محمود محيي الدين يميل لقبول منصب رئيس الوزراء
عمار علي حسن: الحكومة تعمل كسكرتارية للرئيس ولا تتحمل تبعات الأزمات الاقتصادية
الدمرداش: تحرش إعلام الرئيس بالحكومة يعني أنها سترحل قريبًا.. والقرارات الأخيرة تأكل شعبية السيسي
تتحمل الحكومة الجزء الأكبر من تبعات القرارات الاقتصادية الأخيرة، حيثُ يعتبر سياسيون أنها ستكون «كبش فداء» في حال تدهورت الأوضاع الاقتصادية، مؤكدين أن شريف إسماعيل، رئيس الوزراء، سيكون أول الراحلين ومعه وزراء الحقيبة الاقتصادية جميعهم، إضافة إلى بعض وزراء الحقبة السيادية.
وطرح البعض اسم محمود محيي الدين، وزير الاستثمار في عهد مبارك، ليكون بديلاً لشريف إسماعيل في الحكومة، خصوصًا وأن فترة عمله في البنك الدولي ستنتهي قريبًا، فيما قالت مصادر حكومة، إن «محيي الدين عُرض عليه الأمر رسميًا وأنه يميل نحو الموافقة».
وشهدت الفترة الماضية تقلبات اقتصادية وسياسية عديدة، كان آخرها يوم الخميس الماضي، وقت أن قررت الحكومة تعويم عملتها الرسمية وفك القيود عليها، ثم أتبعت ذلك بقرار خفض الدعم عن الوقود، استجابة لمطالب صندوق النقد الدولي.
عمار علي حسن: الحكومة لا تتحمل الإخفاقات وحدها
وفي السياق، قال المحلل السياسي والاقتصادي، الدكتور عمار علي حسن، إنه وارد جدًا أن يُقيل الرئيس الحكومة الحالية من أجل امتصاص غضب الشارع، لافتًا إلى أن الخطوة الأولى ستأتي من مجلس النواب لأنه هو المنوط به – حسب الدستور – سحب الثقة من الحكومة.
وأكد الكاتب والمحلل السياسي في تصريح لـ «اليوم الجديد»، أن الرئيس يملك دستوريًا دعوة القوة الوطنية للمشاركة في تشكيل حكومة في مدة لا تتجاوز شهرًا، رافضًا اتهام الحكومة بأنها سبب الأزمات الاقتصادية الحالية أو ما سينتج عن قرارتها أزمات مستقبلية.
وأشار إلى أن الحكومة تعمل كسكرتارية للرئيس، بمعنى أنه هو من يتحمل نتيجة ما تؤول إليه الأوضاع السياسية والاقتصادية، مضيفًا: «الرئيس جدول أولوياته مختل منذ اللحظة الأولى، فأعلن عن مشروعات كبرى استنزفت الاقتصاد الذي يُعاني بالفعل من الضعف العام».
وأوضح «عمار» أن إقالة الحكومة والإتيان بغيرها ليس حلاً، مطالبًا الرئيس بتعديل أولوياته، والأخذ برأي الخبراء والمتخصصين، مستدلاً على إهدار 20 مليار جنيه جاءت إلى مصر من دول الخليج في شكل منح لا ترد، ومتخوفًا في الوقت ذاته من أن يُهدر أيضًا قرض صندوق النقد الدولي بنفس آلية الإدارة.
الدمرداش: تحرش إعلام الرئيس بالحكومة يعني أنها سترحل قريبًا
من جانبه، قال الدكتور شريف الدمرداش، المحلل السياسي، إن ماحدث مؤخرًا يُجيب على سؤال «لماذا كان يُصر الرئيس على وجود شريف إسماعيل؟»، معتبرًا أنه سيتم تحميله المسؤولية عن تبعات القرارات الاقتصادية الآخيرة، ويرحل حاملاً على أكتافه إخفاقات الشهور الماضية.
وأوضح الدمرداش في تصريح خاص لـ «اليوم الجديد»، أن أي قرارات غير شعبية تخصم بكل تأكيد من رصيد الرئيس وتأكل منه، لذلك فإن رحيل الحكومة سُيهدأ من الاحتقان الشعبي، وهيَ خطوة يعرفها الرئيس جيدًا، ويُدرك أن الحكومة سترحل لا محالة، ولذلك بدأ الإعلام الموالي للرئيس في «التحرش بالحكومة».
وأضاف: لابد من شخص يأتي ويستطيع أن «يلم الدنيا»، مشيرًا إلى أن «هذا الشخص لا بد وأن يتمتع بالقوة وفي نفس الوقت ليس شرطًا أن يكون من داخل المؤسسة العسكرية».
وبالفعل بدأت قنوات فضائية عديدة في كشف عورات الحكومة، بالتزامن مع حملة موسعة داخل البرلمان لسحب الثقة من حكومة شريف إسماعيل، وهو ما يُشير بوضوح إلى أن الاتجاه العام خلال الفترة القادمة هو التضحية بالحكومة.