بعد غياب دام لأكثر من ستة أعوام، وآخر أفلامه "عصافير النيل"، المأخوذ عن رواية الأديب الراحل إبراهيم أصلان، يعود المخرج مجدي أحمد علي للسينما مُجددًا بفيلمه «مولانا»، والذي اختار له الفنان عمرو سعد ليؤدي دور البطولة، بالتشارك مع الفنانة درّة، والممثلة الشابة ريهام حجّاج .
فيلم «مولانا» المأخوذ عن رواية الكاتب إبراهيم عيسى، وهي الرواية الحاصلة على المركز الثاني في مسابقة "البوكر" كأفضل رواية عربية عام 2013 .. قد يحدث جدلاً واسعًا وهو ذات الجدل الذي سبّبته الرواية إبان طرحها بالأسواق، لما تضمنته من أفكار اختلف معها البعض، وآراء نقدية لبعض ما قُدّم في التاريخ الإسلامي.
هناك بعض القضايا التي لو أثيرت في الفيلم قد تُحدث ضجّة أشد مما أحدثته الرواية، خاصة وأن مشاهدي الأفلام أكبر بكثير من قرّاء الروايات .
ومن أهم تلك القضايا الشائكة بالرواية والفيلم :
إرضاع الكبير .
قامت الدنيا ولم تقعد بعد انتشار الفيديو الشهير للحويني الذي أفتى فيه بجواز إرضاع الكبير، وهو ما ظنّه البعض إفتراء على الرسول صلّى الله عليه وسلّم، بالرّغم من إقراره بوجود هذا الحديث في صحيح البخاري، تمر بعدها بضعة أعوام وتصدر رواية "مولانا" والتي طرحت تلك القضية ضمن أحداثها، من خلال حوار بطل الرواية "الشيخ حاتم" مع أحد شيوخ السلفية في أحد اجتماعاتهم.. وهي القضية التي لو أثيرت في أحداث الفيلم ستُعيد الجدل بشأن تلك المسألة الفقهية المختلف عليها للساحة من جديد .
كنيسة القديسين .
تلك الحادثة التي شهدت تفجيرًا بالغ الأثر في أواخر أيام عصر المخلوع مبارك، ضمنها عيسى في روايته في فصلها الأخير، ووقت حدوث تلك التفجيرات كثرت التكهنات حول الجناة، واتهام الداخلية لأحد الشباب بذلك التفجير؛ ولكن بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير أشارت بعد التكهنات لبعض السياسين بضلوع وزير الداخلية المصري آنذاك حبيب العادلي في تلك التفجرات.. وفي الاعلان الدعائي للفيلم ظهرت أحداث ذلك التفجير وهو ما قد يحدث حوله جدل ونقاشات بعد عرض الفيلم .
العلاقة المتوترة بين دعاة التنوير وشيوخ السلفية .
في أحداث الرواية، يسرد عيسى بعض المشاهد التي تُظهر الصراع الدائر بين دعاة تجديد الخطاب الاسلامي، وأنصار التقليد، وهو ما لو أظهره فيلم "مولانا" قد يؤجج العراك الدائم بين أنصار المذهبين، خاصة في الآونة الأخيرة، بعد إدخال أحد ممثلي التجديد للسجن ثم العفو عنه بعد ذلك، الباحث إسلام البحيري، وما يحدث بينه وبين ممثلي الأزهر ودعاة السلفية من تصريحات تتسم بالعداء .