أيام قليلة تفصلنا على نهائي دوري أبطال إفريقيا، الذي يلعبه فريق نادي الزمالك أمام نظيره الوداد البيضاوي، حيث ستجرى مباراة الذهاب في المغرب يوم 14 من أكتوبر المقبل، وتقام مباراة الإياب التي تسلم فيها كأس البطولة بالقاهرة يوم 21 من الشهر نفسه.
فالمباراة النهائية التي ستقام في القاهرة، ربما ستشهد حضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، خاصة بعدما صرح رئيس نادي الزمالك المستشار مرتضى منصور بأنه سيتم دعوته لحضور اللقاء، أثناء اجتماعه، بمسؤولين في رئاسة الجمهورية، لبحث الترتيبات الخاصة للمباراة.
دعوة مرتضى منصور للرئيس السيسي لحضور نهائي أبطال إفريقيا، طرحت الكثير من التساؤلات حول تلبية الرئيس الدعوة في ظل ما تشهده البلاد الآن من أزمات، خاصة بعد حادث غرق مركب رشيدـ الذي راح ضحيته أكثر من 200 شخص، وفقدان مئات آخرين، والركود الاقتصادي الذي تشهده البلا الآن، بجانب الحالة الأمنية المتذبذبة؟
ربما هذه الدعوة عادت بذاكرة المصريين إلى عصر مبارك، حينما كان الرئيس الأسبق يحضر مثل هذه المباريات الهامة بالإستاد، في ظل تشابه الأحداث والأزمات في العصرين، مما جعلنا نقارن بين الرئيسين في ذلك.
ففي نهائي دوري أبطال إفريقيا عام 1986، حضر الرئيس الأسبق حسني مبارك، نهائي أبطال إفريقيا بين منتخب مصر لكرة القدم، ونظيره الكاميروني، وتوجت مصر بالبطولة حينها، وكان الرئيس يتابع المباراة بالمدرجات وسط الجماهير دون حراسة أمنية مشددة، وقام بتسليم الميداليات للفريقين والكأس للكابتن مصطفى عبده، لاعب منتخب مصر حينها.
ربما جاءت متابعة مبارك لنهائي أمم إفريقيا 86 وسط الجماهير، لأن شعبيته كانت رائجة في ذلك التوقيت، وكان الكل يكن له كل الحب والود.
وبعد عدة سنوات، وبالتحديد في فبراير 2006، رغم حالة الحزن، التي خيمت على الشعب المصري حينها، بسبب غرق عبارة السلام في عرض البحر الأحمر، وسقوط المئات من الضحايا، وجدنا الرئيس الأسبق حسني مبارك في نهائي بطولة أمم إفريقيا 2006، ولكن المشهد كان مختلفًا تمامًا عن 86، حيث تابع الرئيس وعائلته مباراة المنتخب المصري ونظيره ساحل العاج من خلال المقصورة الرئيسية، وراء غطاء زجاجي مضاد للرصاص، ووسط حراسة أمنية مشددة ملئت إستاد القاهرة حينها، حتى الفريقين صعد للمقصورة الرئيسية لتسلم الميداليات من الرئيس.
نفس المشهد كرره مبارك في أبريل 2007، حينما حضر مباراة الأهلي وبرشلونة في احتفالية النادي الأحمر بالمئوية، بإستاد القاهرة، وكان الرئيس الأسبق يتابع المباراة من وراء غطاء زجاجي أيضًا، وربما لأن ذلك نتيجة انخفاض شعبية الرئيس في ذلك التوقيت.
أما بالنسبة للرئيس السيسي فلم نراه مهتماً بالرياضة كثيرة، حيث لم نشاهده يتابع مباريات من الإستاد، أو أي حدث رياضي، غير أنه وجدناه في مشهد بدورة الألعاب الإقليمية الخاصة، التي استضافتها مصر عام2014، يلقي كلمة افتتاح البطولة من وراء غطاء زجاجي بالمقصورة الرئيسية، وسط حراسة أمنية مشددة، وكان حينها وزير للدفاع.
ولكن يبدو أن الأحداث تكرر نفسها الآن، فهناك ثمة مشاهد متشابهة بين الرئيس مبارك والرئيس السيسي، منها أحداث غرق عبارة السلام 2006 وسقوط ضحايا، وغرق مركب رشيد الآن ووجود وفيات، بجانب تصاعد حدة الأزمات الاقتصادية، وتدني الشعبية، هذه الظروف جاءت مصادفة مع نهائي أمم إفريقيا 2006، ونهائي دوري أبطال إفريقيا 2016، ولكن هل يكرر السيسي مشهد مبارك 2006، ويعسف بهذه الأزمات وآلام الشعب، ويلبي دعوة مرتضى، ويحضر لقاء الزمالك وصن داونز بالقاهرة؟ هذا ما ستكشفه الأيام المقبلة.