته الفنية القادمة.
القنوات الفضائية والمقدمة الغنائية
يعرض مسلسل «اليوم الأسود» على عدة قنوات وهي «ام بي سي دراما»، «الظفرة»، «الراي»، «سما دبي»، «روتانا خليجية»، وستكون المقدمة الغنائية بصوت ايمان الشميطي وأجوائها اندلسية.
وأكد الكاتب فهد العليوة ان مقدمة المسلسل الغنائية هي الغلاف الخارجي له، وانه بعد عدة مشاورات مع المخرج والشركة المنتجة وقع اختيارهم على الملحن مشعل العروج والكلمات للشاعر ساهر، وستكون من غناء متسابقة برنامج «ارابز غوت تالنت» ايمان الشميطي، وقال العليوة: كنت ابحث عن صوت عربي قادر على غناء اللون الخليجي بطريقة مكسورة، ليوصل صورة العمل ويكون متكاملا معه، وجاء ترشيح الاسم من قبل الملحن مشعل العروج، والذي اختار اجواء لحنية اندلسية - خليجية.
المقلة: لم أطلب حذف اسم دحام
عندما طرحت «الأنباء» سؤالا على المخرج القدير احمد المقلة حول اخراجه العمل بدلا من المخرج محمد دحام الشمري، اعتبر المقلة ان هذا الامر وارد حدوثه في كل مكان، وان قبوله للعمل هو بسبب اقتناعه التام به، ولا يرى حساسية في تقديمه، وأشار الى احدى نسخ الحلقات في يده، وقال: هذه النسخة وغيرها لا يزال اسم الزميل محمد دحام الشمري عليها ولم أطلب حذفه.
بوشهري: «العليوة ما خلاني أقول ولا شي»
أكد النجم محمود بوشهري ان دوره في مسلسل «اليوم الأسود» يخلو من «القطات» أو «الأفيهات» التي طالما اشتهر بها، وقال (ممازحا): الكاتب فهد العليوه «ما خلاني أقول ولا شي».