تحل اليوم ذكرى وفاة "سعد زغلول" قائد ثورة 1919، أحد زعماء مصر الذي حظي بشعبية لم يحظ بها زعيم مصري من قبله، حتى لقب بزعيم الأمة، وأطلق على بيته "بيت الأمة" وعلى زوجته صفية أم المصريين.

مولده
ولد سعد زغلول عام 1860 في قرية أبيانه وكانت حينئذ تابعة لمديرية الغربية وهى الآن تابعة لمحافظة كفر الشيخ، عمل والده الشيخ إبراهيم زغلول رئيس مشيخة القرية أي عمدتها، وبدأ تعليمه في الكتاب حيث تعلم القراءة والكتابة وحفظ القران، يما يلي استعراض لأبرز الأسرار في حياة الزعيم.

صديق الإنجليز
تحدث المؤرخ عبدالرحمن الرافعي في كتابه «مصطفى كامل.. باعث الحركة الوطنية» ص 239، و431 عن سعد زغلول، قائلًا: «لقد بدأ الزعيم حياته السياسية صديقًا للإنجليز، وختمها كذلك صديقًا للإنجليز، وبدأها بمصاهرة أشهر صديق للإنجليز عرفته مصر في تاريخ الاحتلال من أوله إلى آخره وهو مصطفى فهمي باشا، أول رئيس وزراء في مصر بعد الاحتلال».

وقال الكاتب محمد محمد حسين في كتابه «الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر» ص 373، و393: «اختار اللورد كرومر سعد زغلول وزيرًا للمعارف، فحاول بمجرد تعيينه إحباط مشروع الجامعة المصرية، وتصدى للجمعية العمومية حينما طالبت الحكومة في مارس 1907 بجعل التعليم في المدارس الأميرية باللغة العربية، وكان وقتئذ بالإنجليزية، وكان الاحتلال هو الذي أحل اللغة الإنجليزية محل العربية في التدريس».

ويضيف «حسين» في كتابه: «عُين سعد زغلول ناظرًا للمعارف، وقال كرومر في تعليل هذا التعيين: إنه يرجع أساسًا إلى الرغبة في ضم رجل قادر ومصري مستنير من تلك الطائفة الخاصة من المجتمع المعنية بالإصلاح في مصر».

وقال «كرومر»، حسبما جاء في الكتاب نفسه: «كما أن سعد من تلاميذ محمد عبده وأتباعه الذين أطلق عليهم (جيروند) الحركة الوطنية المصرية، الذي كان برنامجهم تشجيع التعاون مع الأجانب لإدخال الحضارة الغربية إلى مصر، الأمل الذي جعل كرومر يحصر فيهم أمله الوحيد في قيام الوطنية المصرية».

إدمان الخمر
الأمر لم يتوقف عند الجانب السياسي، فهناك أيضًا جانب إنساني "مظلم" في حياة سعد زغلول"، يتمثل في إدمانه الكبير للخمر، حيث اعترف في مذكراته، أنه أدمن لعب القمار، وشرب الخمر، قائلًا: «كنت أتردد بعد عودتي من أوروبا على الكلوب، فملت إلى لعب الورق، ويظهر أن هذا الميل كان بداية المرض، فإني لم أقدر بعد ذلك أن أمنع نفسي من التردد على النادي ومن اللعب، وبعد أن كان بقليل أصبح بكثير من النقود وخسرت فيه مبلغًا طائلًا، كنت قبل 12 سنة (1901) أكره القمار وأحتقر المقامرين وأرى أن اللهو من سفه الأحلام واللاعبين من المجانين، ثم رأيت نفسي لعبت وتهورت في اللعب وأتى عليّ زمان لم أشتغل إلا به ولم أفكر إلا فيه ولم أعمل إلا له ولم أعاشر إلا أهله، حتى خسرت فيه صحة وقوة ومالًا وثروة».

زوجته أم المصريين
أما زوجته فأطلق عليها لقب "أم المصريين"، بعد أن فشلت في الإنجاب من الزعيم، وعلي أثر مشاركتها في المظاهرات النسائية عام 1919 ولذلك كانت تعتز بهذا اللقب.
وتُعد صفية زغلول أول زوجة لزعيم سياسي تظهر معه في المحافل والصور، عُرفت بعطائها المتدفق في قضية الوطن العربي والمصري خاصةً، وحملت لواء الثورة بعد نفي زوجها إلى جزيرة سيشل، ويذكر أن السيدة صفية زغلول هي الزعيمة النسائية الحقيقية ولكن لم تريد أن تظهر وأسندت هي والزعيم سعد زغلول هذا الأمر إلى هدى شعراوي التي عينت وقتها رئيسة لجنة الوفد المركزية للسيدات.

غيرة سعد زغلول وطلعت حرب
"غيرة سعد زغلول من طلعت حرب"، كانت أهم المحاور التي ركز عليها كتاب "طلعت حرب وتحدي الاستعمار.. دور بنك مصر في التصنيع 1920 - 1941" للكاتب إيريك دايفز، فقد كان هناك اختلاف حول إنشاء مؤسسات وطنية، حيث يري طلعت حرب والأحرار الدستوريين ضرورة تحقيق الاستقلال الاقتصادي أولا، في حين كان لسعد زغلول والعناصر المسلحة من حزب الوفد رؤية أكثر راديكالية تؤكد على ضرورة إنهاء الاحتلال البريطاني.

وأكد الكتاب على أن عامال شخصيا، وهي غيرة سعد زغلول من الزعامة الاقتصادية لطلعت حرب الموازية لزعامته، هي السبب وراء هذا الخلاف، كما يفسر دايفز الأمر من وجهة ثالثة ويحيله إلى وجهة نظر طبقية، إذ يشكل الأحرار الدستوريون -معسكر طلعت حرب- الطبقة العليا من طبقة الأتراك المصريين، بعكس الوفد الذي ضم ملاكًا أقل ثراء.