قلق، توتر، مستقبل يتم تحديده مساره من خلال تلك الورقة وهذا المكان، صورة ظلت لسنوات طويلة في أذهان الطلاب عن «لجنة الامتحانات» قبل أن يتحول الأمر إلى مكان لارتكاب الجرائم.

وخلال السنوات الماضية زادت ظاهرة ارتكاب جرائم عنف في لجان الامتحانات، أما مرتكبيها فهم الطلاب ما طرح تساؤل حول كيفية تأمين اللجان وتأهيل الطلاب للابتعاد عن تلك الجرائم. 

100 غرزة
وكان آخر تلك الحوادث تعدي أحد الطلاب على آخر عند توجهه لأداء الأمتحان بأحد معاهد الإسكندرية، وفوجئ المصاب بتعرضه للطعن في رقبته من الخلف. 

وعرض الإعلامي معتز الدمرداش، خلال برنامجه «90 دقيقة»، عبر فضائية «المحور»، أول أمس، مقطع فيديو لطالب يعتدي على زميله الذي كان متجها لأداء الامتحان بالمعهد في الإسكندرية، بمطواة وتسبب بإصابته بـ100 غرزة.

وأشار والد الطالب المصاب، إلى أن كاميرا مراقبة أحد المحال بالشارع رصدت واقعة الاعتداء، التي نتج عنها إصابة ابنه بالطعن والذبح من الخلف، مضيفًا أن ابنه محتجز حاليًا في المستشفى ويخضع حاليا للعلاج، وخضع لإجراء جراحة انتهت بإجراء 100 غرزة في رقبته ووجهه.

اقرأ: التفاصيل الكاملة لواقعة اعتداء طالب على أستاذ تجارة حلوان «تقرير» 


جرح قطعي
واشتبك الطالب «جمال.ف.أ» بالصف الثاني قسم ميكانيكا، مع زميله «أشرف.م»، داخل لجنة امتحانات مدرسة دمياط الثانوية الصناعية بمدينة دمياط الجديدة، 16 يناير الماضي، وأسفر عن اصابته بجرح قطعي في وجهه وتم نقل الطالب للمستشفي واستلزم علاجه 13 غرزة في الوجه.

حالة من الفوضى 
وواقعة أخرى حيث تلقى قسم شرطة أول العامرية، 11 يناير الماضي، بلاغا من «ي.ا.ع»، 18 عام، طالب بالمدرسة الثانوية الصناعية، أنه أثناء تواجده بالمدرسة تعدي عليه زميله «ع م ال»، 17 عاما، طالب بذات المدرسة، بالضرب بسلاح أبيض "كتر"، محدثا إصابته بجرح قطعي بفروة الرأس أثناء معاتبته لإحداثه حالة من الفوضى داخل لجنة الامتحان.

اقرأ أيضا: إحالة واقعة اعتداء «طالب البدرشين» على المدرسين للشئون القانونية 


عصا خشبية
واستمرار لمسلسل الاعتداء، تلقى اللواء عاصم حمزة مدير أمن الدقهلية، يناير 2016، إخطارا من اللواء السعيد عمارة مدير مباحث المديرية بتعدي طالب على زميله داخل لجنة امتحان بمدرسة عثمان بن عفان الإعدادية بالدقهلية، وتبين إصابة الطالب «محمد ر ا»، 15 سنة، بجرح قطعي في الوجه وبسؤاله اتهم زميلة «محمد ع ا»، 19 سنة، بالاعتداء عليه بسلاح أبيض، وبسؤال المتهم علل ذلك بقيام المجني عليه بالاعتداء علية بعصا خشبية، فقام بالرد عليه وضربه بمطواة كانت بحوزته.

غياب الهدف
ومن جانبه، أشار الدكتور «حسني السيد»، أستاذ المناهج بالمركز القومي للبحوث التربوية، أن هناك عوامل ساعدت على انتشار هذه الظاهرة منها الدراما والسينما والإعلام بجانب غياب الهدف لدى الطالب في تحقيق شيء من العلم فلا يتهم الطالب بالتعليم، وفيما يخص تصدي المدرس والإداريين لهذه الظاهرة أصبح أمرا صعبا حيث من الممكن أن يتعدي عليه الطالب كما تعدي على زميله.

وأضاف «السيد»، في تصريحات خاصة لـ«فيتو»، أن على الأسرة إعادة التربية بالإضافة إلى المدرسة وتوجيهات الإعلام واختيار الأصدقاء والدروس داخل دور العبادة، والأهم هو الالتزام بالقانون وتفعيل اللوائح الطلابية لمراقبة الطالب ومحاسبته فهناك بعض المدارس التي لم تفعل قوانينها وتترك الأمر دون مراقبة. 

تابع: بالصور.. طالب يصيب زميله في رقبته بمدرسة بالعمرانية 


قانون الأحداث 
وفي نفس السياق، أكد اللواء «مجدى البسيونى»، مساعد وزير الداخلية الأسبق، أن الأمن ليس له دخل بهذا الأمر حيث أن دوره لاحق للحدث وليس له التصريح بتفتيش الطلاب بالإضافة أن الطلاب ليس لديهم صحف جنائية ليتم مراقبتهم وتفتيشهم بصفة مستمرة، لكن الأمن دورة معاقبة المجرم، ولابد من تغير قانون الأحداث للوصول إلى قانون رادع لهذه الأفعال.

وأوضح «البسيوني»، في تصريحات خاصة لـ«فيتو»، أن الدور الرئيسي في التصدي لاعتداءات الطلاب هو الأسرة والمدرسة، عن طريق الإشراف الدائم على الطالب داخل المدرسة وعدم السماح بدخول تلك الأسلحة إلى المدرسة، ومحاسبته سواء كانت الجريمة داخل المدرسة أو خارجها لأن في كلا الحالتين إهانة للمدرسة ومنظومة التعليم، ولابد من تفعيل مجالس التأديب للطلبة والمدرسين، وتوقيع العقوبة على الطالب التي تصل إلى حرمانه من التعليم.