قال الكاتب السعودي، علي سعد الموسى، إنه يتفهم ردة الفعل الشعبية المحلية تجاه التصويت المصري مع مشروع القرار الروسي حول سوريا في مجلس الأمن، مشيرًا إلى أنه لن يقبل انجراف قادة الرأي وأصوات التأثير والنفوذ بعد أن رفع المندوب المصري إصبعه في موقف لايقدم ولا يؤخر مع أو ضد قرار محكوم بالفيتو المعلن.
وأوضح في مقاله تحت عنوان "كى لا نخسر مصر" المنشور على موقع صحيفة "الوطن" السعودية، أمس، أن مصر مرت بامتحان موقف على طاولة مجلس الأمن، وهي ذات الطاولة التي تنازلت السعودية عن الجلوس عليها قبل أكثر من عامين لأسباب كثيرة تهم ترتيب مصالحها السياسية، ومن ضمنها أن تتجنب ورطة "التصويت" في مجلس أممي بات من النادر جدًا أن يبحث مشاريع قرارات لا تخص الشرق الأوسط.
وأشار إلى أن مصر لها مصالحها السياسية المتشابكة، إذ تنهض اليوم من خذلان المواقف الأمريكية الضعيفة والمترددة تجاهها، فقد امتحنت ومرت بهذا الخذلان في سنواتها الأخيرة، موضحًا أن السعودية اليوم سائرة مع نفس أمريكا على ذات الامتحان والخذلان.
و تساءل قائلًا: "لماذا لم ترسل إلينا الإنتجلنسيا المصرية، ومعها مصر الرسمية عتبها أيام علاقاتنا الرسمية مع إيران فيما كانت مصر هي البلد العربي الوحيد الذي قاوم ولو حتى فتح ممثلية مصرية بسيطة في طهران؟،" كما تساءل: "لماذا لم تقل مصر إننا نتبادل السفراء مع طهران في الوقت الذي أطلقت فيه الأخيرة اسم أحد أشهر شوارعها على قاتل زعيمها التاريخي أنور السادات، وتدعم بعثات التشيع إلى قلب نسيجها السني؟".
وتابع: "لماذا لم تنبس مصر الرسمية ببنت شفة ولم تشك أو ترتاب من تحالفنا المعلن مع تركيا رغم تدخلها السافر في الشأن المصري الداخلي بعد ثورتها الشعبية الجارفة الأخيرة؟" .. ورد على تلك التساؤلات بأن حكماء العقل السياسي في أعلى هرمي القيادة في البلدين يدركان أن العلاقات التاريخية أكبر من تصويت أو رفع إصبع على طاولة قرار أو فتح سفارة.
و ذكر أنه لم يبق في هذا العالم العربي من الأحياء الأصحاء سوى الرياض والقاهرة في وجه هذه العواصف التي حولت عواصم الخريطة نفسها إلى جثث هامدة، كما لا توجد فرصة وليس هناك خيار أن تسمح هاتان العاصمتان وهذان الشعبان بخسارة ما تبقى من روابط الأعصاب الحية في قلب الجسد الميت، والهلال الصفوي الذي يسبح اليوم في فضاءات أربع عواصم عربية وخلايا الإرهاب تحكم رسميًا أربع عواصم أخرى، فضلًا عن سبع دول تعيش لسنوات بلا رئاسة أو حكومة.
و أنهى مقالته بسؤال "ماذا بقي في العالمين العربي والإسلامي ومن سيتبقى لهما ونحن ندق الإسفين مسمارًا ساخنًا في قلب العلاقة ما بين البلدين من أجل تصويت لا قيمة له في مجلس الأمن؟".