لم يكن "نجيب محفوظ" مبدعا على الجانب السينمائى العربى فقط، بل استطاعت روايات الكاتب المُبدع أن تشق طريقها نحو العالمية بسهولة لتتحول رواية " زقاق المدق" عام 1995 لفيلم ميكسيكى باسم "El callejón de los Milagros" أو "Midaq Alley" للنجمة سلمى حايك الذى كان أول دور سينمائى لها، ونال الفيلم 49 جائزة دولية على مستوى العالم، فضلا عن جائزة the Ariel التى تماثل جائزة "الأوسكار" بالمكسيك، كما حصل على إعجاب الجمهور، ورغم تعديل الرواية لتلائم النمط السينمائي المكسيكي إلا أنها تشابهت مع النمط المصري إلى حد كبير.
وتدور أحداث الفيلم فى مدينة كبيرة تشتهر بزقاق يسمى "زقاق المعجزات"، وأبطال الفيلم هم رجل يدعى "دون رو" يمتلك حانة بالحى،يعيش مع وزوجته " Eusebia"، ورغم أنه فى الخمسينيات من عمره إلا أنه يكتشف فجأة أنه شاذ جنسيا مما يشكل كارثة على أسرته ، بالإضافة إلى "سوزانيتا" وهى امرأة عانس تملك عقارا وتحلم بالزواج، أما الشخصية الثالثة فهى شابة جميلة تدعى "إلما" تقع فى غرام "أبيل" الحلاق الذى يذهب إلى الولايات المتحدة الأمريكية ليجمع ما يكفى من المال كى يستطيع الزواج بها، ولكن عندما يعود "أبيل" يجد أن "إلما" قد أصبحت فتاة ليل سيئة السمعة.
يُعتبر فيلم "زقاق المدق" بداية قوية لكل من شارك به خاصة "سلمى حايك" التى استطاعت أن تصبح ممثلة عالمية بعد ذلك بسهولة، حيث أعجب بها المخرجون بعد مشاهدتهم لها فى الفيلم، والمخرج " جورج فونس" الذى استطاع أن يجسد الرواية على الشاشة بحرفية شديدة، وقال أحد النقاد إن نجيب محفوظ لمح إلى أن السينما المكسيكية تفوقت على السينما المصرية لفهم روايته، وهو ما أجمع عليه معظم النقاد أيضا.
لم يكن فيلم "زقاق المدق" أو "زقاق المعجزات" الفيلم الوحيد الذى تحول لفيلم مكسيكى، بل أيضا فيلم "بداية ونهاية" الذى اقتبسه المخرج المكسيكى " أرتورو ريبيستين" عن رواية "نجيب محفوظ" لتنجح نسخته المكسيكية بجدارة ، إذ حصل على 15 جائزة محلية ودولية، بطولة "برونو بشير"، و"لوثيا مونيوث"، و"لويس فيليب توبار"، و"بلانكا جيرا" والفيلم عرض للمرة الأولى فى سبتمبر 1993 بمهرجان سان سبستيان السينمائى الدولى بأسبانيا، وحصل على جائزته الكبرى كأفضل فيلم غير إسبانى ناطق بالإسبانية.