لم يتوقف تأثير محمد رمضان وأعماله الفنية، على مجرد "حلقة" رأس غريبة أو رقص بالأسلحة البيضاء على أنغام الموسيقى، في رمضان هذا العام امتدت آثاره "العظيمة" إلى سلوكيات الشعب نفسه، فيقبض "الألماني" الملايين كل سنة مقابل ترسيخ ثقافة البلطجة وشريعة الغاب في المجتمع كل يوم أكثر من ذي قبل.

 

بالأمس كنا نرصد فقط بعض الظواهر السطحية التي أحدثتها أعمال رمضان، ذائعة الصيت، في عقول الشباب والمراهقين، وكنا نظن أنها ضمن عوامل كثيرة أخرى أشاعت ثقافة "السِنَج" في المجتمع، وهي أن كل فرد في مصر أصبح "ثقة في الله" دولة واحدة، ينال حقه بذراعه ويمارس "المرجلة" على أهل منطقته، والتي تنحصر ظواهرها في تصفيف شعره وذقنه بطريقة غريبة، وتدخين الممنوعات، واستخدام الأسلحة البيضاء جهارًا نهارًا، والأهم، أنه لا توجد دولة ولا شرطة ولا قضاء، فمن له مظلمة يأخذها بيده كيفما شاء وبالطريقة التي تحلو له، ضاربًا بعرض الحائط كل قواعد بناء المجتمعات.

 

أكثر من موضة ظهرت على هامش مسلسل "الأسطورة"؛ الذقن، وقصة الشعر، وحتى التحدث بنفس الطريقة ونفس مخارج الألفاظ، ولكن لم يكن متصور أن يُعاد تجسيد مشهد كامل تم تقديمه عبر "الفنان" إلى شاشات المواطنين في كل بيت. في إحدى الحلقات شاهدنا انتقام ناصر، بطل العمل، من مرسي الذي شهّر بزوجته شهد ونشر صورًا لها عبر الإنترنت، فانتقم منه بطريقته؛ ضربه في الشارع وألبسه قميص نومٍ أحمر!

 

واليوم، قررت إحدى عائلات الفيوم أن تنتقم من رجل فضح ابنتهم، فاختاروا طريقة "ناصر الدسوقي"، وشهدت قرية المختلطة بمركز يوسف الصديق بمحافظة الفيوم، تنظيم "زفة" للمدعو "ع. ي. ل"، وهو يرتدى قميص نوم، وجابوا به جميع أنحاء القرية، انتقامًا منه بعد قيامه بتصوير زوجته فى أوضاع مخلة عقب طلبها الطلاق منه، فخطفوه وأجبروه على ارتداء قميص النوم، ثم أذاعوا مقاطع وصور له على مواقع التواصل الاجتماعى، للتنكيل به.

 

 الدكتورة نبيلة سامي، أستاذ علم الإجتماع واستشاري تربوي أسري، تعلق على هذه الظاهرة بقولها إن انتشار هذه الشخصية يقع في جزء كبير منه علي الإعلام، وصنعه من محمد رمضان بطل وغياب دور الإعلام في تقديم الشخصية والنموذج والقدوة الإيجابية، بل وتقديم الطريق الأسهل والأسرع لتحقيق الطموح والثراء فأصبحت القدوة هي القوة، أيًا كانت وسيلتها سواء بالبلطجة أو السلاح أو المخدرات، ولاحظنا أن بطل المسلسل حين استخدم هذا الأسلوب استطاع تحقيق هدفه، فأصبح من أثري الأثرياء، ويسكن في أفخم المناطق، ويركب أحدث موديل للسيارات، وتزوج من فتاة لم يكن يستطيع الوصول إليها لو ظل علي شخصيته الطبيعية "الغلبانة".