fiogf49gjkf0d
لم يكن هناك صوت يعلو فوق صوت هوانم عصر مبارك حتى أيام قليلة مضت.. كن ملء السمع والبصر حتى أتاهن اليقين.. من كان يتخيل يوما أن سوزان وخديجة وهايدى وشاهيناز وهناء وإيمان وبهية سيقفن فى ارتباك ورعب للإجابة على سؤال مؤلم: انت متهمة بكذا.. فيما تردين؟ بينما "الظهر والسند" مبارك وجمال وعلاء وعز وسرور والشريف وعزمى فى قلب الزنازين.

رأين الدنيا ربيعا الى الأبد.. ربيعا على مدد "الشوف" والحلم والخيال.. ربيعا رغم كل شىء رغم أنف القانون والحق والعرف "هوانم" يقمن الدنيا بكلمة ويزلزلنها بإشارة.. ولكن بعد الثورة الربيع انصرف وجاء الخريف ليسقط الأوراق فى جهاز الكسب غير المشروع.

اليوم مصر لا تعرف هذة النوعية من الهوانم تستعد لتوديعها إلى الأبد، إلى ذمة التاريخ من جديد بمثولهن أمام جهات التحقيقات مذعورات فى اتهامات بالكسب غير المشروع واستغلال النفوذ.

فعلى مدار الشهرين الماضين فتح جهاز الكسب غير المشروع الباب على مصراعيه فى إجراء التحقيقات مع زوجات وكريمات كبار المسئولين السابقين وعلى رأسهم الرئيس المخلوع مبارك، ونجليه، كانت البداية فى 27 إبريل الماضى عندما حضرت إيمان الشريف نجلة صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى السابق والمحبوس احتياطيا على ذمة قضية تضخم الثروة إلى مقر لجنة الفحص بالجهاز، وتم سماع أقوالها، ومواجهتها بالتحريات الرقابية ومباحث الأموال العامة التى جاء بها بيان بالثروة المملوكة لها، كما تم سؤالها عن مصدرها الشرعى وراتبها ومصادر دخلها لبيان ما إذا كانت قد آلت لها من ثروة والدها من عدمه، وفى نهاية التحقيق معها قرر المستشار عاصم الجوهرى مساعد وزير العدل إخلاء سبيلها.

فى تلك اللحظات لم تكن إيمان هى الوحيدة بالجهاز لكن كانت بهية حلاوة زوجة زكريا عزمى رئيس ديوان رئيس الجمهورية السابق فى الغرفة المجاورة لها حيث مثلت أمام المستشار منتصر صالح والذى سألها عن ثروتها هى الأخرى وقرر المستشار الجوهرى إخلاء سبيلها أيضا فى نهاية المطاف.

وفى 30 إبريل الماضى وصلت هايدى راسخ زوجة علاء مبارك وخديجة الجمال زوجة جمال مبارك إلى مقر الكسب غير المشروع متخفيتان ليلا خوفا من التقاط كاميرات المصورين الصحفيين لهما، وقد استغرقت التحقيقات مع هايدى وخديجة لأكثر من 8 ساعات وانتهت بقرار إخلاء سبيلهما، بعد أن قام المستشار خالد سليم، رئيس هيئة الفحص والتحقيق، بمواجهتهما بتحريات الرقابة الإدارية ومباحث الأموال العامة عن ثروات علاء وجمال، كما حصل منهما على موافقات بالكشف عن سرية حساباتهما فى البنوك بالداخل والخارج باللغات «العربية والإنجليزية والفرنسية»، وتمت مناقشتهما فى التحريات وأقرت خديجة وهايدى بأن جميع ممتلكاتهما آلت إليهما قبل الزواج من نجلى الرئيس السابق، وأنهما ستقدمان إلى جهات التحقيق جميع الأوراق والمستندات الدالة على صحة أقوالهما.

الأمر اختلف كثيرا بالنسبة للمرأة التى حكمت مصر 30 عاما من الباطن ففى الواحدة والنصف ظهر يوم 13 مايو كان يوما صعبا على سوزان ثابت حرم الرئيس السابق فلم تأت إلى جهاز الكسب غير المشروع كسابقيها، أو ممن لحقوا بها من هوانم مصر الجديدة وجاردن ستى حيث قام المستشار خالد سليم بالانتقال إليها بمستشفى شرم الشيخ الدولى حيث تجلس بجوار زوجها "المريض المحبوس" وما إن قرر المحقق فتح باب التحقيقات فى ساعته وتاريخه حتى استقبلت أسئلته بالبكاء والصدمة، وما إن صدر قرار حبسها 15 يوما على ذمة التحقيق فى تضخم الثروة حتى خارت قواها الهزيلة وسقطت بذبحة قلبية، وحتى لا يتم ترحيلها إلى سجن القناطر ظلت داخل المستشفى لاحتياجها عملية قسطرة بالقلب.

وبعد أقل من أيام تقدم محامى سوزان إلى جهاز الكسب غير المشروع بثلاثة توكيلات تتنازل فيها قرينة الرئيس السابق عن ما حصلت عليه دون وجه حق وهى عبارة عن فيلا و20 مليون جنيه، وبالفعل حققت ما أرادت ونالت قرار إخلاء سبيلها ليفاجأ الجميع بعد أقل من ساعات على هذا القرار بأنها لا تحتاج إلى العملية الجراحية؟!

جهاز الكسب لم يتوان عن تحقيق العدالة واستعادة أموال الشعب المصرى من الذين استولوا عليها باستغلال النفوذ والسلطة، فبعد قراره بحبس أحمد عز رجل الأعمال 15 يوما على ذمة التحقيقات فى تضخم الثروة والحصول عليها بطريقة غير مشروعة أمر باستدعاء زوجاته الثلاثة فحضرن فى اليوم الأول عبلة فوزى التى وقعت على إقرار الكشف عن حساباتها السرية بالداخل والخارج، وقدمت إقرار ذمتها المالية، وفى اليوم نفسه حضرت شاهيناز النجار زوجة عز الثانية، وقدمت ووقعت على ما قدمته ووقعت عليه سابقتها، لكن بالنسبة للزوجة الثالثة لعز تبين بأنها غادرت البلاد فى شهر يناير الماضى أى قبل قرار منعها من السفر.

وبالنسبة لنجلة الدكتور أحمد فتحى سرور هناء سرور فقد حضرت هى الأخرى إلى مقر لجنة الفحص، وتم سؤالها حول مصادر دخلها، وإقرار الذمة المالية الخاص بها، وعما إذا كانت هذه الثروة التى تمتلكها آلت إليها من والدها من عدمه.

وبالرغم من كل هذه التحقيقات يتوقع أن تشهد الأيام القليلة المقبلة مثول المزيد من الهوانم اللاتى لم يكن أحد يقدر على الاقتراب منهن، للمثول أمام جهات التحقيق من جديد.