خليط من الحنية والطيبة والشقاوة والعفرتة والشطارة والعمق والتمكن والموهبة التي تكسوها الكوميديا، حظيت بها الشقيقتين دنيا وإيمي سمير غانم بنات الفنان القدير سمير غانم والفنانة دلال عبد العزيز، واللتان حرصتا منذ بدايتهما على الاحتفاظ باسم والدهما وعدم اختصاره مثلما يفعل أبناء بعض المشاهير الذين يكتفون بلقب العائلة فقط.. احتفظت كل منهن بالاسم الذي ساهم بشكل مباشر أو غير مباشر في الوصول لما أصبحن عليه الآن.
(2)
“يا ماما ستو يا سكرة إنشالله دايما منورة.. احكِ لنا حدوتة يا ماما ستو بس اوعي تطلع قصيرة.. يا ماما ستو، يا ماما ستو.. الحدوتة إيه؟”.. من هنا ومن خلال أدائهم لأغنية يا ماما ستو وفطوطة، في أثناء ظهورهن مع والدهن في برنامج “لقاء الأجيال” مع الإعلامية سوزان حسن على القناة الثانية، كانت نقطة الانطلاق وبداية “الحدوتة” لبنات “سمورة” اللتان أصبحن من أبرز نجمات جيلهن الحالي.
(3)
رغم زواج سمير في سن متأخر من الفنانة دلال عبد العزيز وفارق السن الكبير بينه وبين بناته والذي يبلغ 48 عامًا تقريبًا، كان من الممكن أن يتحول فارق السن هذا إلى عائق بينهم بسبب اختلاف تفكير الجيلين، إلا أن سمير ودلال قررا أن يكون بناتهما هن “الدنيا والأمل” لهما.. قررا أن يكونا الوريث “الجميل والمبهج” لسمورة، قررا أن يستكملا مسيرة البهجة والتفاؤل والشقاوة التي بدأها سمير قبل نصف قرن.
(4)
لم يختلف اثنان على أداء وموهبة دنيا وإيمي ووجودهن الذي أصبح أساسيًا على شاشة السينما والتلفزيون، فأصبح وجودهن في السنوات الأخيرة في أي موسم درامي أو سينمائي هو “تميمة الحظ” للأعمال التي يظهرن فيها، ويكون الحظ أفضل عندما يظهرن برفقة والدهما فنضمن نحن المشاهدين جرعة مكثفة من الكوميديا والبهجة غير المفتعلة.
فمثلما كانت ولا زالت طلة سمير غانم لافتة ومميزة ومبهجة، ورثن بناته هذه الميزة (القبول وحب الناس)، وكأن دعوة “ربنا يحبب فيهم خلقه” كانت قد استجيبت من الأم والأب اللذان يحسدهما الجميع على بناتهما.
(5)
شقاوة وموهبة سمير غانم انعكست أيضًا على بناته اللاتي يتركن علامة مميزة في كل عمل يظهرن فيه، حتى صعدن بسرعة وأصبحن يحملن أعمالًا بمفردهن في وقت قصير، فلم تكن مساعدة الأسرة هي السبب، لكن الموهبة الحقيقية التي تمتعت بها إيمي ودنيا والتي اكتسباها من والديهما كانت الأساس الذي شجع صناع السينما والدراما في اللجوء إليهن والاعتماد عليهن، وبما أن سمير غانم هو فطوطة الدراما، أصبحت إيمي ودنيا هن “نيللي وشريهان” الدراما الحديثة.
(6)
نادرًا ما نجد فنان شامل يستطيع أن يفعل كل شيء يتطلبه المجال.. يمثل، يغني، يرقص، يقلد، وينجح فيهم جميعًا، وهو ما حققته إيمي ودنيا بكل بساطة مثل والدهن.. يمارسن كل الفنون، وينجحن فيها، وينجحن أيضًا في سرقة قلوب الجمهور “عن طيب خاطر”.
(7)
علاقة سمير ودلال بالوسط الفني وقربهما من كل العاملين فيه انعكست على علاقة بناتهما اللتان أصبحتا بنات الوسط كله وليس سمير ودلال فقط، تجدهن أصدقاء لكل الفنانين من مختلف الأجيال.. يشاركونهم أفراحهم، ويشاطرونهم أحزانهم، ربما لاحظنا ذلك بشدة في حفل زفاف إيمي ودنيا، الذي حرص نجوم الفن في مصر والوطن العربي على تقديم التهاني لهن، بجانب الجمهور العادي المتابع للأحداث من بعيد والذي كانت فرحته صادقة لكل منهن، متمنيين لهن السعادة والنجاح في حياتهما الشخصية والفنية، كما أن أخبار مرض الفنان القدير وابنته الصغرى إيمي والتي تداولت مؤخرًا، كانت مقلقة للجمهور الذي تمنى لهما الشفاء العاجل لإكمال مسيرة البهجة.
(8)
بنت مصرية.. صعيدية.. وأصيلة.. لما تحتاجها تلاقيها سدادة
بنت مصرية.. صعيدية.. من عيلة.. في مني كتير..دي بلدنا.. ولّادة
الأغنية التي حققت نسبة مشاهدة مرتفعة وغنتها دنيا سمير غانم خلال أحداث مسلسل “الكبير أوي” لخصت ما يقوله الأصدقاء والمعارف وما رآه الجمهور وأحبه في الشقيقتين، اللاتي ترجع أصولهن لمحافظة أسيوط بالصعيد، فأجمع من يعرفهما عن قرب، أو حتى من يعرفهم عبر الشاشة فقط على أنهما من “أجدع” بنات في مصر”.