جريمة قتل بشعة استيقظ عليها أهالي منطقة أوسيم بامبابة، إذ استقبلوا خبر العثور على جثة طبيب بشري مذبوحًا داخل شقته، صباح أمس السبت، حيث عثر الأهالي على جثته مسجاة على ظهرها وبها عدة طعنات قاتلة، المجني عليه يتمتع بحب الأهالي والجيران بسبب مساهمته في أعمال الخير وعلاج البسطاء بأسعار رمزية لا تتعد الخمسة جنيهات ما سبب موته صدمة لهم، وأفاض على الجريمة لغزا تحاول أجهزة البحث الجنائي كشفه.
«التحرير» ألتقت عددا من جيران المجني عليه بمنطقة بشتيل بإمبابة، يقول محمد فريد 48 عاماً، تاجر زيوت، أحد جيران المجني، إن الأخير كان ملتزم دينيا، ويصلى الفروض في أوقاتها، وكان دائم النصح للشباب بالمنطقة بالتحلي بالأخلاق الحسنة، وتدخل كثيرا للتهدئة وحل مشاكل جيرانه مع بعضهم، حتى أنه كان يتدخل للتهدئة وحل المشاكل بين المتزوجين، ودائما ماكان يردد "أحنا عايشين مرة واحدة.. الدنيا مش مستاهلة مشكل و وجع قلب".
وتابع فريد، «الدكتور أحمد الله يرحمه، كان عايش لوحده في الشقة، ونادراً ما كان يتغيب عن الحضور لمقر عيادته، حتى في أوقات مرضه بعد تقدمه في السن، كان حريصاً على الذهاب إلى عيادته بشكل يومي، وكان يقضي معظم وقته داخل عيادته لمتابعة مرضاه».
بكلمات خرجت بمرارة أكدت «عبير.م»، ربة منزل، إحدى جارات المجني عليه، أن الأخير كان دايم الحديث عن الزهد في الدنيا، معلقة «دايما كان يقول مش عاوز حاجة من الدنيا غير الستر والصحة وأعمل حاجة حلوة للناس يفتكروني بيها»، كان بيحب يخدم الناس حتى من غير ما يطلبوا، ودائما ما كان يتحدث مع جيرانه عن معاناة الأسر الفقيرة.
وتابعت عبير في حديثها، لـ "التحرير"، الدكتور أحمد كان محدد سعر الكشف 10 جنيهات فقط، في حين أن معظم الأطباء في المناطق المحيطة، يتقاضون مابين 50 و100 جنيهاً على الأقل، و"قال أنا مش هرفع سعر الكشف".
وأضافت جارة المجني عليه، ودائماً ما كان يرفض تقاضي ثمن الكشف من المرضى الفقراء، مشيرة إلى أنه كان يساعد حتى الحالات التي تكون بعيدة عن تخصصه، وسبق وأن تكفل بعلاج حالات لأطفال مرضى بالقلب دون أن يتقاضى من منهم أي أموال.
فيما ألتقطت سيدة أربعينية أطراف الحديث لتؤكد أن المجني عليه، كان دمث الخلق، ولا يتأخر عن أداء دوره المهني في أي وقت، معلقة "كان بيتعامل مع أهل المنطقة كلهم وكأنهم أهله، حتى بعد ماصحته أتاخرت في السنين اللي فاتت بحكم كبر السن، وكان عايش لوحده بسبب انفصاله عن زوجته، وأولاده كان بيسألوا عليه ويزوره من حين لأخر للإطمئنان عليه".
فيما أكد مصدر بمديرية أمن الجيزة لـ"التحرير" أن التحريات الأولية والمعاينة، ترجح إلى أن جريمة القتل وقعت بدافع السرقة، مشيراً إلى أن المعاينة الأولية لرجال البحث الجنائي كشفت عن وجود بعثرة بكافة محتويات الشقة، حتى بالغرف الداخلية، وقد يكون بسبب محاولة المجني عليه مقاومة الإعتداء عليه قبل قتله، لا سيما وأن المجني عليه كان يقيم بمفرده.
وأشار المصدر، إلى أن الأجهزة الأمنية تكثف من مجهوداتها لكشف غموض الواقعة وضبط مرتكبيها في أقرب وقت.
كان المقدم أمثل حرحش، رئيس مباحث أوسيم، تلقى بلاغا بالعثور على جثة طبيب بشري مذبوحا بمنطقة أوسيم بإمبابة، بدائرة المركز، وبالانتقال والفحص تبين أن الجثة لطبيب مسن وبها عدة طعنات، وملقاة داخل شقته.
وكشفت المعاينة الأولية، أن الجثة لطبيب بالمعاش 68 عاما، وبها 3 طعنات إحداها بالرقبة، يرتدي ملابسه كاملة، ووجود بعثرة في محتويات الشقة.
تحرر محضر بالواقعة وأخطر اللواء هشام العراقي مدير أمن الجيزة واللواء إبراهيم الديب مدير الإدارة العامة للمباحث وانتقلت النيابة لمعاينة الجثة ومكان الواقعة.