حملة الهجوم والانتقادات التي تعرض لها فيلم "مولانا"، والدعوات بمنع عرضه في دور العرض السينمائية المصرية، طالت الفيلم في عدد من الدول العربية، وزادت بأن اتخذت إحدى هذه الدول، وهي دولة "الكويت" قرارها بمنع استقبال الفيلم على أرضها، وهو ما أثار استياء صُناع الفيلم.
وأكد المخرج مجدي أحمد علي -مخرج الفيلم- أن الدولة الوحيدة التي اتخذت -حتى الآن- قرارها بمنع عرض الفيلم، هي دولة الكويت، مضيفا في تصريحات خاصة لـ"مصراوي": "الفيلم لم يُمنع حتى الآن في أي دولة غير الكويت"، واصفا الأمر بالكارثي، لافتا إلى وجود تيار متشدد في الكويت، سبق ومنع 4 آلاف عنوان من معرض الكتاب.
وتابع مجدي "منعوا الكتب من عناوينها، يحزنني أن تتخذ الكويت هذا القرار، بعدما كانت في فترة من الفترات منارة تنوير".
وفي مداخلة هاتفية مع برنامج "هنا العاصمة" الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي، قال الكاتب إبراهيم عيسى، صاحب النص الأدبي المأخوذ منه فيلم "مولانا"، والمشارك في كتابة حوار الفيلم، "شيء مؤسف، وأكبر دليل لديّ أن الدول العربية غير جادة في محاربة الإرهاب الديني، ولا مواجهة هذه الظاهرة، وأن التيار السلفي الوهابي مسيطر سيطرة تكاد تكون كلية على مقاليد صناعة القرار".
وأضاف عيسى "لما دولة جميلة زي الكويت بكل تاريخها، تمنع فيلم مولانا، هذا يؤكدلك نفوذ التيار السلفي في الدول العربية وفي قلب دولة معروفة بتنوعها، فيه ناس منزعجة من قيمة الفيلم وأهميته ونجاحه، رغم أنه ينادي بالتعايش وأن رسالتنا فيه هي الانفتاح والتسامح، والتأكيد على أن الإسلام بلا مذاهب، وفي النهاية تكون الإجابة منعه في الكويت، ومطالبات بمنعه في لبنان".
أما الناقد السينمائي محمود عبدالشكور فأكد في تصريحات خاصة لـ"مصراوي"، أن فكرة منع الكتب والأفلام تنتمي للعصور الوسطى ولم تعد مجدية، وتدل على أن من يلجأ لها يعيش في زمن أخر، فأي منع يؤدي إلى الترويج للعمل ولفت الأنظار إليه، بحسب قوله.
وتابع عبدالشكور "لست مستغربا من هذا القرار، لأن التيارات المحافظة والسلفية المنتشرة في بعض البلاد، تخاف من الحوار ومن المراجعة، بينما الدين الإسلامي هو دين حوار ودين تفكير، وكما قال العقاد التفكير فريضة إسلامية".
وعن رأيه في فيلم "مولانا"، قال عبدالشكور "رأيي أن مولانا فيلم جريء، ويعتمد على مناقشة الحجة بالحجة، وهو أصلا رواية كانت متاحة لملايين القراء في العالم العربي، ووصلت إلى جائزة البوكر، قولا واحدا المنع لا يجدي وليس له أي تأثير، بل ينتج عنه تأثير عكسي، ولا شك انه عمل مؤسف في وقت العالم يتجه فيه لمزيد من الانفتاح وأصبح حجرة واحدة".
جدير بالذكر أن مهرجان دبي السينمائي، شهد العرض العالمي والعربي الأول لـ"مولانا"، قبل طرحه بأيام للعرض الجماهيري في مصر، وتلقى ردود أفعال إيجابية في المهرجان، وفي المؤتمر الصحفي الذي عُقد لمناقشة صنّاع العمل هناك.
"مولانا" قصة إبراهيم عيسى، بطولة عمرو سعد، درة، ريهام حجاج، أحمد راتب، بيومي فؤاد، وأحمد مجدي، ومن إخراج مجدي أحمد علي.