تنطلق في المملكة العربية السعودية، الأربعاء المقبل، فعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية» في دورته الـ31، تحت رعاية العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، وبحضور حشد كبير من الأدباء والمفكرين من مختلف دول العالم.
مناسبة تاريخية
ويعد المهرجان الوطني للتراث والثقافة، الذي تنظمه وزارة الحرس الوطني في الجنادرية كل عام، مناسبة تاريخية وطنية في مجال الثقافة، ومؤشرًا عميقًا على اهتمام قيادة المملكة العربية السعودية بالتراث والثقافة والتقاليد والقيم العربية الأصيلة. واعتاد المهرجان الوطني للتراث والثقافة سنويًا على استضافة دولة شقيقة أو صديقة لتكون ضيف شرف المهرجان، وستكون مصر ضيف شرف المهرجان لهذا العام. وكان المهرجان خلال دورته الـ 30 الماضية قد استضاف كلًا من تركيا، وروسيا، وفرنسا، واليابان، وكوريا الجنوبية، والصين، والإمارات، وألمانيا. ونفذت اللجنة الثقافية في المهرجان الوطني للتراث والثقافة 306 ندوات فكرية متخصصة، و69 محاضرة، و63 أمسية أدبية وشعرية، إلى جانب العديد من ورش العمل التي تقام بالتزامن مع دورات المهرجان في مختلف جامعات مناطق المملكة.
مصر ضيف الشرف
ويرعى الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، حفل افتتاح "الجنادرية 31"، الذي تنظّمه وزارة الحرس الوطني، ويتخلله سباق الهجن السنوي الكبير، كما سيسلّم الجوائز للفائزين في السباق. ورفع الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز؛ وزير الحرس الوطني رئيس اللجنة العُليا للمهرجان، أسمى آيات الشكر والامتنان لخادم الحرمين الشريفين على هذه الرعاية الكريمة، مؤكدًا أنها تعد مصدر فخر واعتزاز لمنسوبي وزارة الحرس الوطني ولجميع العاملين بالمهرجان. وقال: إن متابعة ملك البلاد الدائمة واهتمامه المتواصل بالمهرجان منذ انطلاقته تشكل دعمًا لمسيرة الثقافة والتراث والإبداع في المملكة. وأشار إلى أن مسيرة المهرجان الوطني للتراث والثقافة تمضي - بتوفيق الله أولًا -، ثم بهذه الرعاية الكريمة والدعم الذي يحظى به المهرجان، ثم بتكاتف جميع أبناء هذا الوطن وتضافر جهودهم في إبراز هذه المناسبة التي ترمز لوحدة الوطن وترابطه. ورحّب الأمير متعب بن عبدالله بضيوف المهرجان، كما رحّب بمشاركة جمهورية مصر العربية الشقيقة؛ ضيف شرف المهرجان لهذا العام، بوصفها إحدى إضافات المهرجان الوطني هذا العام، التي يتم خلالها التعرُّف على ثقافات وتراث الدول الشقيقة والصديقة، وامتدادًا للتقليد الذي ينهجه المهرجان سنويًا.
مشاركة سلماوي
وتوجه الكاتب محمد سلماوي، اليوم الإثنين، إلى الرياض، ليحل ضيفًا على مهرجان التراث والثقافة "الجنادرية". ويقدم سلماوى شهادة شخصية حول أعماله السردية في جلسة خاصة يعقدها المهرجان تحت عنوان "الرواية العربية المعاصرة والأيديولوجية"، ليتحدث عن تجربته الروائية والقصصية وخاصة روايته الأشهر "أجنحة الفراشة" التي تنبأت بثورة 25 يناير وترجمت إلى معظم لغات العالم، و"الخرز الملون" التي تقع أحداثها على خلفية الصراع العربي الإسرائيلي والتي صدرت ترجمتها الفرنسية في العام الماضي، بالإضافة لأعماله القصصية التي صدر منها ثمان مجموعات حتى الآن كانت آخرها "ما وراء القمر". وقال سلماوي في سياق تعليقه على تلقيه دعوة رسمية من الأمير متعب للمشاركة في المهرجان، إن استضافة الجنادرية لمصر هذا العام له مغزى مهم، وهو أن الثقافة تتخطى كل الاعتبارات السياسية، قائلًا: إن "السياسة بطبيعتها متغيرة بينما الثقافة هي أهم الثوابت التي تجمع مختلف الأقطار العربية، فهي عنوان الوجدان العربي والهوية المشتركة". وأضاف الكاتب المصري: "مهما طفت على السطح بعض الخلافات السياسية في المحيط العربي فإن الثقافة والفكر والفنون والآداب تظل العامل الموحد للعرب جميعًا من المحيط إلى الخليج". دعوة السلطان قابوس وبعث الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، رسالة خطية إلى سلطان عُمان قابوس بن سعيد تتضمن دعوة لحضور حفل افتتاح المهرجان الوطني للتراث والثقافة "الجنادرية 31" وسباق الهجن السنوي. وقد تسلّم الرسالة أسعد بن طارق آل سعيد نيابة عن سلطان عمان، وذلك خلال استقباله سفير خادم الحرمين الشريفين لدى سلطنة عُمان عيد بن محمد الثقفي.
إيقاف الأوبريت
وفى ظاهرة نادرة يغيب عن فعاليات الاحتفال هذا العام "أوبريت المهرجان"، حيث الأمير متعب، أمر بإيقافه تضامنا مع شهداء الحرب على اليمن والمرابطين بالحد الجنوبي وللظروف الراهنة التي تشهدها بعض الدول العربية. وقال وزير الحرس الوطني، إن الجنادرية يبحث دائمًا عن مواكبة الأحداث الجارية في العالم والحوار مع الآخر معربًا عن أمله في أن تكون فعالياته على المستوى المطلوب خاصة بعد تزايد الإقبال عليه.
تاريخ المهرجان
المهرجان الوطني للتراث والثقافة أو "الجنادرية"، هو مهرجان تراثي وثقافي يقام في المملكة العربية السعودية منذ عام 1985 وكانت الدورة الأولى للمهرجان في 24 مارس 1985 في عهد الملك فهد، وغالبًا ما يكون موعده في فصل الربيع بشهري فبراير ومارس، ويجذب العديد من الزوار داخل وخارج المملكة ويقام تحت إشراف وزارة الحرس الوطني السعودي. وتقع قرية الجنادرية شمالي العاصمة الرياض، وكان المهرجان في سنواته الأولى يسمى “المهرجان الوطني للتراث والثقافة”، ثم أصبح ينسب إلى القرية التي يقام بها، ويستمر المهرجان السنوي لمدة أسبوعين.
طقوس الاحتفال
أولى الأنشطة هي حفل الافتتاح الذي يعرض فيه "أوبريت غنائي" لفنانين سعوديين وخليجيين يحضره ملك البلاد عادةً، -تم ايقافه هذا العام- كما يستضيف المهرجان سباقات للهجن والفروسية، وندوات شعرية ودينية بالإضافة إلى السوق الشعبي الذي يقدّم منتجات الحرف اليدوية. ولا يقتصر المهرجان على عرض التراث السعودي فقط، بل يضم أجنحةً لدول الخليج العربي تعرض هي الأخرى ما يعرّف بتاريخها وثقافتها.
رقص العرضة
ورقص "العرضة النجدية"، أهم المظاهر الاحتفالية التي يتميز بها الجنادرية، بعيدا عن الثقافة والتراث وسابق الهجن، وهي رقصة شعبية بدأت كأحد أهازيج حروب القبائل إلا أنها أصبحت تؤدى في أوقات الاحتفالات والأعياد، وفيها يتم تكرار أبيات شعرية وأناشيد معيّنة، يلي ذلك رقصة يتم فيها استخدام السيوف بحركات معيّنة، كما يتم استخدام أنواع مختلفة من الطبول، وفيها يرتدي مؤدو العرضة زيًّا خاصا. وفي ديسمبر 2015 أدرجت العرضة النجدية ضمن قائمة التراث العالمي اللامادي في السعودية تحت عنوان «العرضة النجدية- رقص شعبي ودق على الطبول وأهازيج شعرية من المملكة العربية السعودية».