لكل نجم معاييره الخاصة في اختيار الشخصيات التي سيطل على جمهوره مرتديا ثوبها، وهي المعايير التي تجعله يقبل أدوار يعتقد أنها ستحقق له النجاح المطلوب، ويرفض أخرى يظن أنها لن تلقى قبول الجمهور، وهو ما ينتهجه "الزعيم" عادل إمام في مشواره الفني.
وفي يوم ميلاده، نستعرض أبرز الأعمال الفنية "السينمائية والتليفزيونية"، التي رُشح لها، بعضها رفضه، والبعض الأخر تم استبعاده لخلاف في وجهات النظر مع باقي صنّاع العمل..
طائر الليل الحزين
واحد من النقلات الفنية المهمة في مشوار الفنان الراحل محمود عبدالعزيز، نجح من خلاله أن يثبت أنه ممثل جيد لا يعتمد فقط على وسامته، وتصدرت صورته للمرة الأولى أفيش فيلم سينمائي بعدما كانت تظهر خلف صور نجوم آخرين.
القصة كتبها الكاتب وحيد حامد في نهاية الستينات وقُدمت كعمل إذاعي، قام ببطولته الفنان عادل إمام، ومع إعادة تقديمه كفيلم في 1977 اختار وحيد الفنان عادل إمام ليقوم بنفس الدور على شاشة السينما، لكن اعترض منتج العمل مفضلا تقديم ممثل أخر، فاختار يحيي العملي الفنان محمود عبدالعزيز.
سواق الأتوبيس
حكى السيناريست بشير الديك، أن فيلم "سواق الأتوبيس"، الذي قام ببطولته الفنان نور الشريف، وكان يعتبره نور أحد أقرب وأحب الأدوار إليه، كان معروضا في البداية على عادل إمام، لكنه رفض حتى قراءة السيناريو، فبعد أن روى له بشير قصة الفيلم، ومن هو حسن سواق الأتوبيس، وصف عادل الشخصية بأنها سلبية ولا تحرك الأحداث، وبمجرد أن عرض بشير الفيلم على نور الشريف تمسك به، قائلا "هو ده".
يُذكر أن الفنان نور الشريف حصل على دوره في الفيلم، على أول جائزة عالمية. "سواق الاتوبيس" إخراج عاطف الطيب، بطولة ميرفت أمين، عماد حمدي، حمدي الوزير.
رأفت الهجان
أشهر مسلسلات الجاسوسية على الإطلاق، هو مسلسل "رأفت الهجان" الذي حققت أجزاءه الثلاثة نجاحا كبيرا في كل أنحاء الوطن العربي، وترددت في السنوات الأخيرة كواليس التحضير لهذا المسلسل، حيث كان مرشحا لأداء الدور الفنان عادل إمام، بعد نجاحه في مسلسل "دموع في عيون وقحة".
ترددت حوله الكثير من الأقاويل لكن كلها لم تنف أن رأفت الهجان عُرض بالفعل على عادل إمام، إلا أن القدر تدخل بصورة أو بأخرى لتذهب البطولة لمحمود عبدالعزيز ويصبح أحد أهم الأعمال في مشوار الفنان الكبير، وعلامة بارزة يفخر بوجودها في أرشيفه الفني، خاصة وأن محمود كان يُستقبل في كل مرة يذهب فيها لأي مناسبة فنية بالموسيقى التي وضعها عمار الشريعي للمسلسل.
وقيل إن سبب استبعاد عادل هو وضعه لمجموعة من الشروط، من بينها رغبته في تعديل السيناريو وإعادة ترتيب الأحداث وفقا لوجهة نظره، وهو ما رفضه بشدة الكاتب الكبير صالح مرسي.
وفي تصريح خاص لـ"مصراوي" قال الناقد الفني محمود عبدالشكور، "اعتراض عادل على رأفت الهجان كانت تخص فكرة السرد عبر الفلاش باك، ويبدو أنه لم يستحسن هذه الحيلة الدرامية".
أرابيسك
عمل تليفزيوني أخر كان سيؤديه "الزعيم" عادل إمام، من تأليف أسامة أنور عكاشة، وإصرار عادل على قراءة النص كاملا قبل الموافقة، جعل أسامة يفضل عدم انتظاره، ويقرر اسناد العمل لممثل أخر، فذهب الدور للفنان الكبير صلاح السعدني، وأصبح من أهم أدواره "حسن أرابيسك" و"حسن النعماني".
الكيت كات
يعتبره كثيرون أحد أهم أدوار "الساحر" محمود عبدالعزيز، لكن ما لا يعرفه كثيرون أن محمود لم يكن المرشح الأول للدور، فقبل عرض العمل عليه، تم ترشيح الفنان عادل إمام، الذي رفض الدور ليسنده المخرج داوود عبدالسيد لـ"الساحر"، وتصبح شخصية الشيخ حسني من أشهر شخصيات السينما المصرية، ويصبح الفيلم من أفضل الأفلام في السينما العربية.
حدوتة مصرية
فيلم رفضه عادل إمام رغم أنه كان سيجمعه للمرة الأولى والأخيرة بالمخرج العالمي يوسف شاهين، لكن سيناريو "حدوتة مصرية" لم يعجب عادل فاعتذر ليذهب الدور لنور الشريف.
صدفة
وبسؤال الناقد محمود عبدالشكور حول فكرة أن معظم الأعمال التي رفضها الفنان عادل إمام، كانت تذهب للفنان محمود عبدالعزيز، قال إن الأمر مجرد صدفة، مضيفا "عملية الإنتاج في مصر مش ماشية بالمسطرة والقلم، فهي عبارة عن توافقات ممكن يكون نجم متحمس لدور ونجم أخر غير متحمس، وأحيانا الميزانية ممكن تحدد، ورفض عادل لدور أو غيره وجهة نظر. عادل إمام رفض مثلا عُرض عليه فيلم إضحك الصورة تطلع حلوة وفي النهاية قدمه أحمد زكي، وكان من المفترض أن يقدم شخصية البيه البواب، ووافق عليه لكنه طلب تعديلات ولم تحدث بالشكل الذي يرضيه فاعتذر، ليذهب الدور لأحمد زكي، كما أن أحمد زكي كان سيقوم ببطولة الحريف، إلا أنه ذهب في النهاية لعادل".