"لقد أزرى بكَ الدهرُ بعدنا"، أحد أبيات شعر أبو فراس، إلا أنها تنطبق كليًا مع قصة "عم عرابي"، اللاجئ السوري والحاصل على الدكتوراه، الذي اضطرته الظروف لبيع رسائل الماجستير والدكتوراه في منطقة مكتبات بين السرايات.

أمام باب كلية التجارة، توجد أحد المكتبات الخاصة والتي يعمل بها "عم عرابي" رجل تخطى 60 عامًا، وقد جلس أمام جهاز الكمبيوتر يراجع إحدى الرسائل العلمية باللغة الإنجليزية، وقد ظهر التعب والإرهاق جليًا على وجهه، وخاصة أنه قضى الليل كله يراجع ويصحح أخطاء علمية ولغوية في هذه الرسالة.

اقتربت "محررة فيتو" من هذا الرجل العجوز لتعرف حكايته، "عم عرابي" أو بو عمرو، هو أستاذ جامعى سوري في جامعة اليرموك وكانت حياته تقتصر على ابنه وجامعته التي أحبها، وقد حصل منها على درجة الدكتوراه في "mothedology" مناهج البحث، أجاد "عم عرابي" اللغة الإنجليزية إجادة تامــة حتى أنه يحفظ بعض أبيات شعر شكسبير.

قال عرابي: "أردت السفر إلى تركيا حيث يعيش ابني الوحيد فهو آخر من تبقى لي، فقد ماتت والدته منذ سنوات عديدة، فأرادت السفر إلى ليبيا ومنها إلى تركيا إلا أن وضع ليبيا لم يسمح لي بذلك، فقررت العيش بمصر".

وأضاف أنه يعمل بمكتبات بين السرايات منذ سنتين، ويتواصل مع ابنه عن طريق الإنترنت، متابعة: "عادة ما اكتب الرسائل العلمية باللغة الإنجليزية لأن معظم الطلاب المصريين يعانون من ضعف في اللغة الإنجليزية".