لماذا لا تقول لنا وزارة الداخلية بصراحة ما حدث؟
من السهل جدًا استيعاب حالة الفوضى التى تحيط بسيرة وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلى، فمصر بلد يحب الألغاز، ولا يستطيع أن يعيش بدونها.
لدينا وزير داخلية أسبق، ولدينا حكم صادر ضده بالسجن 7 سنوات فى قضية فساد وزير الداخلية، ولدينا أمر بضبطه وإحضاره، ثم لدينا حالة من العشوائية فى تفسير عدم وجوده فى السجن حتى الآن، تفسيرات قانونية متضاربة، مصادر من الداخلية تتحدث، ولا نعرف هل هى مصادر حقيقية، أم مصادر مضروبة يلجأ لها الصحفيون حتى تكون عندهم قصة معتبرة؟، قالوا هرب خارج البلاد، وقالوا لم يهرب، قالوا إنه فى بيته وسيسلم نفسه قبل جلسة نظر نقض الحكم، وقالوا إنه ليس فى بيته، وربما يكون فى أحد بيوته الكثيرة.
وإذا أردتم الحق، فهو أمر يغيظ، لأنه من المؤكد أن هناك جهة فى الدولة تعلم أين هو حبيب العادلى الآن، وهذه الجهة مؤكد أنها تعرف مساحة الشائعات التى تنتشر الآن، ومؤكد أنها تدرك تمامًا أن بيانًا مقتضيًا منها يمكن أن يقضى على هذه الشائعات تماما، لكن لا أحد يريد أن يتكلم عن العادلى، الذى تحول بالفعل إلى شبح.
لا يهمنى حبيب العادلى فى قليل أو كثير، ولا تشغلنى تفاصيل قضيته، فهذا شأن القضاء وحده، لكن تهمنى حالتنا نحن فى الإعلام، فالمفروض أننا نعمل وسطاء بين من يمتلكون المعلومات ومن يستهلكونها.. والحقيقة أننا نعترف لكم وببساطة بأن هناك من لا يريد لكم أن تعرفوا ما حدث، ولا يعرف هذا الذى يريد إخفاء الحقائق عنكم، أنه لا شىء فوق هذا التراب لا يرى، ولا شىء يرى إلا ويذكر، وعليه سنعرف عاجلًا أو آجلًا أين يختفى العادلى، ومن الأفضل أن يتم التعامل مع الناس بشفافية، لسبب بسيط جدًا، وهو أن الشفافية تحمى الكثيرين من اتهامات ليسوا فى حاجة إليها الآن، فإذا كان حبيب هرب فالداخلية مسئولة عن ذلك، وإذا كان مختفيًا فلابد أنها تعرف أين اختفى.. ولا داعى لأن تحمل الوزارة على عاتقها اتهامات ليست فى صالحها على الإطلاق.. قولوا للناس ما جرى وتخففوا من عبء هذه المسئولية.