لم يكن مجرد ممثل، ولم يكن فقط من أفضل المشخصاتية في تاريخ الفن العربي، فرحلة أحمد زكي أكثر عمقًا من أن يحدها إطار معين، والطفل الأسمر النحيل اليتيم الذي أتى وحيدًا غريبًا من الزقازيق إلى القاهرة ليشق طريقه نحو الحلم، تستحق تجربته أن تُدرس لاستخلاص آيات القوة والطموح والمثابرة والأمل.
في الذكرى الـ67 لميلاد أحمد زكي في حوارات تليفزيونية وصحفية للفنان الراحل لاستخراج 20 مقولة على لسانه، تكشف بعض جوانب شخصيته ورحلته وخبرته بالحياة والناس.
1. "الحب ملوش سن.. ممكن مسن يدخل دار المسنين فيحب مسنة زيه".
2. السعادة كما أعرفها هي لحظة عطاء، أين ذلك الآن؟ كل البشر أصبح عندهم متعة الأخذ، لا أحد يعطي، الأخذ هو المسيطر بشراسة، والكل فقدوا متعة العطاء.
3. الوحدة أرحم من هذا العالم، تعودت عليها وعشقت التأمل، أحيانًا يصبح من الخطأ أن نقول "دنيا من غير ناس ما تنداس".
4. "الخناق" لصالح العمل "خناق صحي".. لا بد قبل دخول أي عمل أن أفهم وأتناقش.. إذا منعني صناع العمل من ذلك "لازم أتخانق".
5. كثرة خلافاتي مع المنتجين ترجع لعدم الانضباط الذي كنت أواجهه.. هناك من يعطي "أوردر" ويلغيه بلا سبب.. وأحيانا أقضي 10 ساعات في التصوير لا نصور منها سوى ساعتين فقط.. "ده بيعصبني".
6. كثيرا ما كنت أطارد المخرج والمنتج حتى نكمل التصوير.
7. لم أر أبي، فقد توفي وعمري سنة واحدة، ولم أر صورته إلا وأنا في "أولى ثانوي".
8. "إحنا بنعيش عصر مادي قلق".
9. عندما طُلب مني أن أقوم بدور عبد الحليم حافظ "استغربت".. ورأيت أنه يحتاج إلى مطرب لتجسيد شخصيته، ثم إني لا أشبهه "وقلتلهم هاتوا حد سفيّف زيه" فقالوا لي "إحنا عايزين إحساس أحمد زكي".
10. أنا لست مطربًا، ومن يغني في أفلامي ليس أحمد زكي، بل الشخصية التي يؤديها، ومن غير المعقول أن نأتي بكاظم الساهر مثلا في فيلم "البيه البواب" ليغني بالصعيدي "الناس كَتيرة ليه.. هو النهاردة إيه؟".. هنا "عبد السميع" هو الذي يغني.. أنا فقط "بجيب صوت عبد السميع".. كذلك في "كابوريا" البطل عامل "بينفخ إزاز"، ويغني بصوت ضخم: "أنا في اللابوريا.."، إذن أنا أغني حسب الشخصية.
11. أراد أحد المنتجين أن يطرح ألبوما بالأغاني التي أديتها في بعض الأفلام، فـ"اتخانقت معاه، وكنت هرفع عليه قضية"، وقلت له: "في كابوريا متقولش المطرب أحمد زكي، قول حسن هدهد".
12. مخطئ من يظن أني سأغني أغاني عبد الحليم حافظ عندما أجسد شخصيته، "أبقى راجل متخلف وجاهل لو عملت كدة.. أنا آخر حدودي أغني في الحمام أو وأنا ماشي زي أي مواطن"، وفيما يخص عبد الحليم حافظ "إحنا عايزين نعمل الإنسان".. من وراء هذه الحنجرة؟
13. أتشابه مع عبد الحليم حافظ في عدة أشياء.. ننتمي لنفس القرية "الحلوات".. ونفس اليتم.. ونفس ترعة مويس التي أصبنا فيها بالبلهاريسيا، لكني عولجت منها مبكرا على عكسه.
14. كل إنسان بداخله جزء فنان.. ولا يكفي الإنسان أن يعمل ويأكل وينام فقط، فلا بد أن يكون هناك غذاء للروح والعقل، والفن والثقافة هما غذاء الروح والعقل.
15. الفن لا بد أن يكون قاسم مشترك في الحياة مثل رغيف الخبز.. الرغيم يغذي البطن والفن يغني الروح والعقل.
16. الشيء الأكثر ضرورية في حياتي هو الحب.
17. طول عمري عايش في تحفز دائم لكل غلط يحدث حولي.
18. "نسبة الاكتئاب في مجتمعنا بتزيد والعيادات النفسية كترت دلوقتي لأن ما عادش فيه أصدقاء، زمان كنت تحس إن في ناس أمناء على مشاعرك".
19. "باهرب كتير للناس البسطاء أقعد معاهم.. الفلاحين ما عندهمش اكتئاب لأنهم بيقعدوا على المصطبة آخر النهار وكله بيبعبع ويتكلم عن مراته والأرض والكيماوي، إلخ".
20. التقليد ليس تمثيلًا، لأنه تجسيد لطريقة كلام أو ابتسامة، لكن التمثيل هو أن أجسد الشخص وهو في البيت.. في الشغل.. عندما ينفعل.. عندما يفرح.. عندما يأكل.. طموحاته.. أحلامه.. عذاباته، فالتمثيل هو معايشة لكل جوانب الشخصية.