السماء الزرقاء، والأماكن المتسعة الزاخرة بالحياة، والشوارع الأثرية في القاهرة القديمة، أماكن لها بريقها الخاص، لكن مشروعا للمصور حسام مناديلي، لإبراز جمال القاهرة، حوّل الأماكن التي اعتدنا رؤيتها إلى أماكن ذات سحر خاص، تشعر وأنت ترى الصور، كأنك ترى مدينة جديدة غير تلك التي اعتدت العيش فيها والسير بين طرقاتها، مدينة ذات جمال ليلي فريد بمذاق مصري خاص.
ولأن "المطر" دائما يخلف وراءه جمالا، كان هو الشرارة التي بدأ بها مناديلي مشروعه الفوتوغرافي لتصوير القاهرة ليلا، يقول: "ديما كنت بحب اصور وقت المطر، كان في مطر شديد في القاهرة، وكانت دي البداية اني أصور أماكن في القاهرة بالليل، وبدأت اصور بعد ما الجو بقى صافي والألوان زاهية، ومن هنا بدأت مشروعي في ميدان طلعت حرب".

لم يتطلع مناديلي لتصوير الأماكن الشهيرة بالقاهرة أو نظيرتها السياحية، لكنه لجأ للشوارع التي يفضلها ويرى أنه يستطيع تصويرها بشكل آخر، غير الباهت الذي اعتاده الجميع، لذا كانت القاهرة الإسلامية وجهته المفضلة، التي انطلق منها منذ أوائل العام 2013.
السماء بعد المطر أو وقت الغروب والفجر، دفعت بمناديلي لتصوير مشروعه ليلا، يقول لـ"الوطن": "لون السماء حينها يكون فاتحا ويظهر ساحرا في الصور، كما أن الشوارع تكون خاوية إلى حد ما، بخاصة عندما تظهر مع شوارع وسط البلد التراثية، المصممة على تراث إنجليزي وفرنسي، فتلك المباني التي مر عليها أكثر من مائة عام، لها شكلها المميز التي استحق أن يوثق قبل وبعد الترميم".

"عابدين، فؤاد، وعبد الخالق ثروت".. شوارع صورها مناديلي قبل ترميمها، وينتظر الانتهاء من عمليات الترميم ليستمر في مشروعه ويصورها بهيئتها الجديدة، ويضيفها إلى مجموعته للقاهرة ليلا.

القاهرة تحديدا رغم تكدسها، لكنها كانت الخيار الأمثل للمباني التراثية التي يهواها مناديلي، حيث صور النوبة وجمالها وبيوتها، إلا أنها تختلف عن مضمون مشروعه الذي بدأه، والذي تلائمه تماما القاهرة وشوارعها، التي نمر منها يوميا وقد لا نركز فيها من الأساس، لذا فالصورة هي التي تعيد النظر لهذه الشوارع ثانية.


"بصوا حواليكوا، بصوا بشكل مختلف".. جملة لخصت مضمون المشروع الذي يسعى مناديلي من خلاله، لتغيير نظرة الناس العادية للشوارع، التي قد لا يعرف بعضهم تراثها وتاريخها، لذا يسعى من خلال مشروعه، لإبراز عدة جوانب بالقاهرة، مثل القاهرة ليلا، وأعلى أماكن بها، والقاهرة التراثية، ومن المقرر أن يغطي معظم شوارع القاهرة، بخاصة التراثي منها وغير المعروف، ليكون له أرشيفا خاصا بالقاهرة.
حب مناديلي لهذه الشوارع، دفعه للبحث عن تاريخها، ومعرفة كل ما يتعلق بها، ليس هذا فقط، بل وتوثيقه أيضا بالتصوير والمعلومات، عن طريق كتب تاريخية أو مرشدين سياحيين، وهو ما جعله يتعاون مع وزارة السياحة في مشروع كتاب عن القاهرة التاريخية، لم يطرح بعد، عن تاريخ شوارع وأماكن القاهرة.

















