أحرج السيسى باستفتاء «تويتر».. وورط مصر فى قضية مقتل ريجينى وسقوط طائرة «مصر للطيران»
- مبارك اختاره ليتحدث من خلاله إلى الشعب.. وأبو العينين سر سفره الدائم مع الرئيس
أطلق جمال مبارك نجل الرئيس السابق أصدقاءه والمقربين منه ليكونوا الفتيان المدللين له، بل وتتركهم يتصارعون لنيل شرف التحدث باسمه، لإيمانهم الراسخ بأنه سيكون الرئيس المقبل لا محالة، فظهر أنصاف صحفيين وأنصاف سياسيين فى الصورة فأضاعوا الرجل وأضاعوا الدولة التى كانت مهلهلة.
بعد الثورة زاد هؤلاء الأنصاف، وتسابقوا على التحدث باسم الدولة. فبرزت أسماء عديدة عندما لم يكن يعلو صوتا فوق صوت ثورة يناير، فى حين ظهرت أسماء أخرى عندما قويت شوكة المجلس العسكرى الذى أدار شؤون البلاد بعد مبارك، بينما جاءت من أقصى الدولة أسماء أخرى فى عهد الإخوان.
أحمد موسى باختصار هو صحفى بالأهرام، تدرج حتى وصل إلى رئيس قسم الحوادث فيها. ظهر فجأة إلى جوار عمرو أديب فى برنامجه على «الأوربت»، إلى أن فكر رجل الأعمال والسيراميك محمد أبو العنين (المقرب من السلطة فى دولة مبارك) فى فتح قناة فضائية، هى «صدى البلد»، حتى تكون لسان حال الدولة العميقة، فلم يكن هناك خير من أحمد موسى لأن يمثل هذه الدولة.
بعد 30 يونيو اعتاد موسى التحدث باسم الجيش، وفى منتصف 2014، ومع وصول الرئيس السيسى إلى الحكم نصب نفسه متحدثا رسميا باسمه، يهاجم من يهاجمه ويمتدح من يمتدحه، حتى «الخناقات» التى نشبت بينه وبين زميله فى نفس المنهج الإعلامى والسيناريست محمد الغيطى مرة، وبينه وبين عمرو أديب مرة أخرى، وبينه وبين يوسف الحسينى مرة أخيرة، كان يسعى بأى شكل من الأشكال إلى إقحام الرئيس فيها، داعيا إياه إلى التدخل والتخلص ممن أسماهم «أعداء الدولة».
هو الوحيد الذى تحدث إليه مبارك بعد تبرئته فى قضية قتل متظاهرى يناير. هو الوحيد الذى اتهم شركة مصر للطيران بإيواء إرهابيين. هو الوحيد الذى استضاف شاهد زور فى قضية مقتل الطالب الإيطالى ريجينى. هو أيضا الوحيد الذى يحرص على السفر فى الوفد الإعلامى مع الرئيس برعاية أبو العينين.
موسى منذ أيام قليلة فتح ملف ترشيح السيسى لفترة ثانية، وسمّى دعوات عدم ترشحه بالمؤامرة، ووصف الداعين لها بالخونة، لكنه سقط بالثلث عندما أراد أن يكون كلامه وفقا لاستفتاء رسمى، فذهب إلى «تويتر» وأطلق استفتاء إليكترونيا عنوانه «هل توافق على ترشح السيسى لفترة ثانية؟»، فكانت نسبة الإجابة بـ«لا» صادمة وقاسية على الرجل، فألغى الاستفتاء، وأغلق الحساب، وادعى فى برنامجه أن «هاكر» قد اخترق حسابه ودشن الاستفتاء ووضع نتيجته.
لم يدرك موسى أن «تويتر» هو ملعب الإخوان الرئيسى، ولم يدرك أيضا أن كثيرا من جمهوره قد فُضّ من حوله، لأنه لم ير فيه جديدا ولا مختلفا، فحلقة اليوم تشبه حلقة الأمس تشبه حلقة الغد. كلماته هى كلماته ومنهجه واحد لا يتغير، ودفاعه بشكل هيستيرى عن الدولة لم ينصفه ولم ينصفها.
ومثلما تقول الأغنية الشعبية «العجل وقع.. هاتوا السكينة»، سخر منه الإعلامى يوسف الحسينى سخر من موسى كاتبًا فى تغريدة له على الموقع نفسه: «بتقولوا إيه! أحمد موسى اتهاك؟!. ومن قطريين وأتراك؟!. ولسه بيتهاك لحد دلوقتى ولا خلاص؟!. كام واحد هاكه؟!. بيتهاك من زمان؟!. تصدق كنت شاكك!!».
الآن، ربما يكون أحمد موسى هو الأكثر تحدثا باسم السلطة الحالية، أو بمعنى أدق هو الأكثر تشويها لصورتها.
موسى متهم بالخيانة العظمى وفق بلاغ قدمه محامون للنائب العام المستشار نبيل صادق، لأنه أهان المصريين بالدعوة لمكافأة من يثبت أن جزيرتى تيران وصنافير مصريتين.
موسى أهان الإعلام المصرى بل العقل المصرى ذاته عندما أتى بلعبة «فيديو جيم» وادعى أنها ضربات الطائرات الروسية لداعش فى سوريا. موسى لم يترك أحدا إلا وأهانه، حتى وصلت إهانته للدولة نفسها، فلماذا تتركوه هكذا؟