دائما ما يرتبط جمهور السينما أو الدراما بمفهوم "العائلة"، فحينما نجد أن بطل المسلسل هى "أسرة" وليس مجرد شخص، يكون فى الغالب الإسقاط هنا على "الترابط الأسرى" وضرورته وأهميته فى مجتمع أصبح ينحدر نحو التفكك الأسرى.
كثير من المسلسلات والأفلام والمسرحيات رصدت فكرة العائلة أو الأسرة الصغيرة، بأكثر من منظور، سواء الكوميدى أو الاجتماعى أو الدرامى، ولكن أغلب الأحيان يتعاطف الجمهور مع العائلة، ويرتبط بها بل وفى أحيان كثيرة يشعر وكأنه فرد منها، أو هكذا يتمنى.
عائلة زيزى
في السينما المصرية نجد أن أغلب أفلامها كانت ما بين الكوميديا أو فى إطار الجريمة، لكن كان هناك نوعا آخر وهو النوع الاجتماعى القائم على وجود عائلة كبيرة أو حتى صغيرة، وتكون محور الأحداث، ولعل أبرز هذه الأفلام "عائلة زيزي" والذى قام ببطولته كل من فؤاد المهندس وسعاد حسنى وأحمد رمزى وعقيلة راتب والطفلة إكرام عز، حيث ارتبط الجمهور بشكل كبير بتلك العائلة، رغم ما في أفرادها من خروج على القواعد والتقاليد أحيانا، حيث تكون الطفلة زيزي هي محور الأحداث.
العيال كبرت
وعلى مستوى المسرح سنجد أن كثير من الأعمال المسرحية رصدت فكرة "الأسرة" وسلطت الضوء على الترابط الأسرى، من أبرزها "العيال كبرت" والتى كانت من بطولة كريمة مختار وحسن مصطفى وسعيد صالح وأحمد زكى ويونس شلبى، واعتمدت على المواقف الكوميدية، من خلال منع الأبناء والدهم من الهرب مع حبيبته الجديدة، وجعله يعدل عن الفكرة.
عائلة شلش
أما على مستوى الدراما فكانت الأسرة المصرية حاضرة بقوة، لا سيما أن أساس الدراما موجه للبيوت، بعكس جمهور السينما، الذى يذهب لها، بينما تدخل الدراما كل بيت من خلال التليفزيون، فمن أشهر العائلة الفنية التى أحبها الجمهور عائلة "شلش" حيث أنتج ذلك المسلسل في 1990، وقام ببطولته صلاح ذو الفقار، وليلى طاهر ومحمود الجندى، ورصد الأوضاع الاجتماعية فى ذلك الوقت، فى سياق من الكوميديا المعتدلة، المعتمدة على المواقف الكوميدية.
يوميات ونيس
أما مسلسل "ونيس" فيعتبر مرجعا للدراما الأسرية بمواقفها المختلفة وعادتها وتقاليدها وتحديتها وصعوبتها وفرحها وحزنها، فونيس الذى جسده الفنان محمد صبحى، حاول أن يضع شكلا لدراما الأسرة من خلال عائلته البسيطة، يرسخ من خلالها لأخلاقيات الإنسان.
لن أعيش فى جلباب أبى
كثيرا من المسلسلات نجد أن الأسرة قائمة بالفعل، لكن أن يقوم البطل ببناء الأسرة، هو ما فعله النجم الراحل نور الشريف فى مسلسله "لن أعيش فى جلباب أبى" حيث بدأ من الصفر، وتزوج وأنجب، وكون العائلة التى يحلم بها، ومع كل المشكلات الاجتماعية التى واجهته فى حياته، وخيبة أمله فى أبنائه، إلا أن كيان الأسرة هو الذى ظل قائما.
عائلة الحاج متولى
هو واحد من أشهر أعمال النجم نور الشريف قدمه مع كوكبة من النجوم مثل غادة عبد الرازق وسمية الخشاب وماجدة زكى ومصطفى شعبان، ولاقى نجاحا غير مسبوق فى الدراما، وأيضا هجوما شديدا من بعض الجمعيات النسائية، كونة يسلط الضوء على فكرة الزواج من أكثر من زوجة، ولكن المزاج العام فى ذلك الوقت، أحب تلك العائلة المترابطة والمحبة لبعضها البعض، حتى وإن كان فى الأسرة الواحدة أكثر من "ضرة"، ومع ذلك حافظت الأسرة على كيانها حتى النهاية.
صاحب السعادة
في الأعمال الحديثة، كان لمسلسل "صاحب السعادة" نكهة خاصة من بين أعماله الدرامية الأخيرة، حيث اتسم ذلك المسلسل، بروح أسرية لم نعتاد عليها في أعمال الزعيم عادل إمام، فهو أب، أبناؤه وأحفاده يعيشون معه في قصر، ومع مشكلات مالية تواجههم، يلجأون لبيتهم القديم، ورغم ذلك ظلت الأسرة متماسكة، ولم يهزها ما مر بها من كبوات.