مثل كل عام، يستقبل المصريون شهر رمضان الكريم ضيفا عزيزا طال انتظاره، فلا يخلو شارع واحد من شوارع المحروسة خلال الشهر الكريم من مظاهر البهجة والاحتفال، ومن أهم تلك المظاهر "فانوس رمضان"، العادة المصرية المتوارثة منذ العصر الفاطمى، وخلال الأعوام الماضية ظهرت العديد من الأشكال للفانوس بخلاف الشكل التقليدى المصنع من الزجاج والنحاس، مثل الفانوس الخشب والخرز والمصنع من الحديد المشغول "الفيرفورجية"، بجانب الفوانيس الصينية المصنوعة من البلاستيك بأشكالها المختلفة.

ومن المنتظر أن يشهد شهر رمضان المقبل، انضمام عضو جديد لعائلة "فانوس رمضان"، وهو فانوس "الألباستر"، والمصنع من رخام الألباستر الذى كان يستخدم فى صناعة التماثيل منذ عصور القدماء المصريين، بجانب النحاس والخشب، ثم يتم إضاءته بواسطة لمبة كهربائية.

فيما قامت كاميرا فيديو " 7 " قناة اليوم السابع المصورة ، بجولة داخل أحدى الورش لتصنيع رخام الألباستر داخل منطقة شق الثعبان ، للتعرف على مراحل تصنيع فانوس رمضان من الرخام .

على عبد الله على احد صناع الفانوس الرخام قال لكاميرا فيديو7 قناة اليوم السابع المصورة، اننى حاصل على ليسانس أداب من كلية عين شمس سنه 2001 ولم التحق باحدى الوظائف فقررت اعيش فى جلباب ابى وتوارثت الصنعة وبداية تصنيع الفانوس تكون بإستيراد الرخام من احدى المناطق الجبلية بمنطقة العين السخنة والسويس ثم تقطيعها على عدة اشكال مربع أو مستطيل أو هرم .

وأضاف  أحد صناع فانوس الرخام أن أول مرة 2017 يتم تصنيع الفانونس الرخام نتيجة للركود تصنيع الرخام قررنا الاتجاه الى تصنيع الفانوس قائلا "  القاعدة من غير شغل وحشة وبنشغل نفسينا باى حاجة " .

واشار على عبد الله على أن صناعة الفانوس تبدأ بتشكيل قطع رخام الألباستر حسب التصميم المطلوب للفانوس، بحيث يتم تشكيلها خارجيا ثم تفريغها من الداخل، ثم صقل القطعة وتلميعها، ثم تركيب "لمبة" لإضاءة الفانوس من الداخل، وبالمرحلة النهائية يتم تركيب القاعدة والقبة المصنعة من النحاس لإعطاء شكل الفانوس التقليدى، فيما يتم إضافة قطع من الخشب على بعض التصميمات للفانوس، كذلك من الممكن طباعة اسم أو صورة على الفانوس من الخارج على حسب الرغبة، ويستغرق انتاج الفانوس الواحد من 3 إلى 4 ساعات.

اسعار الفانوس بالرخام ارخص من الفانوس الصينى ويبداء بسعر 60 جنيها الصغير و80 الوسط و150 حنيها الكبير ويتمنى بتشجيع الصناعة والحرف اليديوية وفتح أسواق لمنافسة المستورد ولعرض منتخاتنا التى تخفى على أذهان الناس ، مشيرا إلى أن العمالة المصرية بتاعة شغل واختراعات وإبداعات .

وأضاف  محمد عارف أحد تجار ، أن فكرة استخدام رخام "الألباستر" لصناعة فانوس رمضان، ترجع إلى الرغبة فى ابتكار منتجات يدوية جديدة باستخدام الخامات المتوفرة داخل مصر، موضحا أن رخام الألباستر يعتبر خامة مصرية لا توجد فى أى دولة أخرى، كما أنها معروفة عالميا نظرا لاستخدامها فى صناعة التماثيل الفرعونية، كما يوجد ميزة أخرى لتلك المادة، هو أنها بخلاف جميع أنواع الرخام الأخرى، تعتبر مادة غير معتمة بما يمكن استخدامها فى الإضاءة، وهو ما يتناسب مع فكرة فانوس رمضان، لافتا أنه يمكن استخدام الفانوس كوحدة إضاءة ضمن ديكور المنزل.

أوضح " عارف "أنه يتم استخدام "هادر" محاجر الألباستر لتصنيع الفوانيس، وذلك للإستفادة من الخامات بدلا من هدرها، خاصة أن حجر الألباستر يعتبر من الأحجار مرتفعة الثمن ويصل سعر المتر منها إلى ألف جنيه، إلا أن استخدام الهادر يسمح بإخراج منتج متميز بتكلفة ضئيلة، مشيرا إلى أن الهدف من المشروع، بجانب استحداث منتج جديد، هو تشغيل الايادى العاملة، خاصة فى ظل المشكلات التى تعانى منها ورش صناعة منتجات الرخام، والتى أدت إلى هجر 90% من العاملين للمهنة، قائلا : "إنتاج فانوس الرخام يعنى تشغيل ورش تشكيل الرخام والنحاس والأخشاب والكهرباء"، حيث أن المشروع يعمل به 10 ورش تشكيل رخام لإنتاج حوالى ألفى فانوس بحلول شهر رمضان.

وهو سعر يعتبر ضئيلا مقارنة بالجهد المبذول لتصنيع الفانوس، فى الوقت الذى تبدأ فيه أسعار الفوانيس المستوردة من 140 جنيها، على الرغم من ردائتها لدرجة أن معظمها يتكسر قبل انتهاء شهر رمضان.

انخفاض نسبة تواجد الفانوس الصينى المستورد بالأسواق هذا العام، بحيث لا يشكل أكثر من 25% من المعروض بالأسواق، بسبب ارتفاع سعر الدولار مما أدى إلى صعوبة استيراده، قائلا إنه على الرغم من صدور قرار من منير فخرى عبد النور، وزير التجارة والصناعة الأسبق، منذ عامين بمنع استيراد فانوس رمضان، إلا أن بعض المستوردين يتحايلون على القرار لاستيراد الفوانيس الصينية تحت مسمى "لعب الأطفال"، لكن ارتفاع سعر الدولار هذا العام يعطى فرصة أكبر للفانوس المصرى للمنافسة.

ويطالب محمد عارف أحد تجار وصناع الفانوس بالرخام ، بانشاء مدارس تعليمية "صناعية " لتعليم وتدريب أصول مهنة النحت وتقطيع الرخام قبل انقراضها .