كتب: معاذ محمد
شهد البرلمان المصري على مر تاريخه الذي وصل إلى 150 عاماً، العديد من المعارك الساخنة خلال الجلسات في فتراته المختلفة، والتي اختلفت ما بين صفع الوجه، وضرب بالحذاء ومشادات كلامية، وكانت نتائجها سلبية في بعض الحالات فانتهت بإقالة نواب من المجلس.
ويحتفل مجلس النواب الحالي غدا بمرور 150 عاما على بدء الحياة النيابية المصرية سنة 1866 في عهد الخديو إسماعيل، وذلك باحتفالية في مدينة شرم الشيخ بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي ووزراء من الحكومة ونواب من البرلمان.
الواقعة الأشهر في البرلمان الحالي كانت من نصيب النائب السابق توفيق عكاشة، فبعد أن قابل السفير الإسرائيلي حاييم كورين بمنزله في فبراير الماضي، وبمجرد دخوله مجلس النواب في جلسة 28 من نفس الشهر، قام النائب كمال أحمد بضربه بـ«الحذاء» ما اضطر الدكتور علي عبد العال إلى طرد النائبين من تحت القبة ورفع الجلسة، واتهم «عكاشة» بالتطبيع مع إسرائيل، وكان ذلك أحد أسباب إقالته من «النواب».
 
 
وفي أوائل 2010، نشبت مشادة كلامية بين النائب عن الحزب الوطني أحمد شوبير، والنائب الإخواني يسري بيومي، بعد دفاع الأول عن رجل الأعمال السعودي الذي اشترى شركة طنطا للكتان، فهاجمه «بيومي» فرد عليه عضو الوطني المنحل قائلاً «أنا مشبوه يا…. أنا وطني وأشرف منك، وحياة أمك مش هسيبك».
 
عضو مجلس الشعب عن الحزب الوطني حسن نشأت، سب أعضاء المعارضة واتهمهم بأنهم يعملون ضد مصلحة مصر ويعملون مع أعدائها، في برلمان 2005، ما أدى إلى هرج كبير تحت القبة ورفع أحد النواب الحذاء.
 
 
 وفي نفس الفترة نشبت مشادة كلامية بين النائب محمد مرسي، وبين وزير الإسكان الأسبق محمد إبراهيم سليمان وكمال الشاذلي، عضو الحزب الوطني، بسبب مطالبه «مرسي» بمحاكمة المسؤول إذا أخطأ في قضايا فساد داخل وزارتي الإسكان والتنمية المحلية.
 
واقعة الحذاء كانت الأشهر على مر تاريخ البرلمان المصري، فشهدت جلسة المجلس في 30 مايو 2006، قيام النائب الراحل طلعت السادات برفع «حذائه» علي المهندس أحمد عز رئيس لجنة الخطة والموازنة بالمجلس، بعد تبادل موجه من الاتهامات، وتم تحويلهما إلى مساءلة برلمانية.
 
ومهما كانت المعارك شديدة، فلم يشهد مجلس الشعب المصرى على مر تاريخه جلسة أعنف من تلك التى جرت أحداثها فى 20 فبراير عام 1987، حينما تقدم 4 من نواب المعارضة فى ذلك الوقت وهم:«صلاح أبو إسماعيل، والصحفى مجدى أحمد حسين، ومختار نوح، والوفدى على سلامة»، بـ 4 استجوابات لوزير الداخلية «زكى بدر» حول التجاوزات التى ترتكبها الأجهزة الأمنية، تحت ستار استخدام قانون الطوارئ.
 
الكل كان يهاب «بدر» نظراً لشخصيته العنيفة، ولسانه الحاد، وتوجيه الاتهامات والشتائم لكثير من رموز العمل العام، وفي حضور رئيس المجلس الدكتور رفعت المحجوب، بدأت الجلسة وفاجأ وزير الداخلية الأسبق الجميع، فبدأ حديثة بهجوم شديد على فؤاد سراج الدين، رئيس حزب الوفد آنذاك ومديرة منزله ليلى المغازي، وبدأ فى قراءة تفريغ لحوار مسجل دار بين الصحفيين أيمن نور ومصطفى بكري.
 
لم يهدأ زكي بدر ولم يسكت واستمر في التطاول على «سراج الدين»، ما دفع النائب الوفدي طلعت رسلان إلى ترك مقعده والتوجه نحو المنصه، وأمسك بكتف وزير الداخلية الأسبق وصفعه على وجهه، قائلاً:«اخرس يا كلب»، فرد عليه بصفعه مثلها، وانحنى سريعاً وخلع حذاءه فى محاولة لضرب النائب، إلا أن تدخل الأعضاء منع ذلك، وتم إخراج «رسلان» من المجلس بأمر من «المحجوب»، وتحويله فيما بعد إلى لجنة القيم، وقرر البرلمان لأول مرة في تاريخه رفع الحصانة عنه وإقالته، بعد أن شبع من لسان وزير الداخلية المحمي بأمر رئيس المجلس.