نشرت مجلة "فورين آفيرز" الأمريكية تقريرًا بعنوان "سر تسليح أوروبا للبحرية المصرية"، وأوضحت فيه الأسباب الرئيسية التي تدفع فرنسا وألمانيا على وجه التحديد لتقديم الدعم الكبير للجيش المصري.

ووصفت المجلة الأمريكية البحرية المصرية، بأنها أصبحت صاحبة "اليد الطولى" في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما أثار قلق عدد كبير من مسئولي الجيش الإسرائيلي.

ونقلت "فورين آفيرز" عن مسئول إسرائيلي بارز بالأمن القومي، قوله: "باتت القاهرة اليوم لاعبًا مهمًا في البحر المتوسط، والبحرية المصرية باتت أقوى من أي وقت مضى، فهي تمتلك إحدى أفضل القوات البحرية تجهيزًا في المنطقة والعالم، وأسطولها تجاوز الـ319 سفينة".

وأشارت المجلة الأمريكية، إلى أن القوة التي باتت عليها البحرية المصرية، دفعت دولًا غربية أخرى لعقد تدريبات وصفقات عسكرية مع القاهرة، والتي كان أبرزها المناورات البحرية التي أجرتها بريطانيا مع مصر، والتي شهدت أول زيارة لسفينة حربية بريطانية لميناء الإسكندرية منذ جلاء القوات البريطانية عن مصر في خمسينيات القرن الماضي.

وسعت فرنسا لتوطيد العلاقات مع مصر، بتسليح سلاح البحرية المصرية، بأحدث الأسلحة، والتي بدأت ببيع 4 سفن حربية من نوع "كورفيت" من طراز "جويند-2500طن" في 2015، والتي تمتاز بأنها سفن قتالية يبلغ طولها 108 مترات.

وتنفذ تلك السفن المهام، التي بسببها قررت فرنسا إعادة العلاقات مع مصر بصورة وثيقة، حيث يمكن لتلك السفن أن تكون قطعًا مخصصة للدوريات البحرية المثالية لضبط حركة كافة السفن والزوارق غير الشرعية بمحيط عملها في البحر الأبيض المتوسط، بدءًا من الزوارق التي تقل جهاديين وجماعات إرهابية إلى تلك الزوارق المحملة بالمهاجرين غير الشرعيين.

 ثم دعم الجيش الفرنسي مصر أيضًا بحاملتي مروحيات من طراز "ميسترال"، والتي يمكنها أن تحمل نحو 50 مروحية، والتي خصصت لها المروحيات الروسية القتالية "كا-52".

كما أن حاملتي المروحيات مجهزتان بصواريخ مضادة للدروع، علاوة على أن فرنسا وعدت القاهرة بدعم حاملتي المروحيات بخدمات قمر تجسس فرنسي مخصص لمراقبة كافة المناطق التي تستهدفها "الميسترال".

ولم يتوقف الدعم الفرنسي عند المساعدة البحرية فقط، بل زودت باريس مصر بأحدث طائراتها المقاتلة من طراز "رافال".

ولم يقتصر الدور الفرنسي على بيع الأسلحة والتجهيزات العسكرية فقط، بل أجرت البحرية المصرية مؤخرًا تدريبين عسكريين مع فرنسا، وهما: مناورات رمسيس في مارس 2016، وتدريبات كليوباترا في يونيو 2016، وفقًا لموقع "إسرائيل ديفينس" الاستخباراتي.

ولم تقف ألمانيا موقف المتفرج، وسعت بدورها للشراكة العسكرية مع مصر، بعدما أعلنت عام 2016 عن نيتها تزويد القاهرة بأربع غواصات ألمانية حديثة، رفضت مرارًا وتكرارًا منحها للبحرية المصرية.

ولعل وصف المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، القاهرة بأنها "حارس جنوب أوروبا الرئيسي"، يكشف السر وراء الدعم الأوروبي المستمر لسلاح البحرية المصرية، والذي تمثل تقويته دعمًا للخطط الأوروبية في مواجهة الإرهاب والهجرة غير الشرعية في البحر المتوسط.

وقالت صحيفة "دير شبيجل" الألمانية: إن ميركل سعت خلال زيارتها إلى القاهرة، في مارس الماضي، لأن تدعم مصر الاتفاق التركي-الأوروبي، الذي أغلق منفذ البلقان في وجه اللاجئين السوريين.