قال جمال نكروما نجل الزعيم كوامي نكروما أول رئيس لغانا ومحررها من الاستعمار البريطاني إن علاقة مصر بأفريقيا أصبحت جيدة بل ومميزة بعدما بدأ الرئيس عبد الفتاح السيسي الاهتمام بها وإعادة مصر لحضن القارة الأفريقية، مشيرا إلى أن مصر جزء أصيل من القارة الأفريقية ولا يصح أن تنفصل عنها لأي سبب من الأسباب، كما فعل الرئيس السابق محمد حسنى مبارك.   وأضاف: أهمية قارة أفريقيا لمصر لا تكمن في منابع حوض النيل فقط بل في التبادل الثقافي والتجاري وأيضا البعدين الإنساني والاجتماعي، لافتا إلى أن بعد مصر عن القارة الأفريقية أكثر من 40 عاما سببا رئيسيا في الأزمات الموجودة على الساحة الآن بين الدول. 
وأضاف نكروما خلال حواره لـ "صدى البلد": إن السبب الرئيسي في أزمة سد النهضة بين مصر وإثيوبيا هو محمد مرسي الرئيس السابق لمصر فقد قال لمسلمي إثيوبيا بلغة استنكارية في إحدى زياراته هناك: كيف تقبلون بحكم المسيحيين عليكم؟! ولماذا لا تحكمون أنتم؟!، الأمر الذي أغضب مسلمي الحبشة كثيرا وردوا عليه بأنهم لا يسمحون لأحد أن يتدخل في شئونهم الداخلية، ومن هنا بدأت أزمة سد النهضة بين البلدين وتطورت.

وأكمل نكروما الابن قائلا: الحمد لله عادت العلاقات أفضل بكثير من قبل واستطاع مسئولو البلدين احتواء الأزمة وتقدير كل منهما للآخر والاعتراف بحقه.

جدير بالذكر أن وزير الخارجية الإثيوبي جاء منذ أيام في زيارة لمصر والتقى الرئيس عبد الفتاح السيسي ووزير الخارجية سامح شكري وأكد الطرفان على أن مصر وإثيوبيا لديهما تاريخا طويلا ومصالح مشتركة، ولابد من العمل لمصلحة الشعبين.

كما أكدا أن الشعبين إخوة في التاريخ والجغرافيا والأهداف.

جدير بالذكر أن نكروما كان أول رئيس لغانا بعد استقلالها من الاحتلال البريطاني عام 1960 وحتى 66، وكان أول رئيس وزراء لغانا أيضا عام 57 وحتى 60، وأبرز دعاة الوحدة الأفريقية وواحدا من مؤسسي منظمة الوحدة الأفريقية قبل إسدال الستار عنها في 2002.

ولد عام 1909 وتخرج في دار المعلمين في أكرا، وعمل أستاذا إلى أن التحق عام 1935 بجامعة لنكولن بأمريكا، كما عمل بمدرسة الاقتصاد في لندن هام 1945.

وفي 1947، عاد إلى غانا وأصبح أمين عام مؤتمر شاطئ الذهب الموحد وبدأ بالنضال لأجل استقلال غانا من الاحتلال البريطاني، فترك المؤتمر وأسس صحيفة "أخبار المساء" لتنشر أخباره.

وفي عام 49، أسس حزب المؤتمر الشعبي لتحقيق الحكم الذاتي للبلاد، وفي أوائل 1950 اعتقل نكروما مجددا بعد سلسلة من الإضرابات وحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات، وفاز حزبه بالانتخابات البلدية والعامة في الانتخابات، وفاز وهو بالسجن بدائرة أكرا وبأكثرية كاسحة، فأطلق سراحه وتولى رئاسة الوزراء 1952.

وفي 1957، أسس نكروما حزب المؤتمر الشعبي لتحقيق الحكم الذاتي للبلاد، وتوفي نكروما في رومانيا 1972 فأعلنت السلطات الغانية الحداد الرسمي، وبعد أن كان قد دفن في غينيا أعيد جثمانه إلى غانا، حيث شيع رسميا. وله مؤلفات عديدة منها "أتكلم عن الحرية"، "يجب أن تتحد أفريقيا"، "الاستعمار الجديد" وكذلك نشر سيرته الذاتية بعنوان "غانا".