غباشي: إيران تصطاد في الماء العكر بعد إعلانها إمداد مصر بالوقود بدون شرط أو قيد
عبد المتعان: حان الوقت لإذابة الجليد بين مصر وإيران ولا يُمكن استبعاد طهران من الأجندة السياسية
استغلت إيران توتر العلاقات الأخيرة بين مصر والسعودية، وامتناع شركة أرامكو التابعة للمملكة عن توريد حصة أكتوبر من البترول للقاهرة، في الإعلان عن استعدادها لإمداد القاهرة بالبترول عوضًا عن المملكة.
ونقلت صحيفة أبرار الإيرانية على لسان مسؤول بكبرى شركات نفط طهران، على استعداد بلاده لإمداد مصر بجميع احتياجاتها البترولية بدون أية شروط أو معوقات.
وعبر عدد من كبار رجال الدولة بطهران عن حسن نوايا إيران تجاه القاهرة ورغبتها في التقارب مع الشعب المصري على اعتبار أن مصر محور الشرق الأوسط.
واختلف خبراء الشأن السياسي ودبلوماسيون في تفسير دعوة التقارب الإيرانية، حيث قرأ البعض هذه الدعوة بأنها محاولة من طهران للصيد في الماء العكر، فيما أكد آخرون أن الوقت قد حان لإذابة الجليد في العلاقات بين الدولتين.
غباشي: إيران تصطاد في الماء العكر
وفي سياق ما سبق، قال الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن إعلان إيران عن استعدادها لمد مصر بجميع احتياجاتها من البترول دون شرط أو قيد، نوع من الصيد في الماء العكر.
وأكد غباشي في تصريح لـ «اليوم الجديد»، أن من مصلحة إيران أن تدخل في علاقات مع مصر، مستغلة حدة التوترات التي نشبت مؤخرًا، قائلاً: «دخول إيران على الخط يُلهب توترات الموقف مع السعودية ويجعله أكثر اشتعالًا».
ورأى نائب مركز الأهرام للدراسات أن منطقة الشرق الأوسط تشهد صراعًا سياسيًا بامتياز، مؤكدًا أن طهران لا يُمكنها أن تكون بديلًا للسعودية ولن تأخذ مكانتها.
وتوقع «غباشي» عدم استجابة السيادة المصرية للدعاوى الإيرانية تحت أي ظرف، مشيرًا إلى ضرورة احتواء الموقف بين القاهرة والرياض، مضيفًا: «لدينا شخصيات سياسية قادرة على عودة المياه إلى مجاريها وجودة العلاقات بينهما من جديد».
عبد المتعان: حان الوقت لإذابة الجليد بين مصر وإيران
وخالفه الرأي السفير جمال عبد المتعان، مساعد وزير الخارجية الأسبق، الذي رأى أن القطيعة المصرية الإيرانية ليس لها مبرر ولابد أن تنتهي عاجلًا أو آجلًا.
وقال السفير الأسبق في تصريح لـ «اليوم الجديد»، إن هذه الفرصة سانحة لكي يسيح الجليد في العلاقات بين الدولتين، متابعًا: «كوننا نختلف مع إيران في بعض النقاط ليس معناه أن نستبعدها تمامًا من أجندتنا السياسية».
وأضاف: «على الرغم من استخدام إيران للدين والخلاف السني والشيعي لتحقيق أهداف سياسية معينة فإني أرحب شخصيًا بالتقارب المصري الإيراني».
وشدد مساعد وزير الخارجية الأسبق أن الدول الإسلامية بما فيها السنة والشيعة مستهدفة وأن ما يحدث من تمزق في العلاقات بين دول الشرق الأوسط يصب في صالح الدول الغربية التي تنظر إلى الإسلام على اعتباره العدو القادم بعد سقوط سور برلين وتفكك الاتحاد الروسي، قائلاً: «هذا الكلام سمعته بأذني من مستشار ألمانيا الغربية قبيل أحداث 11 سبتمبر».
ودعا «عبد المتعان» الخارجية المصرية إلى التفاوض مع دولة إيران حول نقاط الاختلاف التي تفرقهم من منطلق وحدة العالم الإسلامي.
وحول مدى تأثر علاقات مصر بدول الخليج في حالة التعاون مع إيران، قال: «دول الخليج نفسها لها علاقات تزداد توثقًا بشكل أو بآخر مع دول معادية لمصر مثل تركيا ومع ذلك فإن علاقة القاهرة معهم على أفضل ما يمكن».
وأضاف: «مصر لم تربط يومًا بين علاقات دول الخليج بتركيا، لذلك يجب عليهم ألا يرهنوا علاقاتهم بالقاهرة في حالة التواصل مع إيران».