قالت مجلة فورين بوليسى، إن الثورة المصرية مازالت أهم حدث يفرض نفسه على أمواج بحر التوترات الذى يعم المنطقة بأسرها.

وأشارت الصحيفة إلى أن الصراعات التى تشهدها المنطقة مازالت نتائجها غير واضحة، فالوضع غامض وهناك الكثير من التحركات، فلا يمكننا معرفة ما إذا كانت هذه التوترات ستجلت الفرصة الأخيرة، أم أنها ستغير للأفضل أو الأسوأ فى مصر وتونس وليبيا والمغرب واليمن وسوريا والأردن والبحرين أو غيرها بالمنطقة.

وأضافت أن كل حالة لها ملابسات ولاعبون ومتغيرات مختلفة، هذا فضلاً عن احتمال اندلاع مزيد من الانتفاضات من الأراضى الفلسطينية وإيران أو السعودية، لذا فإن فرض نموذج سياسى واحد على الكل لا يمكن قبوله.

ومع ذلك تركز المجلة على مصر باعتبارها قلب العالم العربى بموقعها وسياستها وثقافتها وتاريخها فإنها اختيار طبيعى لواشنطن يستوجب التركيز، وترى فورين بوليسى أن القضية الأساسية فى مصر كما فى غيرها من بلدان المنطقة تظل فى خلق أمل دائم للشعب، فإن نجاح أو فشل هذا الربيع العربى لن يمكن قياسه فى عدد الحكومات التى تسقط وإنما فى عدد الوظائف التى تتوافر ولاسيما للشباب.

وتلفت المجلة الأمريكية إلى أنه من الضرورة أن يعى الكونجرس الأمريكى ويقر بأنه بعد عقود من توفير مليارات الدولارات كمعونة عسكرية لمصر دون غيرها لم يعد السبيل الوحيد لحماية المصالح الأمريكية بالمنطقة وأنه بات على واشنطن دعم الاقتصاد المصرى بحيث يرى المصريون الأموال الأمريكية ليس فى الدبابات والذخيرة فقط ولكن فى تدريب العمالة المصرية وفتح المصانع.

فإنه سيبعث حقداً حينما يرى المتظاهرون بميدان التحرير القنابل المسيلة للدموع من صنع الولايات المتحدة. فإنه الوسيلة الأكثر فاعلية لإدارة أوباما لتغيير الصورة السلبية لأمريكا بين المصريين هى استخدام الأدوات التى تساعد على ضمان السلام وتعزيز الديمقراطية فى الجزء الأكثر حيوية بالمنطقة فى لحظة حيوية.

فلابد للإصلاحات فى مصر أن تنجح وتنمو وأن تتوالى فرص العمل لهذه البلد لأنه الآثار ستتعاقب فى الداخل وكافة أنحاء المنطقة كسبيل للازدهار، وهذا يحتاج إلى تشجيع المزيد من الإصلاحات والاستقرار والانفتاح على المجتمع الدولى والذى بدوره سيعزز حرية تبادل الأفكار والتنوع فى وجهات النظر بما يساهم فى الإعتدال السياسى الوطنى.

وتحذر فورين بوليسى من عدم نجاح الانتخابات المبكرة فى إحراز تقدم اقتصادى، فإن الباب سيكون مفتوح أمام مزيد من الجماعات المتطرفة التى ستلعب على إستياء الأغلبية الفقيرة من الشعب.