اختارت صحيفة الحياة المملوكة لشركة سعودية وتصدر من لندن أن تنشر خبر طلب مصر تأجيل التصويت على مشروع القرار الذي تقدمت به في مجلس الأمن لإدانة الاستيطان الإسرائيلي تحت عنوان: (السيسي يؤجل التصويت على قرار إدانة الاستيطان الإسرائيلي بناء على طلب ترامب)، لكن لم تحرص الجريدة بالطبع على أن تشير إلى التصريح الذي أعلنه المتحدث باسم الخارجية المصرية، وفيه تفسير ذلك التأجيل وهو مناقشة مشروع القرار من المجموعة العربية. لكن الأهم أن الجريدة لم تتوقف أمام ما قاله مؤخرا رجل المخابرات السعودية السابق أنور عشقى، والذي يشارك منذ سنوات في اتصالات مباشرة مع إسرائيليين يحضرها أردنيون ومصريون وآخرون تبحث تسوية الصراع العربي الإسرائيلي.. ومع أن ما قاله عشقى كان في مؤتمر عام وأمام عدد ليس قليلا من الحضور ومسجل. لقد قال وهو يحدد ملامح الاستراتيجية السعودية أولا والعربية ثانيا بضرورة إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، والتوصل إلى سلام عربي مع إسرائيل فورا.. ولعلنا ما زلنا نتذكر مبادرة الملك عبد الله قبل سنوات في قمة بيروت العربية والتي صارت مبادرة عربية بموافقة كل زعماء العرب المشاركين في القمة وقتها. كما قال عشقى أيضا بضرورة انتشار دولة كردية موحدة في المنطقة.. ومعنى ذلك أيضا أننا إزاء خريطة تحالفات إقليمية جديدة يفكر فيها الأشقاء في السعودية.. فإن صلحا عربيا مع إسرائيل سيعيد صياغة خريطة تحالفات المنطقة مثلما سوف يعيد ترتيبها أيضا فكرة إنشاء دولة كردية موحدة، وهو الأمر الذي ترفضه بشدة كل من إيران وتركيا، ناهيك عن العراق وسوريا أيضا.. وربما يفتح ذلك الباب لصراعات جديدة على غرار ما شهده الآن في جنوب السودان بعد انفصاله عن شماله.