الفيضان الاثيوبي على "أبواب مصر" خلال أسبوعين.. يملأ بحيرة ناصر ويعوض ما استهلكناه منها خلال السنوات الـ 9 الماضية

خبير أرصاد:
فيضان النيل في مصر خلال أسبوعين
سقوط موسمي للأمطار على منابع النيل بين شهري يوليو واغسطس
عدم اكتمال بناء سد النهضة وراء وصول المياه إلى مصر 

خبراء مياه وري 
دورة النيل تغيرت والفيضان تأخر عامين
نتأمل أن يملأ بحيرة ناصر ليعوض ما استهلكناه منها خلال السنوات الـ 9 الماضية
نتوقع ملء 50 مليارا من سعت بحيرة ناصر التي تتجاوز الـ 150 مليارا
اثر إيجابيا علي بحيرة ناصر كمخزون لمواجهة نقص المياه المتوقع الفترات القادمة
متوقع حدوث فيضان فوق المتوسط وأفضل من العام الماضي

في الوقت الذي تحدث فيه الكثيرون عن سد اثيوبيا الذي يتم بناؤه حاليا بأن له تأثيره على حصة مصر من المياه، يقترب من ينتظر مصر ما يقرب من 50 مليار متر مكعب من المياه العذبة قادمة من منابع النيل نتيجة السقوط الموسمي للأمطار على هضبة الحبشة مما يؤدي لارتفاع منسوب المياه بالنيل الزرق.

من جانبها أعلنت وكانت وزارة الموارد المائية والري أعلنت حالة الطوارئ القصوى لاستقبال فيضان النيل، الذى ارتفع منسوبه في النيل الأزرق بالسودان، ويصل مصر خلال أسبوعين، ضمن حصة مصر والسودان من مياه النيل، التي تقدر بـ84 مليار متر مكعب من المياه وجعل الكثيرين يتوقعون زيادة المنسوب عن العام الماضي والذي كان أقل من المتوسط بسبب الجفاف الشديد الذي شهدته هضبة أثيوبيا

سقوط موسمي

وعن علاقة الفيضان بالأحوال الجوية وموعد قدومه الفيضان إلى مصر وكيفية الاستفادة من المياه العذبة، قال الدكتور على قطب، مدير عام مركز تحاليل الأرصاد الجوية، إن ارتفاع مستوى المياه بنهر النيل خلال الأسبوعين القادمين، مرتبط بسقوط الأمطار فوق هضبة الحبشة ومنابع النيل بأوغندا موضحا انه عندما تسقط الامطار يتحرك منسوب المياه النيل نتيجة هذه الامطار المتزايدة.

وأضاف “قطب" في تصريح خاص لـ"صدى البلد" أننا نتوقع وصول المياه العذبة إلى مصر خلال أسبوعين لعدم اكتمال بناء سد النهضة والذي يعتبر بناؤه هو الحائل الوحيد لوصول هذه الامطار، موضحا أن حجم ارتفاع المياه في نهر النيل لم يتم تحديده بعد.

وأوضح خبير الأرصاد الجوية ان هذه الامطار موسمية وتسقط في فصل الصيف سنويا بين شهري يوليو وأغسطس واحيانا تمتد لأكتوبر، مشيرا إلى ان سقوطها بهذه الاماكن لوقوعها داخل نطاق مداري نتيجة الجبال وارتفاع الحرارة، لأنه كلما ارتفعت الحرارة على الجنوب كلما تحركت الجهة المدارية وهو ما يزيد من فرص سقوط الامطار فوق منابع النيل بأوغندا.

50 مليارا

فيما أكد الدكتور نادر نور الدين، خبير المياه، إنه في حالة وصول فيضان النيل إلى مصر فنتأمل فقط أن يملئ بحيرة ناصر ليعوض ما استهلكناه منها خلال السنوات الـ 9 الماضية، فإن ملأ 50 مليارا من سعتها التي تتجاوز الـ 150 مليارا سيكون مكسبا عظيما لمصر، ولا يجب أن نتوقع وجود فائض لاستثماره.

وعن أسباب الفيضان، قال "نور الدين" في تصريح خاص لـ"صدى البلد": اعتدنا منذ زمن النبي يوسف أن دورة النيل 20 عاما 7 عجاف و 7 متوسطة و7 سنوات فيضان، ومع التطور الزمني خرجت دراسات أجنبية تؤكد أن الأمطار سيحدث لها نقص بنسبة 70%، وهو ما يبدو أنه تحقق بالفعل، فنحن نعيش فقر مائي منذ 9 سنوات، وننتظر الانفراجة.

وأكد على أن المتوقع من الفيضان هذا العام إذا ما اكتمل وكان فيضانا قويا أن يملئ جزئ من الهدر المائي الذي استهلكناه فقط على مدار الـ 9 سنوات الماضية من بحيرة ناصر، ولا ننتظر المزيد، لان ما استهلكناه كان كبيرا.

أثر ايجابي

من جانبه، الدكتور عبد الفتاح مطاوع، خبير الموارد المائية بالمركز القومي لبحوث المياه والرئيس الأسبق لقطاع مياه النيل، إن موسم سقوط الأمطار علي الهضبة الإثيوبية بدأ في أول أغسطس الجاري والمتوقع منه حدوث فيضان فوق المتوسط وأفضل من العام الماضي وينتهي الموسم مع يوليو2017، لافتًا إلى أننا لا نستطيع الحكم على وصول الفيضان إلى مصر لحين انتهاء الموسم.

وأوضح "مطاوع"، أن للفيضان المنتظر حدوثه أثرا إيجابيا علي بحيرة ناصر كمخزون لمواجهة نقص المياه المتوقع الفترات القادمة، مشيراُ إلى أن 85% من المياه الأثيوبية تصل لمصر.

وأكد على ضرورة تقييم الموقف المائي للبلاد عن طريق معدلات سقوط الأمطار، وتوقعات الايراد المائي الواصل لبحيرة ناصر من هذه الامطار، وكيفية الاستفادة القصوي لتشغيل السد العالي واستعراض مناسيب النيل داخل البلاد وعلي طول المجري لضمان التوزيع العادل للمياه طبقا للاحتياجات المائية.