لم يشهد التاريخ المعاصر جيشا حافظ على تلاحمه، مثلما حافظت القوات المسلحة المصرية بضباطها وجنودها على تماسكها إلى درجة أن كل بيت قدم شهيدا مستعدا لتقديم شهيد ثان وثالث دفاعا عن الوطن، وثأرا لمن سبقه دون خوف أو اهتزاز على الرغم من مقاطع الفيديو التى تنشرها الجماعات المتطرفة والتى تحتوى على أعمال قتل وحشية غير مسبوقة لترهيب الجنود من المشاركة فى الخدمة العسكرية.
الجيش المصرى.. معركة وجود
وجه المتحدث العسكرى عبر صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" في مناسبات عديدة الشكر لشباب مصر، بعد إطلاق الشباب حملة للتطوع ضمن صفوف القوات المسلحة حرصًا على سلامة الوطن، قائلا:«تتقدم القوات المسلحة بأسمى معانى الشكر والتقدير للشباب المصرى المخلص الذى ضرب أروع الأمثلة فى الولاء والانتماء والشجاعة والإقدام والذى يؤكد كل يوم أنه نبت هذه الأرض الطيبة وذخر هذا الوطن وقاطرته إلى التقدم والرقى والازدهار».
لم تذكر صحيفة أو موقع إخبارى رفض جندى التوجه إلى سيناء، ميدان المعركة، لقتال المنظمات المتشددة، أو انسحب أي فرد من الاشتباكات تحت مزاعم تلقى العلاج أو ترتيب الصفوف أو عدم شجاعة، بل وعلى العكس، أكد المتحدث باسم القوات المسلحة أن أحد ضباط المدفعية الميكانيكية، أُصيب فى هجمات الشيخ زويد فى الموجة الانفجارية الأولى، لكنه رفض العودة من سيناء للعلاج، وأصر على مواجهة المُسلحين. وأوضح المتحدث، أن الضابط رفض العودة، وأصر على استكمال القتال مع زملائه، مشيرا إلى أن الضابط عاد وقتل مجموعة الإرهابيين التى كانت تهاجم الكمين بالشيخ زويد. ولفت المتحدث العسكرى، إلى أن هذه القصة جزء يسير من الملاحم البطولية لعناصر القوات المسلحة.
قصة أخرى يرويها الرائد كريم بدر أحد أبطال معركة كمائن الرفاعى بالشيخ زويد، الذى فقد فيها أحد ذراعيه، لبطولة رجال القوات المسلحة، خلال الندوة التثقيفية الـ 24 للقوات المسلحة بعنوان "مجابهة الإرهاب - إرادة أمة" ، أن الشهيد محمد عبده فتح غطاء دبابته وخرج منها بسلاحه الشخصى، وقرر مواجهة الإرهابيين رجلاً لرجل وتمكن فى تصفية أكبر قدر ممكن منهم.. مضيفًا: "الملازم الأول البطل كان من أوائل الناس اللى عايز ينفذ المهمة، وبعد تصفيته عدد كبير من الإرهابيين ورغم إصابته رفض ترك ميدان المعركة، حتى استهدفته العناصر الإرهابية بدانتين أربيجيه أصابته منهم مباشرة واستشهد على إثرها".
واختتم بدر قصة بطولة القوات المسلحة بحديثه مع أحد العساكر التى كانت تساعده فى حركة الإخلاء قائلًا: "قلت للعسكرى وقت توجيه العناصر الإجرامية النيران لو حسيت أنى تقيل ومش هتقدر تخلينى أنا عايز طلقة فى دماغى علشان محدش ياخدنى وأنا كده".
بطولات رجال القوات المسلحة المصرية في مواجهة العناصر الإرهابية تظهر عورات جيوش أخرى هرب مجنديها خوفا من مواجهة الإرهاب، علمان أن جيوش هذه الدول رسمت لنفسها إسطورة عبر الأفلام السينمائية تؤكد فيها أنها جيوش خارقة ، لا تهزم ولا تفر من المعارك لكن الواقع غير ذلك تماما.
هروب 6 آلاف جندى من الجيش العراقى خوفا من داعش
 

 
سجل التاريخ أكبر فضيحة فى العالم الماضى حيث فر ما يقرب من 6 آلاف جندى عراقى من مدينة الموصل أمام بضع مئات من مسلحى داعش. وأكدت صحف عراقية أن قادة فى الجيش والشرطة العسكرية المحلية والمحافظ قد هربوا من المدينة. وفرت قوات الأمن وأفراد وجنود الجيش بعد أن خلعوا ملابسهم الرسمية ووضعوا أسلحتهم فى محاولة لترك المدينة وتظاهروا أنهم من المدنيين على الرغم أنهم مزودون بأحدث الأسلحة الأمريكية. تكرر مشهد فرار القوات العراقية بالرمادى حيث نشر مواطنون عراقيون مقطع فيديو يظهر فرارًا هزليًا.
جنود إسرائيليون يرفضون إطاعة الأوامر
 

 
أكدت تقارير إعلامية أن 30 جنديًا إسرائيليًا رفضوا التوجه إلى حدود قطاع غزة فى يوليو عام 2014، خوفا من استهدافهم، موضحة أن مقاتلين بجيش الاحتلال لم يصعدوا على متن دبابات وحاملات الجنود خشية استهدافهم بعد مقتل 7 من زملائهم بلواء جولانى فى هجوم نفذه مقاتلون فلسطينيون.
وفى الحرب الأخيرة على قطاع غزة، ذكرت القناة العاشرة الإسرائيلية، أن العشرات من الجنود الاحتياط، لم يلتحقوا بالجيش بعد قرار تل أبيب استدعاءهم للمشاركة فى عملية عسكرية برية محتملة بقطاع غزة، وذلك لخوفهم الدخول فى مواجهة مع مقاتلى المقاومة الفلسطينية.
فرار جنود روس خوفا من القتال بأوكرانيا
 

 
كشفت قناة «سكاى نيوز» العربية، فى تقرير لها أن عشرات الجنود الروس يتعرضون للملاحقة القضائية، لفرارهم من الجيش خوفا من إرسالهم للقتال فى شرق أوكرانيا. ونقل موقع «جازيتا» الروسى، شهادات جنود وأقرباء لهم ومحامية، أن هؤلاء العسكريين غادروا معسكرا للتدريب فى جنوب روسيا بعد دعوتهم «للتطوع» فى القتال إلى جانب المتمردين الموالين لروسيا فى شرق أوكرانيا.
ونقلت وكالة «رويترز» الأمريكية، شهادات خمسة جنود تركوا الجيش فى الآونة الأخيرة بما فى ذلك اثنان قالا إنهما فضلا الاستقالة على القتال فى أوكرانيا. وأكد أحد الجنود الخمس وهو من موسكو أنه أرسل للاشتراك فى مناورات بجنوب روسيا العام الماضى وانتهى به الحال إلى دخول أوكرنيا ضمن قافلة مدرعة. وقال الجندى الذى كان يخدم مع فرقة كانتميروفسكايا الروسية الخاصة للدبابات :«بعد أن عبرنا الحدود أخبرنا ضابط برتبة لفتنانت كولونيل إننا قد نسجن إذا لم نلتزم بالأوامر. ورفض بعض الجنود البقاء هناك».
في سياق آخر أكدت وزارة الدفاع الروسية، في العام الماضي، انتحار جنود روس في القاعدة الجوية في حميميم بمحافظة اللاذقية في سوريا، دون أن توضح أي تفاصيل.
 فرار 40 ألف من الجيش الأمريكي
 

 
فى عام 2014 أكد استطلاع للرأى لصحيفة «التايم» الأمريكية، أن 7 من كل 10 جنود يرفضون إرسالهم إلى العراق للمشاركة فى القتال ضد تنظيم داعش. وأكدت الصحيفة أن 2200 جندى شارك فى الاستطلاع، موضحة أنه 60% منهم أن الحرب فى العراق لم تكن ناجحة، ولا يريدون العودة حتى ولو اقتصرت مهمتهم على تدعيم القوات العراقية.
تقرير آخر كشف أن الآلاف من جنود الجيش الأمريكى تقدموا باستقالاتهم بداية من عام 2000 لتجنب إرسالهم للقتال فى العراق وأفغانستان. ورصد تقرير لشبكة «إن بى سى نيوز » الأمريكية، أن عدد الجنود الفارين من الخدمة بلغ 40 ألف، مؤكدة أن بعض الجنود هدد بطلب اللجوء إلى كندا لتجنب المساءلة القضائية.
عزوف بالجيش التركي
 

 
في مارس الماضي كشفت صحيفة المونيتور التركية وجود أزمة في التجنيد في الجيش التركي للمرة الأولى في تاريخه، مشيرة إلى أن هناك عجزًا يبلغ 80 ألف جندي، بسبب عزوف الشباب عن المشاركة في الخدمة العسكرية لعدة أسباب من بينها الخوف من المشاركة في العمليات العسكرية بسبب الحرب مع حزب العمال الكردستاني، وصعوبة الحياة العسكرية، ورغبة الشباب في السفر للخارج من أجل التعليم والعمل في الشركات الخاصة.
وأوضحت الصحيفة أن في السنوات الـ10 الماضية كان آلاف الشبان يقبلون على مراكز الجيش من أجل إملاء استمارات التعاقد والتطوع في القوات المسلحة التركية، لكن اليوم يبدو أن الشباب قرر العزوف عن الخدمة، ما دفع المؤسسة العسكرية إلى الإعلان عن إغراءات جديدة لجذب الشباب التركي.
واضطر الجيش التركي إلى إطلاق حملة دعائية كبيرة في وسائل الإعلام وفي المناطق الفقيرة والريفية والمقاهي لجذب الشباب تحت شعار "العمل بكرامة، وتحقيق أحلامك" ومن المقرر أن تبدء الحملة في المقاهي في المرحلة الأولى لإقناع الشباب بالانضمام للجيش.
وكشفت «المونيتور» أن الجيش التركي نجح فقط في جذب 10 آلاف مجند فقط خلال المرحلة الماضية وهو عدد قليل جدًا، ما أثار قلق كبار القادة، مضيفة أن رئاسة أركان القوات المسلحة تكافح حاليًا من أجل حل هذه المشكلة التي تقف عائقًا أمام خطة القيادة لبناء جيش محترف 100 %.
ومن أجل جذب المجندين نشرت وزارة الدفاع في إسطنبول مقطع فيديو، تؤكد فيه أن المتطوع سيتقاضي أكثر من 3 آلاف ليرة أي 1033دولار كراتب شهري ومكافأة مالية كبيرة تقدر بـ25 ألف ليرة كل 3 سنوات، ما يعني أن راتب المتطوع وصل إلى نصف راتب الأستاذ الجامعي ذو خبره 25 سنة في الجامعات التركية.
المثير للسخرية أن بعض النشطاء ربط بين التقرير الجديد عن عزوف الشباب عن التجنيد في الجيش التركي وإعلان رئاسة أركان الجيش في أنقرة نهاية يناير الماضي لشراء 900 بغل لاستخدامها في العمليات العسكرية ضد عناصر تنظيم حزب العمال الكردستاني "بي كي كي"، وخاصة في المناطق الجبلية والمناطق الوعرة.