خلقت الوفاة المروعة لعضو من حزب العدالة والتنمية، الإخوان، الحاكم في المغرب، مزيدًا من التوتر بين الحزب ووزارة الداخلية هناك، إذ قالت هذه الأخيرة إن جهات سياسية، ولأسباب انتخابية صرفة، شككت في نتائج التشريح، متحدثة في بيان لها أمس عن أن الغرق في قناة للري كان سببًا في وفاة العضو وابنه.

 قضية عضو حزب العدالة والتنمية، الشاوي الحبيب، في منطقة أرفود، تعود إلى أيام قليلة مضت، عندما عُثر على جثته وجثة ابنه البالغ من العمر 13 عامًا في قناة للري بالقرية، وقد رفضت أسرتهما دفن الجثتين بعد تسلمها التقرير الطبي الذي أرجع الوفاة إلى الغرق، مطالبة بإجراء خبرة طبية، كما لم تستبعد الكتابة المحلية للحزب في الإقليم إمكان وقوع جريمة.

 وقال بيان الداخلية المغربية، أمس الإثنين، إن نتائج التشريح الذي أمرت بإجرائه النيابة العامة المختصة أظهر أن الوفاة ناتجة عن الغرق في مياه القناة، متحدثًا عن أن "جهات سياسية ولأسباب انتخابوية صرفة شككت في نتائج التشريح، وتدخلت من أجل عدم تسلم الجثتين من طرف عائلة الهالكين قصد دفنهما، كما تدخلت من أجل تشريح ثانٍ مضاد".

 وزاد بيان الداخلية المغربية أن طلب تشريح مضاد هو حق لـ"عائلة الهالكين طبقًا للقانون، متحدثة عن أنها ستحرص من جانبها على تنوير الرأي العام كلما تعلق الأمر بمحاولة استغلال سياسي، من أي جهة كانت، لحدث عرضي"، ويعد حزب العدالة والتنمية، هو الحزب الوحيد الذي شكك في طبيعة الوفاة التي أعلنها التقرير الطبي.

 ويُعد هذا البيان هو الثاني من نوعه في أيام قليلة الذي تشير فيه الداخلية المغربية إلى حزب سياسي دون تسميته، بعد اتهامها له بنشر ما بات يعرف بـ«خدام الدولة»، وهي وثائق تشير إلى امتلاك شخصيات سياسية أو مقربة من دوائر القرار أراضي في العاصمة الرباط بأثمان قليلة، وقد ربط المتتبعون بين اتهام الداخلية وبين حزب العدالة والتنمية، خاصة على ضوء التوتر الذي طبع علاقة الحزب بوالي الرباط، أولى الشخصيات التي ظهرت في الوثائق.

 وتداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لشقيق الراحل الشاوي الحبيب، وهو يتحدث عن أن شقيقه توفي بسبب قضية الماء التي كاد المتحدث أن يتوفى فيها، مشيرًا إلى أنه "عاين وجود ضربات وكدمات على جثة شقيقه بعد إخراج جثته"، متحدثًا عن أن المنطقة التي غرق فيها شقيقه "غير مخصصة للعوم، كما لا يمكن لهذا الأخير أن يسبح في الخامسة صباحًا"، مشككًا بشكل كبير في رواية الغرق التي أعلنها التقرير الطبي.

 كما كانت الكتابة الإقليمية لحزب العدالة والتنمية في إقليم الرشيدية الذي يضم أرفود، قد طالبت نهاية الأسبوع الماضي، بفتح تحقيق في واقعة وفاة الحبيب الشاوي، لافتة في بيان لها إلى أن "الجناة قد يكونوا عمدوا إلى إخفاء معالم الجريمة، وأن معاينة الجثتين بيَّنت انشطار رأس الأب إلى قسمين بآلة حادة، وخنق الابن قبل رميهما في ساقية لا يتجاوز ارتفاع منسوب مائها 70 سنتيمترًا".