ماذا لو أصبح جاك بطل الفيلم العالمي "تيتانيك" مصريًا يدعى "عبده" ويتحدث البورسعيدية، فيجسد دوره الفنان المصري "شادي سرور" بدلًا من "ليوناردو دي كابريو"، وكيف تجسد الفنانة بشرى دور الجميلة الشقراء "روز.. كيت وينسلت" التي روت لنا حكاية حبيبها بعد غرق السفينة وهي تبكي وتبتسم، وهل يمكن إعادة معالجة فيلم رومانسي لتقديمه أحداثه في قالب كوميدي ساخر.
كل ما سبق ستشاهده في النسخة العربية ذات الطابع الكوميدي من الفيلم العالمي "تيتانيك" من دون أن تدفع جنيهًا واحدًا، فقط ستجلس أمام جهاز الكمبيوتر الخاص بك، وستفتح إحدى حساباتك على مواقع التواصل الاجتماعي وتضغط على الماوس لتشاهد فيلمًا جديدًا يوم الوقفة أو أول أيام عيد الأضحى.
"دوت مصر" أجرى حوارًا مع مخرج العمل المصري محمد خضر، كشف خلاله عن تفاصيل الفيلم الكوميدي الذي تصل مدته لما يقرب من 30 دقيقة، ويتم طرحه على مواقع التواصل الاجتماعي بالتزامن مع عيد الأضحى المقبل.
قال المخرج محمد خضر، إن عرض الفيلم على اليوتيوب وتقديمه لجمهور السوشيال ميديا "مجازفة" وخطر كبير لا يقف عند حد المغامرة، لكن شئنا أم أبينا سيحدث هذا الأمر، وسيصبح هناك أفلام جودتها مرتفعة يتم إنتاجها خصيصًا لجمهور مواقع التواصل الاجتماعي، لأنه المستقبل، والممكن بعد عشرين سنة يقرأ الجمهور هذا الحوار الصحفي فيقولون "والله "تيتانيك.. النسخة العربي" فيلم كان له الريادة في هذا مجال أفلام الإنترنت".
وأضاف "خضر": "مش كل الناس تقدر تدخل السينما، ومش كل صناع الأعمال قادرين على عرض أفلامهم بدور العرض، وفيه جمهور بيحب يشوف الأفلام في بيته وعلى جهاز الكمبيوتر الخاص بيه، وده مش تقليل من أهمية السينما نهائيًا، و لا تقليل من أهمية الناس اللي بتعمل السينما، لكن لكل مقام مقال، فحضور الأفلام في السينما حالة خاصة، والسينما مازالت خروجة وفسحة ومكان بتحب تروحله سواء الفيلم حلو أو وحش أنت يتكون مقرر تتبسط فبتخرج".
وينفي مخرج "تيتانيك.. النسخة العربي" أن تحذو السينما طريق سوق الكاسيت منذ بضعة أعوام، إذ أدى طرح الإغاني على الإنترنت إلى تلاشي هذه الصناعة والاكتفاء بالسماع للأغاني على أجهزة المحمول والحاسوب فقط "زي ما قولت لك الناس بتعتبر السينما خروجة بمعنى بيقابلوا أصحابهم وينزلوا من البيت مخصوص، يركبوا مواصلات ويروح يشتري فيشار ويتفرج على الفيلم ويضحك مع صحبه اللي جنبه، وكمان ما التلفزيون ظهر والأفلام بتتعرض عليه وفيه أفلام تلفزيونية ومزالت موجودة وبقوى، " السينما ستظل مكان يذهب إليه الجمهور".
ويرى "خضر" أن تجربة إنتاج فيلم روائي قصير مدته أكثر من 30 دقيقة بإمكانيات مرتفعة لتقديمه كهدية لجمهور الإنترنت مباشرةً، تجربة تُقدم لأول مرة في مصر بهذا الشكل، وسيوثقها التاريخ في مصر ويحكم عليها الجمهور والنقاد.
لا ينكر تخوفه من هذا الجمهور السرش (جمهور السوشيال) ويصفه بالسفاح الذي لا يرحم، لكنه على معرفة جيدة به فهو واحدًا منه يثني على ما يعجبه ويهاجم مالا يعجبه بعنف "كلنا على السوشيال ميديا سفاحين لا أستثني منا أحد، لكن إحنا مستعدين بعمل جيد، واللي عايز يلعب مع القط يستحمل خرابيشه واحنا تعبنا عشان هو يستمتع، ومش هنكلفه أي حاجة لا مجهود ولا فلوس زي السينما أنا رايح له لحد البيت بالمنتج بتاعي".
وعن الجمهور الذي يشاهد الأعمال الكوميدية أوالساخرة ويضحك ويستمتع به، ثم يهاجم صناعها، يعرب مخرج النسخة الكوميدية من "تيتانيك"، عن انداهشه من هؤلاء "الناس اللي تضحك على العمل وبعد كدا ترجع تشتم عشان تشتم وبس تقريبًا دول واخدين موقف من العمل مسبقًا أو من أحد القائمين على العمل ممثل أو منتج أوغيره عشان كدا مش بيعترفوا إن العمل حلو.. ربنا يستر".
أن تعتمد على أحد الوجوه الأكثر شعبية عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة هي ميزة ومجازفة معًا، فشادي سرور -بطل الفيلم- يحظى بمتابعة ما يقرب 5 ملايين شخص على "فيسبوك" فقط، ويثنى عليه الكثيرون، بينما يعتبره فريق آخر واحد من ضمن (مشاهير السوشيال ميديا السخفاء)، وعن هذا الأمر يقول المخرج " إننا نعتمد على أحد وجوه السوشيال ميديا الناجحين والموهوبين في بطولة عمل كبير ديه حاجة تُحسب لينا طبعًا، وهي مكسب ومجازفة في نفس الوقت، لأن فيه ناس ما بتحبش شادي وممكن تاخدني وتاخد بشرى في الرجلين، وفيه ناس تانية بتعشقه ومؤمنة بيه جدًا.
ويراهن "خضر" على تميز شادي سرور وبشرى، خلال الفيلم "شادي مجتهد جدًا ، بيحب شغله أوي والجمهور بيحبه لأنه بيسعى لإسعاده، كمان هو متميز وسط وحوش على شبكة الإنترنت".
أما النجمة بشرى فيصفها بالفنانة المظلومة التي تستحق أكثر مما هي عليه هي من الفنانات العظيمات في مصر ومش واخدة حقها، متلونة وموهوبة وعندها قدرات كبيرة، هي بتعمل معانا كوميدي، وشغالة في فيلم "ليلي داخلي" بشكل مختلف تمامًا عننا "سبنس ورعب وقتل ودم".