غاب القائد العربى فتحولت دولة المنطقة إلى رهينة للمشاريع الخارجية، أرضها مستباحة تخترقها دبابات الأتراك في سوريا والعراق بذريعة مكافحة الإرهاب، روسيا حولت سوريا إلى قاعدة عسكرية تقصف أطفال حلب بدون خوف من العقاب، سماء اليمن ملعب فوق السحاب لطائرات أمريكية "دون طيار"، ليبيا أصبحت منتهكة من جميع دول العالم، حتى السودان تتكتم على ضربات إسرائيلية وعمليات خاطفة تنفذ هناك بين الحين والآخر، وإيران صاحبة المشروع الفارسي تحرك خلاياها المسلحة في الهلال الشيعى المزعوم الممتد من صنعاء حتى بيروت.
درع الفرات 
آخر هذه الانتهاكات رغم وجاهة الأسباب التدخل العسكري التركى الذي وقع داخل الأراضى السورية دون احترام لسيادة، بذريعة تطهير الحدود من عناصر "داعش" المتطرفة التي فتحته أنقرة لهم في وقت سابق.. صفقة خفية حولت أعداء الأمس إلى أصدقاء، تفاهمات بين القوى الكبرى والدول الفاعلة يدفع ثمنها دم المواطن العربى.
التدخل التركى الذي باركته أمريكا وأوروبا، وتحفظت عليه روسيا في بيان دبلوماسى، فضح الاتفاق عليه تقرير إعلامي تركي بكشف أن عملية "درع الفرات" جاءت بموافقه روسية، وذلك بدخول مقاتلات تركية من طراز "إف – 16" الأجواء السورية وتوغل دبابات في الأراضى العربية، في العملية العسكرية التي أطلقت عليها دولة العثمانيين الجدد "درع الفرات".
غياب القائد العربى أيضا شجع الأتراك من قبل على التوغل داخل الأراضى العراقية وتمركزت في "الموصل" غير مهتمة بتنديدات جامعة الدول العربية التي تحولت إلى "مقهى شعبى" لتناول المشروبات الساخنة والنميمية على الأنظمة الحاكمة في المنطقة.
صورة عمران
قبل خمسة أيام كشف الطيران الروسي سوأة العرب، واحتلت صورة الطفل عمران ضحية حلب الصفحة الأولى بالصحف العالمية والخبر الرئيسي بالمواقع الإخبارية، وانتشرت كالنار في الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعى.
عمران الذي انتفض له العالم وعصر قلوب الشعوب ألما، لم يجد في المنطقة العربية من يشعر بالغيرة على دماء أطفال العرب التي تراق على يد القاذفات الروسية التي استغلت أزمة نظام قمعى حول بلاده إلى مرتع للميلشيات الإرهابية بسبب صم أذنه على الاستماع لمطالب شعبه التي بدأت بشعارات ثورية قابلة للتطبيق السريع بالدول التي تعلى دماء الشعب فوق كراسي الحكم.
الدرون تغزو اليمن 
في ظل حالة الاستهانة والاستكانة التي يتعرض لها العرب، وما دام هناك في اليمن العربى يقتل شقيقه العربى ويقوم بقصفه من السماء ويرد عليه الآخر بمقذوفات أرضية، بات من المنطقى سماع خبر استهداف طائرة أمريكية "دون طيار" المعروفة إعلاميا بـ"الدرون" قيادي إرهابى مزعوم في اليمن تعلمه أمريكا ولا نعلمه نحن.
اليمن السعيد صاحب الحضارة الضاربة في جذور التاريخ تنتهك سمائه دون رداع، تحول إلى كنز إستراتيجي لاختبار المقذوفات الحديثة الإعلام العربى بدوره هو الآخر يغض الطرف عن أطفال تقتل تحت الأنقاض بطائرات عربية ومقذوفات أمريكية وغربية خشية أغضاب السعودية التي دخلت حربا لا ناقة لها فيها ولا جمل.
ليبيا المستباحة 
في ليبيا حدث ولا حرج، صراع بين الشرق والغرب، بنغازي دولة وطرابلس دولة معادية، الكل يقاتل الكل الأمر الذي وجده الغرب فرصة مواتية لوضع بلاد عمر المختار تحت الوصايا الدولية، طائرات مجهولة تحلق في السماء هناك تقصف دون خوف والضحايا عرب ليس لهم ثمن.
فرنسا متواجدة وبريطانيا منشرة وأمريكا ترسم الخريطة وحصلت على تفويض رسمي لقصف "سرت" لتخليصه من "داعش" الذي ترعرع في أروقة أجهزة الاستخبارات في بلاد العم سام.
السودان يحظر النشر
حتى السودان البعيدة عن بؤرة الاهتمام العربى ويسعى رئيسها عمر البشير لفرض وجودها بدعم متقلب في الماضى مع إيران واليوم مع السعودية، تحظر نشر الكثير من الأمور حول استهداف طائرات إسرائيلية لمواقع هناك تزعم دولة الاحتلال أنها مخازن سلاح تمد العون إلى حركة حماس وغيرها من التنظيمات المسلحة.
إيران تعربد في الهلال
إيران أيضا وجدت في الوضع العربى المتردي وغياب المشروع عن جسد الأمة وغياب قائد يجمع شتاتها، فرصة مواتية لنشر خلاياها النائمة في اليمن وسوريا والعراق وفلسطين ولبنان والعراق، حتى السودان والجزائر وتونس، تحت غطاء دينى وصراع مذهبى يهدف في نهاية المطاف إلى هيمنة المشروع الفارسى البعيد عن الدينى الإسلامى البراء من كل هذه الصراعات السياسية التي تلتحفه به لتبرير جرائم الذبح على العلن.