تجريد المشاركين في العروض العسكرية التي يحضرها رئيس الجمهورية من الذخيرة الحية، إجراء متعارف عليه داخل القوات المسلحة، منذ اغتيال الرئيس أنور السادات في العرض العسكري بمناسبة ذكرى حرب أكتوبر عام 1981م.
القرار جاء لدواع أمنية لحماية رؤساء الجمهورية المقبلين من محاولات اغتيال مماثلة، وكان يحرص الرئيس الأسبق مبارك على تطبيق ذلك الإجراء، فكان يُقال إنه يخشى حضور العروض العسكرية في أوائل حكمه، خاصة وأنه حضر لحظات الرعب في المنصة بجوار الرئيس الراحل أنور السادات.
ولأول مرة في تاريخ القوات الجوية، تتم العروض العسكرية بالذخيرة الحية، في حضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث استعرض طلاب الكلية الجوية اليوم الأربعاء، مهاراتهم في التصويب والرماية، باستخدام الذخيرة الحية، وذلك أثناء حفل تخريج الدفعتين 83 طيران وعلوم عسكرية جوية، والتي تحمل اسم الفريق "سعد الدين الشاذلي"، في مدينة بلبيس بمحافظة الشرقية.
حضر الحفل الفريق أول صدقي صبحي، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، والفريق محمود حجازي رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وقادة الأفرع الرئيسية، وعدد من الوزراء والمحافظين، وكبار رجال الدولة، وكبار قادة القوات المسلحة، والملحقين العسكريين المعتمدين من الدول الشقيقة والصديقة، وأسر الخريجين.
تعمّد الرئيس خلال كلمته التطرق لأمر الذخيرة الحية المُستخدمة في العروض، فقال: "امبارح بلغوني إن هيكون في تدريب بالذخيرة الحية، فقولتلهم خير في ايه يعني؟ مفيش مشكلة"، متابعًا: "دايمًا كان الجيش ده على مستوى الثقة فيه".
رسائل للعالم عامة وأردوغان خاصة
البعض تساءل عن نية الرئيس السيسي من وراء إثارة ذلك الأمر، خاصة وأنه ليس العرض العسكري الأول الذي يحضره منذ توليه منصب رئاسة الجمهورية.
الإعلامي أحمد موسى، أكد خلال برنامجه "على مسؤوليتي"، المذاع على فضائية صدى البلد، أن استخدام الذخيرة الحية من الجيش المصري، في حفل تخريج طلاب الكلية الجوية، يقدم رسالة خاصة.
وأضاف موسى أن الجيش المصري استخدم 30 طائرة منها "الرافال"، محشوة بالذخيرة الحية، في وجود كبار رجال الدولة، وذلك في الوقت الذي يعاني منه العالم من الاضطرابات، و الذي" يشلح الرئيس التركي جيشه".
أردوغان
"الجيش على قلب رجل واحد"، رسالة دائمًا يحرص السيسي على توجيهها في جميع خطاباته، إلا أنها زادت سطرًا هذه المرة، تزامنًا مع الانقلاب الذي حدث في تركيا، على الرئيس رجب طيب أردوغان، وربما كان ذلك تصريحًا منه بأن الجيش المصري لن يشهد أي انقلابات عسكرية كما يتمنى البعض، والدليل أنه يقف بين أبناء المؤسسة العسكرية، يشهدون عرضًا لطائرات عامرة بالذخيرة الحية.