بقلم – هاني ضوَّه :
 
هل تريد أن تحج من الحبيب سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم؟
 
إذا فعليك بالعمرة في شهر رمضان المبارك، فلقد ضاعف الله سبحانه وتعالى ثواب الأعمال في رمضان، لما في هذا الشهر من بركات، ومن بين تلك الأعمال العمرة، فهي في رمضان لها ثواب كبيرة عن غيرها من الأيام، وقد ورد الكثير من الأحاديث في بيان فضلها وثوابها وأنّها تعدل حجّة في الأجر والثواب.
 
ففي الصّحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لأم سنان الأنصارية حين لم يكتب لها الحجّ معه صلّى الله عليه وآله وسلّم: ''فعمرة في رمضان تقضي حجّة أو حجّة معي''.
وللحديث السابق روايةٌ أخرى أكثر تفصيلاً، وتعطينا بعداً آخر من فضائل العمرة الرمضانيّة وتعلّقها بشقائق الرّجال، لنستمع إلى ابن عباس رضي الله عنهما، يخبرنا بقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لامرأة من الأنصار: "ما منعك أن تحجين معنا؟" قالت: كان لنا ناضح، فركبه أبو فلان وابنه، -زوجها وابنها-، وترك ناضحاً ننضح عليه، فقال لها عليه الصلاة والسلام وعلى آله: "فإذا كان رمضان اعتمري فيه، فإن عمرةً في رمضان حجة".
 
واعتمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أربع عمر كلها في أشهر الحج في ذي القعدة وهم: عمرة الحديبية سنة ست هجريًا، وعمرة القضاء سنة سبع هجريًا، وعمرة الجعرانة سنة ثمان هجريًا، وعمرته مع حجة الوداع سنة عشر من الهجرة، وكلها أحرم بها قادماً إلى مكة.
 
وتؤدى العمرة من أربعة أشياء هي: الإحرام بأن يقول المحرم لبيك عمرة ويلبي بعدها حتى يدخل مكة، ثم الطواف مبتدئا بالحجر الأيود فيستقبله ببدنه ويشير إليه بيده اليمنى قائلًا: الله أكبر ويذكر الله بما يحب، ثم يصلي ركعتان بعده ويفضل خلف مقام إبراهيم إن استطاع، ثم السعي بين الصفا والمروة، ثم الحلق أو التقصير والحلق أفضل.
 
والأحاديث التي تبين فضائل العمرة على وجه العموم تدل كذلك على فضلها في رمضان وتشملها، منها حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: ''العُمرة إلى العمرة كفارةٌ لما بينهما''.