يقدم رجال القوات المسلحة نموذجا فى التضحية وحب الوطن ،والدفاع عن مقدساته مهما كلفهم الأمر، حتى وان كانت حياتهم، فهم يكتبون اسماءهم بحروف من ذهب فى تاريخ مصر.
وهناك العديد منهم من نال شرف الشهادة فى الدفاع عن وطنه وعرضه، وحماية المواطنين، ليغيبوا عنا فى الأرض ولكنهم “احياء عند ربهم يرزقون”.
ومن ضمن أولئك الأبطال الشهيد البطل العقيد رامى حسنين أحد أبرز الضباط الذين يقومون كان لهم دور كبير فى عمليات مكافحة الإرهاب فى شمال سيناء ضد العناصر الإرهابية والمتطرفة،قبل استهدافه فى 29 أكتوبر الماضى ،جنوب الشيخ زويد.
وتسجل السيرة العسكرية للشهيد العقيد رامي حسنين، أنه ولد بمركز إيتاي البارود بمحافظة البحيرة، متزوج ولديه طفلتان هما نورسين 5 سنوات، ودارين 5 شهور ، وله ثلاثة أشقاء، تخرج في الكلية الحربية فى أول يوليو 1996، وانضم لسلاح المشاة، تخصص الصاعقة دفعة 90 ، وحصل على ماجستير العلوم العسكرية من كلية القادة والأركان، وتدرج في المناصب العسكرية حتى شغل منصب قائد لكتيبة صاعقة، بعد عودته من العمل فى قوات حفظ السلام بالكونغو.
وتدرج الشهيد رامى حسنين، خلال فترة خدمته فى الصاعقة من قائد سرية وكتيبة وسافر فى عدة بعثات خارجية شملت عدة دول منها انجلترا وأوكرانيا وتونس ، حصل خلالها على كافة فرق الصاعقة الأساسية والمتقدمة، وبدأ العمل فى سيناء أواخر عام 2015.
يقول والده الحاج محمد حسنين، إن الشهيد قبل سفره الأخير ذهب إلى مقر قيادة وحدات الصاعقة بأنشاص ، وسلم على كل زملائه وقياداته، ويوم الخميس جاء إلى إيتاى البارود وأنهى جميع المتعلقات المالية، وجلس مع زوجته الدكتورة رشا فريد، وبناته نورسين، ودارين وكأنه يودعهما.
وأضاف الحاج محمد حسنين، أن الشهيد البطل كان يؤكد دوما أنهم يحافظون على دماء الأبرياء فى شمال سيناء، ويعملون على تحرى الدقة مع العناصر الارهابية والمتطرفة، وكان دائما يصلى ويحفظ القرآن ، ويعمل على توجيه النصيحة الحسنة إلى كل من خالفه الرأى.
وقامت محافظة البحيرة بتكريم الشهيد وأسرته، وأكدت أنه سوف يتم اطلاق اسمه على مدرسة وشارع بمسقط رأسه بمركز ايتاى البارود تخليدا لذكراه، وقامت بإطلاق اسمه على أكبر مدرجات كلية التربية بدمنهور.
أما الشهيد الرائد البطل مصطفى حجاجى الذى استشهد فى 18 يوليو 2015 ثانى ايام عيد الفطر اثناء استهداف كمين ابو رفاعى فى سيناء، والغريب فى التاريخ انه نفس التاريخ الذى تخرج فيه في الكلية الحربية عام 2009، وكان الاول على دفعته 103 .
ويقول المهندس وائل حجاجى شقيق الشهيد، انه كان دائم الحرص على تجميع ابناء دفعته من اجل المشاركة فى أعمال الخير، وكان من المفترض ان يعود الى بلدته قرية الشغب بالاقصر فى اجازة العيد من اجل البحث عن شريكة حياته ولكن ذلك لم يتحقق ونال ما كان دائما يريد ان يناله وهى الشهادة، حيث انه هو الذى طلب نقله الى سيناء خاصة بعد استشهاد المقدم أحمد الدرديري ابن مدينة إسنا المجاورة لقريتهم، الذي استشهد في الهجمات الإرهابية التي استهدفت كمائن عدة بشمال سيناء فى 1 يوليو 2015 وطلب من قيادته أن يحل مكان الشهيد الدرديري بالكمين.
واضاف المهندس وائل حجاجى انه شقيقه الشهيد رفض ابلاغ اسرته بالذهاب الى سيناء خاصة وانه كان قائد لسرية مشاة ميكانيكا بالقنطرة،ولكنه ابلغ اثنين من قريته وطلب منهم عدم ابلاغ اسرته حتى لا يزداد قلقهم عليه، مشيرا الى انه عاد اخر مرة الى مكان سريته وجمع متعلقاته بالكامل ووضعها فى سيارته الخاصة به واغلقها واعطى مفتاحها الى احد زملائها وطلب منه ان يسلم المفتاح الى اسرته لانه ذاهب الى سيناء.
وأشار شقيق الشهيد البطل مصطفى حجاجى إلى ان الشهيد كان من المفترض ان يحصل على راحة اثناء أسبوع استشهاده ولكنه رفض النزول بسبب وجود زميل له كان يرغب فى رؤية ابنته، وقام باستبدال الراحة معه حتى انه اثناء حضوره الجنازة قال لنا ” الشهيد كان يحب عمله ويحب الجميع وكان يقوم بعمل كل شىء بنفسه لدرجه انه كان يشارك فى اصلاح المعدات”.
وأضاف “أن الشهيد له 5 أشقاء منهم 3 مهندسين وطبيبة، إلى جانب اصغر اشقائه الذى التحق بالكلية الحربية بناء على رغبة والدته التى أصرت على ذلك، وقالت :”انه هيجيب حق اخيه الشهيد”،مؤكدا ان هناك مبنى داخل الكلية الحربية باسم شقيقه إلى جانب وضع اسمه على مدرسة داخل القرية.
كما يوجد نماذج كثيرة تقدمها القوات المسلحة، فى سبيل الحفاظ على مقدسات الوطن الغالى، هناك أيض تضحيات يقوم بها رجال الشرطة ، ومنها الرائد الشهيد البطل حازم أسامة أبو المعاطي، قائد كمين النقب بالوادي الجديد، الذي استشهد هو و8 آخرين من أبطال قوات الشرطة البواسل، وذلك بعد قيام مجموعة إرهابية بمهاجمة كمين النقب في محافظ الوادي الجديد، في 16 يناير 2017، وقبل يوم واحد من اجازته المقرر لها 17 يناير.
الشهيد البطل حازم أسامة من مواليد منطقة «الورديان» بالإسكندرية، من مواليد عام 1987، وقد تخرج في كلية الشرطة دفعة عام 2008، تزوج عقب تخرجه ، ولديه طفلان هما «مهند 5 سنوات – وفرح 3 سنوات»، وقد عمل الشهيد بقسمي شرطة الدخيلة و”مينا البصل” قبل أن ينقل للعمل بمديرية أمن الوادي الجديد منذ عامين، والتى كان من المقرر أن تنتهي خدمته بها نهاية العام الحالي.
ويقول العميد حسام أبو المعاطي، والد الشهيد حازم، إن الشهيد استشهد في الساعة السابعة والنصف مساءا، حيث قام بالاشتباك مع العناصر الإرهابية لمدة 20 دقيقة، ورفض أن يترك موقع الكمين هو والجنود الذين كانوا معه، وظل يواجه العناصر الإرهابية لآخر قطرة نفس، حتى استشهد ومعه 8 آخرين من أبطال الكمين البواسل.
وأضاف العميد حسام أبو المعاطي “عندما أتى جثمان الشهيد من الوادي الجديد إلي الإسكندرية، وقفتُ مرفوع الرأس لأن أبني شهيد وسينتقل إلي الرفيق الأعلي، إلي منازل الشهداء”.
أما الشهيد العقيد احمد الدردير ، فقد قدم نموذجا مشرفا في التضحية، حيث ضحي بنفسه من اجل ان يعيش زملاؤه والجنود الذين كانوا معه.
وتقول السيدة ياسمين مصطفي زوجة الشهيد البطل احمد الدرديري ان الشهيد التحق بالكلية الحربية عام 97 وتخرج عام 99 دفعة 93 حربية سلاح المشاه ،والتحق بعد التخرج بالجيش الثاني الميداني بمدينة القنطرة في الاسماعيلية ، ثم سافر الي السودان ليشارك قوات حفظ السلام هناك عام 2005 وذلك عقب زواجه ب 3 شهور ، لمدة عام ، ثم عاد بعد ولادة نجله الوحيد عمر ب 3 شهور ثم اكمل خدمته في الجيش الثاني الميداني ثم الجيش الثالث الميداني.
واضافت ان البطل استشهد فى يناير 2015 ، مشيرة انه كان يشعر في اخر اجازة له انه لن يعود مرة اخري ولم يخبرنا علي الاطلاق انه يشارك في العمليات العسكرية في الشيخ زويد وكل ما نعلمه انه في مدينة القنطرة حيث الهدوء والعمل المستقر بعيدا عن العمليات العسكرية ، مشيرة الي ان اخر ما قاله لها ” خلي بالك من عمر وخليه يختم القرآن”،مضيفة انه بعد سفره ب 4 ايام نال الشهادة بعد الهجوم علي الكمين الذى كان به.
ويأتى أيضا الشهيد المقدم شريف محمد عمر ليكون ضمن لائحة الأبطال ، وهو نجل المدير الفنى لنادي الاتحاد السكندري ا&O5271;سبق ومدير منتخب مصر العسكرى لكرة القدم كابتن محمد عمر، وابن شقيقة كابتن شوقى غريب.
وتقول والدته انها لم تتوقف يوما عن مخاطبة الابن الذى نجح قبل استشهاده فى رفح من تعطيل 19 عبوة ناسفة ، وتتحدث مخاطبة الابن البطل :”زي دلوقتي ياحبيبي جالي خبر هو حلو ومش حلو جالي خبر زفتك للجنه ياشريف في نعيم الله يابني وكده خلاص هاتبتدي عمرك الحقيقي سنه اولي شهاده يابطل ياسيادة المقدم الشهيد البطل شريف محمد عمر..في امان الله يابن عمري.”
وعن أخر دعوة قالتها ا&O5271;م للبطل الشهيد ،قالت قبل سفره كلمنى ودعيت له :” يا رب أشوفك فى أعلى العليين وفى السماء العلا”،ما كنتش أعرف ان ربنا هايتقبل منى وتبقى عريس الجنة”.
والبطل متزوج وله ابنتان فى عمر 4 و5 سنوات ،وكان من الضباط المتميزين حيث قضى ست سنوات من خدمته مدرسا فى كلية الضباط الاحتياط ،قبل أن ينتقل الى رفح لمدة عام ،وكان دائما يقول “أنا مش هانزل من سيناء الا وأنا ملفوف بعلم مصر”.