أصبح وزير الدفاع العراقي، خالد العبيدي، نجما لامعا بين أبناء بلاد الرافدين، وله شعبية كبيرة باعتباره مقاتلا صلبا ضد الإرهاب ومحاربا عنيدا للفساد الذي يستشري في العراق، بعد اتهاماته لرئيس مجلس النواب "البرلماني سليم الجبوري" بالفساد.
حياته
ولد خالد متعب ياسين العبيدي في مدينة الموصل عام 1958. أكمل دراسته من الإعدادية الشرقية للعام الدراسي 1977 - 1978، في عهد الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، سافر العبيدي لدراسة هندسة الطائرات في أكاديمية الهندسة الجوية في يوغسلافيا وحصل على شهادة البكالوريوس 1982.
نال بعد عامين ماجستير هندسة علوم الفضاء اختصاص ديناميكية الهواء من جامعة بلجراد، حصل عام 1998على ماجستير في العلوم العسكرية من كلية الأركان العراقية، ودكتوراة في العلوم السياسية عام 2011، يجيد خالد العبيدي اللغات العربية والإنجليزية، والروسية، والصربية.
الحياة السياسية
دخل عالم السياسة من بوابة انتخابات عام 2010 البرلمانية، رشّح نفسه كشخصية مستقلة عن القائمة العراقية التي كان يتزعمها آنذاك رئيس الوزراء العراقي الأسبق إياد علاوي، ونجح في الحصول على عضوية البرلمان العراقي.
فاز في الدورة البرلمانية التالية عام 2014 كنائب عن محافظة نينوى عن قائمة "متحدون" بزعامة رئيس البرلمان السابق أسامة النجيفي.
وزير الدفاع
رشحه ائتلاف القوى الوطنية لتولي منصب وزير الدفاع في حكومة حيدر العبادي، وهو ما وافق عليه البرلمان بـ 173 صوتا، ليتولى مهامه في 18 أكتوبر عام 2014.
وممن خلال الظهور الإعلامي لوزير الدفاع خالد العبيدي، فإنه يختلف عمن سبقوه من وزراء الدفاع بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، وذلك بتغطيته الواسعة لكل ما يقوم به من نشاط ميداني.
الفريق الإعلامي المحيط بالعبيدي يصنع منه رمزا جديدا في أنظار العراقيين كافة، وذلك من خلال تغطية كيف يقود العبيدي الطائرة الحربية ويقصف مواقع تنظيم الدولة، وطريقة استقباله للوفود الأجنبية، إضافة إلى قربه من الجنود في الميدان.
مقاتل ضد «داعش»
وظهر خالد العبيدي كمقاتل صلب وعنيد في حرب ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، ونشرت وزارة الدفاع العراقية العديد من الصور والفيديوهات خلال قيادة العبيدي لعمليات العسكرية ضد تنظيم "داعش" في عدد من الجبهات وفي مقدمتها حرب تحرير الفلوجة وتكريت.
كما ظهر بصورة المقاتل الجريء عبر قيادته طائرات "إف 16" وتوجيه ضربات قاسمة لتنظيم "داعش" الإرهابي، وهو ما اعتبره محللون سياسة ذكية من الجنرال العبيدي، للحصول على شعبية وسط العراقيين في مواجهة الإرهاب.
محارب الطائفية
كما ظهر العبيدي، بمحارب الطائفية والمذهبية، فقد زار أكثر من مرة المرادع الشيعية في النجف، كما زار ضريحي الإمامين أبو حنيفة وموسى الكاظم، تفيد بأن خلف الدور العسكري دورًا آخر.
لقد كان وقع زيارة العبيدي، للأعظمية والكاظمية كبيرا على قلوب الجماهير وجاء كخطوة ذكية ومدروسة من (العبيدي) لاستثمار النصر الذي حققه داخل قبة البرلمان.
صراع مع الإخوان
فيما يبدو أن جماعة الإخوان في العراق وتيار الإسلام السياسي بشقيه السني والشيعي، قلق من الدور الذي يلعبه العبيدي كمنقذ للعراق.
وجاءت اتهامات العبيدي، الإثنين الماضي، لرئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري، الذي يعد من قيادات الحزب الإسلامي، الذراع السياسية لجماعة الإخوان في العراق والحليف القوى لحزب الدعوة الإسلامية "شيعي".
وتناولت وسائل الإعلام العراقية والعربية، بيانا منسوبا للإخوان المسلمين في مصر والعراق، يتضمن تهديد لوزير الدفاع العراقي خالد العبيدي وأسرته، وهو ما يشير إلى حجم الحرب المتوقعة بين الإخوان والجنرال العراقي.
شبيه السيسي
ينظر الكثير من المحللين والسياسيين إلى أن العبيدي مرشح من خلال مواقفه السياسية ليكون شبيها للرئيس عبد الفتاح السيسي.
وتوقع الناشط العراقي غيث علي، في تدوينة له على شبكة التواصل الاجتماعي "فيس بوك" أن يصل العبيدي لحكم العراق قائلا: "خالد العبيدي بالطريق لقيادة العراق.. والعراق بالطريق للحكم العسكري".