ملتقي الوهم وطريق الموت بكفرالشيخ
آراء أهالي كفرالشيخ في ملتقي التوظيف
الحامول في حالة حداد علي شبابها
طريق الموت متي ينظر إليه؟
.حلم لم يكتمل وواقع لا يحتمل. ...هذا هو حال شباب محافظة كفرالشيخ الذين لمعت أعينهم فرحا عندما أعلن السيد المحافظ عن فكرة جديدة لتوظيف شباب المحافظة في فبراير الفائت وحدد موعدا للملتقى في العشرين من الشهر الجاري ..ورقصت الفرحة في صدور أبناء المحافظة عندما أكد السيد اللواء /السيد نصر محافظ كفرالشيخ أن هناك 45 شركة ستوفر 11 ألف فرصة عمل بل تضاعفت فرحة هؤلاء الشباب عندما قال بأنهم أصبحوا 90 شركة علي استعداد تام لتوفير فرص عمل للشباب. .دون توضيح أو ذكر مفصل عن نوع العمل وطبيعته أو حتي الرواتب التي سيتقاضونها. وبالفعل سابق الشباب الزمن وسارعوا بتسجيل أحلامهم علي موقع الكتروني للتشغيل أعلنته المحافظة ..ولكن السيد المحافظ لم يكتف بذلك بل أصر بأن يأتي شباب المحافظة من كل حدب وصوب يتجمعون في مكان واحد وزمان واحد. .وهنا حدث ما لا يحمد عقباه. .وعلي لسان السيد المحافظ قال بأنه من التاسعة وحتي الحادية عشر تم توفير 4500 فرصة عمل أما بعد الحادية عشر فوجئنا بوجود إعداد ضخمة من محافظات أخري كالبحيرة والغربية والإسكندرية والمنوفية والقاهرة -ولا أدري كيف تم التفريق بين أبناء المحافظات المختلفة - ونظرا لسوء التنظيم وتزايد الأعداد بصورة كبيرة أدي الي تزاحم شديد كان نتيجته 39 حالة اختناق و حالات اشتباه في ارتجاج وحالة إصابة في كسر القصبة وكسر في الفخذ ....وأما عن حالات التحرش والسرقة فحدث ولا حرج. .حيث أفادت بعض المواقع بأن عدد الشباب زاد عن 85 ألف شاب وفتاة في مكان واحد يتزاحمون من أجل الحصول علي فرصة عمل تخلصهم من هذا الواقع المرير. .....
في هذا اليوم ازدحمت الطرق المؤدية الي مدينة كفرالشيخ حيث مقر الملتقي المزعوم ..سيارات أجرة وسيارات ملاكي يتسارعون من أجل الفوز بفرصة عمل في ملتقي السعادة. .وعلي الجانب الآخر طلاب الجامعة المتجهون الي كلياتهم. .ففي الأيام العادية نجد زحام شديد علي سيارات الميكروباص وخاصة خط الحامول / كفرالشيخ. .فمابالك بهذا اليوم الذي شهد تدفقا غريبا لشباب المحافظة. ..ولأن طرق المحافظة غير مؤهلة لاستقبال هذا الكم الهائل من السيارات ولأن طريق الحامول / كفرالشيخ هو الرافد الإقليمي الوحيد لمركزي بيلا والحامول وأيضا لمحافظات الدلتا ولأنه طريق غير مزدوج فقد شهد في هذا اليوم حادث أليم راح ضحيته خمسة شباب من طلاب جامعة كفرالشيخ كلهم من مدينة الحامول بعدما اصطدمت سيارة ملاكي بأخرى ميكروباص تحديدا أمام قرية الناصرية في منتصف الطريق بين الحامول وكفرالشيخ ....والشباب الذين لقوا مصرعهم هم ....أحمد رضا عبدالفتاح يوسف 23 سنة وعلي سامح أحمد سعد 26 سنة ومحمد عبدالله سالم 20 سنة ومحمد عبدالعاطي عبدالمنعم 22 سنة ومصطفي أشرف عبدالولي 21 سنة. .....هذا بالإضافة إلي المصابين. ..وهنا يأتي السؤال. ...متي ينظر لطريق الموت ؟ ألا يستحق سكان المحافظة طريقا أمنا مزدوجا حفاظا علي أرواحهم التي تزهق بين الحين والآخر علي طريق الموت. ...
لقد استقبلت الحامول جثامين أبنائها بمزيد من الحزن والحسرة ومع هذا الحزن المشوب بالاسي تعالت الصيحات تشق عنان السماء الله أكبر. .وفي مشهد مأساوي ودعت الوفود الغفيرة جثامين شهدائهم ابي مثواهم الأخير ...بينما اكتست صفحات السوشيال ميديا باللون الأسود حدادا علي شباب في عمر الزهور سألت دماؤهم علي الطرقات دون ذنب اقترفوه. ..هذا مما دعا العديد من أهالي الحامول المطالبة بإقالة المحافظ الذي باع لأبناء المحافظة الوهم وتسبب في حوادث مفجعة راح ضحيتها أبنائهم ....
وعن آراء أهالي المحافظة عن هذا الملتقي ..فقد أكد معظم الأهالي بأن ماحدث إهدار للكرامة واستخفاف بالعقول وكان هذا رأي المواطن باسم فكري من الحامول وأما المواطنة سوزان شوقي فقد وصفته بالفاشل بينما قال مصطفي رضوان معلم كبير. .إن الحسنة الوحيدة لهذا المؤتمر الوهمي أننا اكتشفنا كم هائل من البطالة في بلادنا. ..