لا يوجد ضرر كامل أو فوائد كاملة، هكذا الأمر في لعبة السياسة، كوب الماء دومًا به نصف مملوء وآخر فارغ، من ينظر إلى نصف واحد فقط تصبح نظرته قاصرة.
القاعدة تنطبق على قضية «تيران وصنافير»، صدور حكم المحكمة الإدارية العليا بمصرية الجزيرتين في حكم بات ونهائي أغضب بلاد الحرمين، بعض كتابهم هاجموا القاهرة، فيما صرح مسئولون أن الحكم ليست نهاية المطاف.
وبعيدًا عن تلك المشاحنات الوقتية يبقى وجه آخر للقضية، نصف كوب مملوء تستفيد منه المملكة العربية السعودية من مصرية الجزيرتين.
البعد عن احتلال إسرائيلي للجزيرتين
وفق اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل فإن تيران وصنافير تدخل ضمن السيادة المصرية التي لا يجوز الاقتراب منها، وإلا يعد ذلك خرقًا للقانون الدولي، وفي حال تسلم المملكة العربية السعودية للجزيرتين فإن هذا يعني أن الجزيرتين لم تعودا ضمن الاتفاقية، وبالتالي يحق احتلالهما.
بهذا المنطق أكد الإعلامي أحمد المسلماني أن بقاء مصرية الجزيرتين يفيد المملكة، إذ إن من غير الممكن الدخول في حرب مع إسرائيل على الجزر السعودية.
وتساءل «المسلماني» خلال تقديمه برنامج «الطبعة الأولى» المذاع على فضائية «دريم» عن مدى جاهزية المملكة العربية السعودية في الوقت الحالي للدخول في حرب مع إسرائيل.
وأكد أن حكم القضاء هو الحل الإستراتيجي الوحيد لهذه الفتنة، فهي أغلقت الباب أمام حرب إسرائيلية محتملة تتطلب توحد القاهرة والرياض.
العلاقات الطيبة مع المصريين
اتفاقية تيران وصنافير مرفوضة شعبيًا، هذا ما أكده الحراك الثوري خلال الأشهر الماضية والتي ضمت كافة أطياف المصريين الذين أعلنوا عن رفضهم لتلك الاتفاقية، حتى جاء حكم الإدارية العليا والذي أكد قانونية ومصرية الجزيرتين.
أي حكم يقضي بسعودية الجزيرتين سيكون سببًا أساسيًا في تعميق الخلاف بين القاهرة والرياض، وهو أمر غير مستحب، خاصة أن الشعبين يربطهمها علاقات طيبة نتيجة حب المصريين لأرض بلاد الحرمين التي يتواجد فيها بيت الله الحرام والمسجد النبوي.
محاربة الإرهاب
مصر والسعودية ليستا أسماء فقط، وإنما رمزان للوطن العربي سواء في منطقة الجزيرة العربية أو أفريقيا، ونجاتهما من التفكك كان نتيجة تلك قوة الترابط التي تمتازان بها، وبالتالي فوفقًا لدبلوماسيون فإن أي شقاق بين الاثنين يعني أن هناك ضعفا سيزيد من قوة الجماعات الإرهابية التي تعبث في الوطن العربي.