أبرز ما نشرته الصحف والمواقع اللبنانية خلال الساعات القليلة الماضية حول الزيارة المرتقبة للرئيس ميشيل عون إلى القاهرة الاثنين.
تساءلت صحيفة "اللواء" اللبنانية تحت عنوان «ومت&<740; نرى السيسي في بيروت؟»، فى ظل أن تكون القاهرة هي المحطة الأولى، للجولة الخارجية الثانية لرئيس الجمهورية، محللة أن ذلك يؤكد أن العهد الجديد يُدرك أهمية إعادة ترميم علاقات لبنان بالأشقاء العرب، بعدما بلغت ذلك الدرك من التدهور والتوتر، بسبب الخروج اللبناني عن الإجماع العربي!
أفادت اللواء أن مصر، كانت وستبقى مركز الثقل في النظام القومي العربي، رغم ما تعاني حاليًا من إرباكات اقتصادية واجتماعية وأمنية، بسبب مواقفها المعلنة والمعروفة من الأحداث الملتهبة في الإقليم العربي، والتي حوّلت آمال الربيع الديمقراطي إلى حرائق الجحيم الإرهابي، وأتاحت لأطراف دولية وإقليمية فرص التدخل في الشؤون العربية، وإدارة أزمات المنطقة في ظل شبه غياب عربي كامل.
كشفت الصحيفة أن القاهرة قد حرصت، في عهد الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، أن تقف إلى جانب الحفاظ على الدول وأجهزتها الشرعية وخاصة الجيوش الوطنية، بغض النظر عن النظام ومرتكباته، وذلك تجنبًا لتكرار التجربة الليبية المريرة، وما سبقها في العراق لتسريح الجيش العراقي غداة الدخول الأمريكي إلى بغداد، وسقوط الدولة الوطنية المركزية في القطرين العربيين.
أوضحت أن حزمة المصالح التي تربط لبنان ومصر كبيرة ومتنوعة، والعلاقات الأخوية بين الشعبين الشقيقين قوية ومتجذرة، ولكن المسألة تحتاج إلى تفعيل اتفاقيات التعاون وتحديثها، وإعطاء القطاع الخاص في البلدين فرصة القيام بدوره المناسب في تنشيط التبادل التجاري والصناعي بين بيروت والقاهرة.
على جانب آخر تناولت صحيفة "المستقبل" اللبنانية في صفحاتها الأولى تحت عنوان «يلتقي غدًا السيسي وشيخ الأزهر وبابا الأقباط» حيث يبدأ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون جولته العربية الثانية، من القاهرة، ويحلّ ضيفًا في رحاب جامعة الدول العربية، في أول زيارة لرئيس لبناني إلى مقرّ الجامعة، حيث يلقي خطابًا عن أهمية «التضامن العربي» بحضور المندوبين الدائمين لدى الجامعة يتقدّمهم الأمين العام أحمد أبو الغيط الذي يلقي بدوره كلمة ترحيبيّة بالرئيس اللبناني.
وتبدأ الزيارة الرئاسية إلى مصر، التي تأتي في إطار إعادة الحضور الرئاسي اللبناني في المحافل العربية بعد سنتين ونصف السنة من الشغور، بلقاء قمة بين الرئيس عون ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي في قصر الاتحادية حيث يعقدان خلوة يعقبها لقاء موسّعا يحضره أعضاء الوفد اللبناني، قبل أن يعقد الرئيسان مؤتمرًا صحافيًا مشتركًا، ثم يقيم الرئيس السيسي غداءً رسميًا على شرف الرئيس عون والوفد المرافق الذي يضمّ وزراء الخارجية جبران باسيل والداخلية نهاد المشنوق والمال علي حسن خليل والاقتصاد رائد خوري والدولة لشئون رئاسة الجمهورية بيار رفول، كما يرافق الوفد المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم.
وبعد ذلك يزور الرئيس اللبناني بابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية البابا الأنبا تواضروس الثاني ومن ثمّ شيخ الأزهر الشريف الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، قبل أن يلتقي مساء أبناء الجالية اللبنانية.
ولخّصت مصادر الوفد المرافق لـ«المستقبل» ملفات الزيارة إلى مصر وهي خمسة " تفعيل العلاقات الثنائية بين البلدين وإعادة تفعيل اللجنة المشتركة العليا التي يرأسها رئيسا حكومتي لبنان ومصر، وتنشيط اللقاءات بين وزراء البلدين لتوقيع أكثر من 15 اتفاقية تعاون أصبحت على عتبة الجهوزية، إضافة الى تكثيف التعاون السياحي والاقتصادي والصحي والتربوي.
وتضمنت ملفات الزيارة الى مصر مناقشة الوضع الإقليمي وخصوصًا آفاق الحلول المقترحة لسوريا بالإضافة الى التأكيد على التضامن العربي عشية انعقاد القمة العربية في 29 مارس المقبل في البحر الميت في الأردن، خصوصًا أن الرئيس اللبناني من دعاة هذا التضامن ومناقشة كيفية التعاون في مواجهة الإرهاب الذي يتهدّد مصر ولبنان ويمثّل همًّا مشتركًا لكلا البلدين.
وشملت ملفات الزيارة بحث آفاق العلاقات العربية - الدولية لما تمثّله مصر من ثقل في هذا المجال ولما تتمتّع به من صلات قويّة مع الدول الكبرى وكيفية استفادة لبنان من هذه العلاقات.