تنوعت اهتمامات الصحف السعودية بنسختيها الورقية والإلكترونية، امس الثلاثاء، بالعديد من الملفات والقضايا والأحداث سواء على مستوى المملكة والمنطقة والعالم.. ويستعرض موقع «صدى البلد» أهم ما نشر من تقارير تشغل الرأي العام العربي والإقليمي.
بداية الجولة من صحيفة «الشرق الأوسط»، وتحت عنوان «السد الإثيوبي بين مصر والسعودية»، كتب الإعلامي السعودي عبد الرحمن الراشد عن زيارة الوزير السعودي أحمد الخطيب لسد النهضة الإثيوبي، وأثرها على العلاقة بين الرياض والقاهرة، قائلا إنها كانت وازعا بدى البعض للنيل من العلاقة التاريخية بين البلدين.
وأضاف الخطيب أنه مع افتراض أن الصورة والزيارة في باطنهما معانٍ غير السياحة والاستثمار، فإن إدارة الأزمة باستخدام الإعلام تعتبر وسيلة ضغط قديمة بالية وفاشلة ومضرة، حسب وصفه.
وأشار الإعلامي السعودي إلى أن إثيوبيا دولة مهمة اقتصاديا في أفريقيا وتعتمد عليها الولايات المتحدة في معالجة عدد من قضاياها العسكرية والسياسية في القارة؛ حيث نجحت مثلا في احتواء الصومال بالقوة، بعكس أفغانستان، وقامت بتأديب إريتريا، مؤكدا أنه على الرغم من كل هذا فإن مصر تبقى أكبر وأهم وأكثر قيمة عند السعوديين من إثيوبيا، وهي مسألة محسومة مهما قال الإعلاميون من مصر والسعودية كلاما عكس ذلك.
وانتقل الكاتب السعودي إلى ما تمر به العلاقات بين البلدين حاليا، واصفا البرود الذي يسيطر على الموقف بأنه "هبة شتاء" وليست حول قضايا سياسية لإقليمية كبرى.
وقال إنه يفترض أن يعزل الدبلوماسيون المهرة عن أسباب الخلاف عن مجمل العلاقات، مضيفا أنه حيثما توجد علاقات كثيفة ومترابطة عادة ما تقع الخلافات، لافتا إلى أن هذا أيضا هو مظهر علاقات المملكة السعودية مع الدول الاسكندنافية أيضا.
وفي الشأن نفسه، عن العلاقات السعودية الإثيوبية، من نفس الصحيفة، كشف دبلوماسي إثيوبي عن دراسة تجريها لجنة فنية مشتركة من البلدين؛ تهدف إلى التعاون في إنتاج الطاقة الكهربائية، وذلك في وقت أنجزت فيه أديس أبابا 50% من بناء سد النهضة العملاق، والذي تعول عليه في تحقيق استراتيجيتها، لتصبح متوسطة الدخل بحلول 2025.
وقال أمين عبد القادر، السفير الإثيوبي لدى السعودية، إن أحد أهم المشروعات التي ترغب كل من أديس أبابا والرياض في التعاون فيها هو مجال الطاقة، ولذلك فإن البلدين اتفقا حاليا على تأسيس لجنة حكومية مشتركة؛ بهدف التعاون في هذا القطاع، وستجرى هذه اللجنة دراسة فنية فيما يتعلق بالخيارات والبدائل المتاحة، وسبل طرق إنتاج الكهرباء في إثيوبيا.
وتحت عنوان «هزيمة الحسابات السوداء» تطالعنا صحيفة «عكاظ» في كلمة لأحد كتابها، عن إعلان الميزانية، وقال عنه إنه حدث اقتصادي بامتياز، اهتمت به دول العالم قاطبة، ذلك أن اقتصاد السعودية هو الأقوى عربيا، وهي عضو بمجموعة العشرين، وفوق ذلك هي أقل دول مجموعة العشرين من حيث نسبة الدين.
وقالت الصحيفة نقلاً عن الكاتب إن الإجراءات التي اتخذتها السعودية لها ما يشبهها من قبل، إن تذكّرنا بعد حرب الخليج الثانية، ونزول أسعار النفط بشكل قوي.
وأوضحت: "الفرق أن الإجراءات الحاليّة ضمن مشروع مجتمعي وسياسي، السياسي هو الرائد فيها والمجتمع يستجيب، كما أن الرؤية تمتد لأجيال بفوائدها ونتائجها".
وأضافت: "لم يكن مفاجأة التضافر الشعبي الاستثنائي، حيث تزول الحسابات السوداء بالانتصار المجتمعي، ذلك أن السياسي لم يتخذ القرارات خارج سياق التداول مع أفراد المجتمع، ونخبه، وحتى شبابه عبر ورش العمل، والمؤتمرات الصحفية واللقاءات التي سبقت إطلاق خطة التحول الوطني، ورؤية 2030، وميزانية العام".
وتحت عنوان «العودة للحقائق والمصادر الموثوقة»، كتبت صحيفة «اليوم» صباح اليوم، الثلاثاء: "دأبت المملكة باستمرار من خلال أجهزتها الإعلامية المنوط بها نشر الحقائق حيال ما يدور من معارك في اليمن، على التحذير من مغبة تداول المعلومات الحربية وأخبار المعارك المغلوطة، فالميليشيات الحوثية والمخلوع صالح يحاولون دائما تشويه الحقائق وقلبها من خلال وسائلهم الإعلامية المعادية للشرعية اليمنية، ومن شأن ذلك أن يزرع البلبلة في أدمغة من يصدقون تلك الشائعات والأكاذيب".
وقالت الصحيفة إن نشر المعلومات والأخبار المغلوطة وتداولها حيال سير المعارك على الأرض يدع المجال مفتوحا للانقلابيين وأعوانهم من حكام طهران والفصائل الإرهابية المتواجدة على أرض اليمن لقلب الحقائق وطمسها.
وأوضحت «اليوم» أن العودة إلى تلك المعلومات الملفقة والمغلوطة، تثير البلبلة حول سير المعارك، وتسيء إساءة بالغة لما يدور على أرض المعارك من انتصارات تحققها الشرعية والقوات الشعبية بمعاضدة قوات التحالف.
وبعنوان «طائفية الحشود الشعبية»، جاء رأي صحيفة «الشرق» بأنه مع زيادة المعارك الشرق أوسطية في عام 2011، بدأت بعض الدول في استنصار القبائل والطوائف للدخول في صفوفها ضمن القتال بشكل غير تابع للقوات النظامية، وما هذا إلا دليل على أنها طابور خامس تتم إدارته خارج أطر الدولة وداخل دائرة التحشيد الطائفي أو القبلي الذي يتم استخدامه للقتال.
وقد عُرف الحشد الشعبي بداية في العراق، حيث كان ذلك بناءً على استنهاض طائفي لتحرير مدن سقطت من إدارة الدولة ودخلت ضمن التيارات الإرهابية التي استطاعت التوغل في مدينة الموصل العراقية ومدينة الرقة السورية والمناطق الحدودية، حتى أصبحت تشكِّل لها شريطاً حدودياً يمتد من الأردن وينتهي في سوريا، وذلك خلال السنوات الأربع المنصرمة.
وتابعت: "وهذا ما أشار إليه وزير الخارجية السعودي الدكتور عادل الجبير، أمس، حينما وصف ميليشيات الحشد الشعبي بأنها «مؤسسة طائفية بحتة ارتكبت مجازر في العراق، ويقودها الضابط الإيراني قاسم سليماني»"، وأكد الجبير أثناء حديثه مع نظيره الأردني ناصر جودة في مؤتمر صحفي، أن «المملكة تدعم جميع الطوائف العراقية، وحريصة على وحدة الأراضي العراقية ومواطنيها دون التفرقة الطائفية».
وفي ختام الجولة، طالعتنا صحيفة «الرياض» تحت عنوان «بين واشنطن وتل أبيب»، حيث ناقشوا القرار 2334 الذي كرر مطالبة إسرائيل بوقف فوري وعلى نحو كامل لجميع الأنشطة الاستيطانية في الأرض الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، لايزال يثير حنق الساسة الإسرائيليين الذين تفاجأوا أيما مفاجأة من تمرير القرار في مجلس الأمن، المفاجأة الأكبر لهم كانت امتناع الولايات المتحدة عن التصويت ما أتاح المجال أمام تمريره.
وأضافت الصحيفة أنه بعد صدور القرار، هاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الرئيس باراك أوباما، مستخدماً عبارات أثارت استهجان مسئولين أمريكيين اعتبروها جاوزت حدود اللياقة بين «حلفاء»، ولو أن ولاية أوباما لم تكن في نهايتها لكنا توقعنا أن تشهد العلاقات بين واشنطن وتل أبيب شداً غير مسبوق أو توتراً على أدنى تقدير، ولكن لن يكون، فالرئيس المنتخب دونالد ترامب له وجهات نظر مختلفة بالنسبة للعلاقة مع إسرائيل في مجملها مؤيدة لأي إجراءات تقوم بها، ومن المتوقع أن تكون العلاقة الأمريكية الإسرائيلية في أوج قوتها عطفاً على تصريحات ترامب وفريقه الرئاسي التي تؤكد هذا الاتجاه.
وخلصت: "القضية الفلسطينية بكل تفاصيلها لاتزال القضية المحورية للعرب والمسلمين، والمملكة لاتزال في مقدمة الدول العربية التي تدعمها بكل السبل، وفي الفترة المقبلة نحتاج إلى كل جهد عربي إسلامي ممكن حتى نتمكن من إعادة الحق الفلسطيني إلى أصحابه الذين تم سلبه منهم في ظروف تاريخية لاتزال امتداداتها حاضرة حتى يومنا الراهن".