قال الدكتور عبد الله النجار، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن برامج المقالب التى تعرض على شاشات التليفزيون ويقوم خلالها مقدم البرنامج بترويع ضيفه من خلال استخدام حيوانات متوحشة أو وضع كاميرات لتصويره بدون علمه وللسخرية منه عند مشاهدة رد فعله "حرام شرعا"، موضحًا أن النبى "صلى الله عليه وسلم"أكد عمومية الحكم بتحريم تخويف المسلم أو ترويعه، ونهى عن إدخال الرعب عليه بأى وسيلة، فقد كان الصحابة رضى الله عنهم يسيرون مرة معه فى سفر، فاستراحوا ونام رجل منهم، فقام بعضهم إلى حبل معه فأخذوه، وأمروه على جسد أخيهم النائم ففزع، فقال النبى صلى الله عليه وسلم: (لا يحل لمسلم أن يروع مسلماً) وروى ابن عمر رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أخاف مؤمناً كان حقاً على الله أن لا يؤمنه من إفزاع يوم القيامة). وأضاف "النجار" أنه "صلى الله عليه وسلم" نهى عن الإشارة بالسلاح وقال: (من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه، حتى وإن كان أخاه لأبيه وأمه) فهذا تحذير من الإشارة بأى آلة مؤذية قد تؤدى الإشارة بها إلى القتل، كالسكين والآلات الأخرى الحادة، حتى لو كانت الإشارة مجرد مزاح، وفى هذا تأكيد على حرمة المسلم، والنهى الشديد عن ترويعه وتخويفه والتعرض له بما قد يؤذيه. أما وضع كاميرات بدون إذنه فهذا يعتبر من قبيل التجسس يقول الله تعالى "ولا تجسسوا" سورة الحجرات وربما يفعل أمرًا طبيعيا لا يريد أحد مشاهدته لعمله أنه لا أحد يراه سوى الله، ولو كان مقدم البرنامج مكان الضيف لشعر بما يشعر. والضحك عليه والسخرية منه حرام كذلك يقول تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ". وأضاف "النجار" أن الحكم باق على حرمته حتى لو وافق الضيف على ذلك، موضحا أنه يوافق بدافع الحرج والحياء بسبب الموقف الذى تعرض له، مطالبا بمنع تلك البرامج التى تنتهك حقوق الناس وتعرضهم للحرج والخوف والفزع. من جانبه أكد الشيخ "أبو البراء" محمد نصر عضو الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين أن القائمين على تلك البرامج لا يرعون سوى الدخل المادى من ورائها ولا ينظرون إلى حلاله أو حرامه، ولا يعلمون عن خصوصية الناس شيئا، وكل همهم الشهرة والمال لا سواهما. وأضاف أن ترويع المسلمين حرام شرعا، وربما يؤدى إلى عواقب وخيمة تصل إلى الموت من الهول أو الهلع، موضحًا أن من يوافق على إذاعة تلك الحلقات يوافق من قبيل الخجل أو أن القائمين على البرنامج يدفعون إليه نقودًا من أجل الموافقة على إذاعتها، وإن كان الضيف غير مشهور فسيوافق بدافع الشهرة أنه ظهر على شاشة التليفزيون.