في هذه الليلة تتنافس البيوت المصرية في إدخال الفرح والبهجة على نفوس أفرادها، فمنهم من يقوم بحفلات تنكرية ومنهم من يتفنن في إتقان المقالب، والبعض الآخر يقوم بإجراء مسابقات فنية أو أدبية أو في المعلومات العامة.

لم يكن هذا حال البيوت المصرية فقط، بل إن نجوم الزمن الجميل في فترة الأربعينيات والخمسينيات هم أيضا عاشوا تلك الطقوس وتفننوا كذلك في حبك الحيل والمقالب لبعضهم البعض، بغرض إدخال البهجة والسرور عليهم بعد عناء عام كامل من الجهد والتنقل بين الاستديوهات والكاميرات.

ويستعرض "صدى البلد" من خلال التقرير التالي أهم طقوس نجوم الزمن الجميل في ليلة رأس السنة الجديدة.

كان الاحتفال يأتي بشكل جماعي، فكل مجموعة من النجوم المتحابة والمتآلفة يجتمعون في بيت أحد الفنانين، ويتم الترتيب مسبقا لبرنامج الحفل ما إذا كان يحوي مسابقات أو مقلبا أو ارتداء ملابس تنكرية يتم الاتفاق عليها، سواء كانت عبارة عن ملابس أو وجوه على شكل حيوانات أو أشكال أخرى.

كانت أشهر حالات التنكر التي قامت بها الفنانة وداد حمدي، حين قامت بتصميم شكل تنكرت فيه وهو "الملاية" اللف والمنديل "أبو أوية"، واختارت بعض الألعاب للمشاركة في الاحتفال.

على جانب آخر، احتفل الفنان شكري سرحان بتلك الليلة وسط مجموعة من حسناوات عصره، فقد حضرت كل من شادية وليلى فوزي وسامية جمال تلك الاحتفالية التي قام فيها سرحان بالعزف على العود، بينما شاركته الفنانات العزف والتشجيع بالتصفيق والرقص.

وكان هناك نوع آخر من الطقوس، والتي جرت بين الفنانتين شادية وصباح، فقد كان الاحتفال بينهما من نوع خاص، حيث عرف عن الفنانتين إتقانهما طهي الطعام.

وكانت صباح مشهورة بين الفنانين بطهو الديك الرومي على الطريقة الشامية، والذي كانت تحضر له بهارات خاصة من لبنان، وتقوم بتنفيذه مرة واحدة في السنة فقط وهو يوم رأس السنة، فأرادت الفنانة شادية أن تنافسها في أحد الأعوام فقامت بطهو ديك رومي وأحضرته إلى بيت "صباح"، فما كان من جميع الفنانين الموجودين في بيت الشحرورة إلا أن قاموا بالتهام الديكين ولم يتركوا منهما شيئا.

كانت الفنانة نعيمة عاكف تشتهر بإتقان المقالب وتنفيذها دون أن يشعر بها أحد، ففي إحدى حفلات رأس السنة اشتركت مع الفنان محمد فوزي في ترتيب مقلب للفنان عبد السلام النابلسي، وكان الأخير يشرب قهوة فقامت عاكف بوضع "شطة" له بدلا من السكر كنوع من الدعابة، وحينما رأته يشرب القهوة دخلت في نوبة من الضحك هي والفنان محمد فوزي. 

كما كان هناك فريق آخر من النجوم يقوم بتقليد الآخرين بل كان يبرع في هذا الجانب، وكانت تلك الفقرة تنال الكثير من الضحك والتعليقات، فالكل يريد أن يقلد بطريقته ويضع بصمته عند تقليد شخصية من الموجودين بالحفل. 

على الجانب الآخر، قام فريد الأطرش بمداعبة الفنانة مديحة يسري ووضع الطرطور على رأسها، ما جعلها تشاركه الفرح والبهجة بضحكاتها الساحرة، أيضا قام سمير صبري مع نادية لطفي باللعب بـ"البالونات" في جو من المرح والبهجة.