أصدر المركز الإعلامي بالأزهر بيانًا حول موقف شيخه أحمد الطيب من مؤتمر غروزني الخاص بتعريف من هم "أهل السنة"، وذلك بعد الانتقادات القاسية التي خرجت من أوساط سعودية احتجاجًا على استثناء السلفية من قائمة المشمولين بتلك الصفة، في حين دعا كاتب سعودي معروف إلى ترك الرئيس السيسي "ليواجه مصيره" بسبب قرار المشاركة.   وقال المركز الإعلامي بالأزهر في بيانه، إنه "تابع ما أثير حول توصيف مَنْ هم أهل السنة والجماعة على بعض المواقع وصفحات التواصل الاجتماعي وردود الأفعال حول توصيات المؤتمر"، مؤكدًا أن الطيب "نصَّ خلال كلمته للأمة في هذا المؤتمر على أن مفهوم أهل السُّنة والجماعة يُطْلَق على الأشاعرة، والماتريدية، وأهل الحديث".   وتابع بيان الأزهر بالقول إن الطيب "نقل عن العلامة السفَّاريني قوله: وأهل السُّنَّة ثلاث فِرَق: الأثريَّة وإمامهم أحمد بن حنبل، والأشعرية وإمامهم أبو الحسن الأشعري، والماتريدية وإمامهم أبو منصور الماتريدي، وعن العلَّامة مرتضى الزَّبيدي قوله: "والمراد بأهل السُّنة هم أهل الفِرَق الأربعة: المحدِّثون والصُّوفية والأشاعرة والماتريدية، معبرًا بذلك عن مذهب الأزهر الواضح في هذه القضية".   غير أن توضيح الأزهر لم يوقف عاصفة الغضب، ففي أول رد فعل بعبر عن حجم الغضب السعودي، حذرت هيئة كبار العلماء السعودية من الدعوات التي تهدف إلى إثارة النعرات وإذكاء العصبية بين الفرق الإسلامية، مؤكدة أن كل ما أوجب فتنة أو أورث فرقة فليس من الدين في شيء.   وأضافت الهيئة الدينة السعودية في بيان لها أمس تعليقًا على البيان الختامي للمؤتمر الذي عقد بمدينة جروزني-الشيشان، أنه "ليس من الكياسة ولا من الحكمة والحصافة؛ توظيف المآسي والأزمات لتوجهات سياسية، وانتماءات فكرية، ورفع الشعارات والمزايدات والاتهامات والتجريح".   وقالت الهيئة في بيانها: "ومن ثَمَّ: فإن هيئة كبار العلماء تحذر من النفخ فيما يشتت الأمة ولا يجمعها، وعلى كل من ينتسب إلى العلم والدعوة مسؤولية أمانة الكلمة، ووحدة الصف، بخلاف أهل الأهواء الذين يريدون في الأمة اختلافًا وتنافرًا وتنابذًا؛ يؤدي إلى تفرق في دينها شيعا ومذاهب وأحزابًا".   وهاجم النشطاء والإعلاميين السعوديين، مصر، وبرز في هذا الإطار تعليق الكاتب المعروف، محمد آل الشيخ، الذي غرّد عبر تويتر بالقول: "مشاركة شيخ الازهر بمؤتمر غروزني الذي أقصى المملكة من مسمى أهل السنة يحتم علينا تغيير تعاملنا مع  مصر فوطننا أهم ولتذهب مصر السيسي إلى الخراب.. كنا مع السيسي لأن الأخوان والسلفين المتأخونين أعداء لنا وله، أما وقد أدار لنا ظهر المجن في غروزني وقابلنا بالنكران فليواجه مصيره منفردا".   واعتبر آل الشيخ أن المؤتمر يستهدف المملكة وبوضوح، متهمًا الاستخبارات الإيرانية والروسية بالوقوف خلفه لإخراج المملكة من أهل السنة والجماعة، وختم بالقول: "اختلف مع المتطرفين الغلاة ونالني منهم الكثير لكن إذا تعلق الأمر بتقزيم الوطن وتهميشه سأتحول الى أكبر متشدد؛ فالوطن قضية موت وحياة في معاييري".   أما الأكاديمي المعروف، محمد عبدالله العزام، غرد بالقول: "مفتي مصر السابق علي جمعة تتلمذ على الشيخ حمود التويجري رحمه الله وأكرمه علماء السعودية وشبع من علمهم وموائدهم.. أستغرب صمت مؤيدي السيسي من السعوديين عن خيانة مؤتمر الشيشان.. مكافأة شيخ الأزهر للسعودية على مشاريعها الضخمة في الأزهر التحالف مع بوتين لطردها من العالم الإسلامي.. تحتاج لطبيب نفسي".